أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


ماذا يطبخون؟

بقلم : ماهر ابو طير
09-12-2013 12:29 AM
ثمة طبخة يبدو أنها حقيقية تجري وراء غرف مغلقة، ربما تكون إعادة إنتاج لأوسلو على نحو أو آخر، الأطراف غير المتورطة فيما يسمى «المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية» لا تدري بما يجري، وما يرشح من خلف الجدران المغلقة يثيرها فتصرخ محتجة كحماس مثلا: إنه تسويق للوهم، وكذا يفعل غيرها، فيما «يغذ» المتفاوضون السير نحو إنجاز ما، وحدها الصحف العبرية تعلم بما يجري، وتنشر بين حين وآخر «مسودات» الاتفاق الذي بدأ يتبلور للتو!
الرئيس الامريكي باراك اوباما، أفصح قليلا عما يجري فقال قبل أيام قليلة، إن التسوية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية (ليس فلسطين!) ستتم على مراحل. «المسيرة ستكون تدريجية. فالاسرائيليون لن يوافقوا على نسخ غزة في الضفة الغربية. هذا ليس معقولا» أوباما، الذي كان يتحدث في منتدى سبان في واشنطن عن علاقات اسرائيل – الولايات المتحدة قال أيضا إن الخطوط العامة لاتفاق الإطار بين الطرفين معروفة منذ زمن بعيد(!) «نحن نعرف ما هي صيغة الاتفاق الممكن، السؤال هو اذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ القرارات السياسية الصعبة». فما هي هذه الخطوط العريضة؟
الصحف العبرية تنقل عن موظفين إسرائيليين كبار اطلعوا على التفاصيل، وقالوا إن الاقتراح الأمريكي تضمن وجود قوات الجيش الإسرائيلي على طول نهر الاردن على مدى بضع سنوات، يتم تخفيفه بشكل تدريجي وفقا للوضع الأمني على الارض، الولايات المتحدة تبنت –كالعادة- الموقف الإسرائيلي المبدئي في موضوع أهمية الترتيبات الأمنية، كشرط للتقدم في المفاوضات. ولم يرفض نتنياهو المقترحات رفضا باتا، ولكنه تقدم بعدة تحفظات. وزير الخارجية الامريكي جون كيري قبل أن يغادر اسرائيل يوم الجمعة قال ان حل مسألة الأمن هو موضوع مركزي في نظر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كي يتمكن من التقدم في مواضيع اخرى في المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال كيري: «اذا لم يزد الاتفاق مع الفلسطينيين مستوى أمن اسرائيل فلن يكون اتفاق»!!
صحف عبرية اخرى أفصحت أكثر عن المقترح الأمريكي، فقالت أنه يتضمن ما يسمى «دولة فلسطينية» ستكون مجردة من السلاح الثقيل، ولكن يمكنها الاحتفاظ بقوة أمن قوية لغرض الأمن الداخلي ومكافحة ما يسمى الارهاب. الاقتراح يتضمن تجريد الدولة الفلسطينية من السلاح ومراقبة كل ما يجري فيها بواسطة طلعات الطائرات بدون طيار من الجيش الامريكي لغرض التصوير، على نحو يشبه طلعات الرقابة الأمريكية على اتفاق فصل القوات بين اسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، ووفق الاقتراح يستوجب اخلاء الجيش الاسرائيلي من معظم اجزاء الضفة الغربية باستثناء غور الاردن ولا يسمح لاسرائيل بحرية العمل داخل اراضي الدولة الفلسطينية لغرض تنفيذ مطاردات او احباط عمليات، كما تضمن الاقتراح استعدادا امريكيا لاستثمار مليارات الدولارات في تحسين القدرات الاستخبارية الدفاعية والهجومية للجيش الاسرائيلي، لاعطاء جواب تكنولوجي على اخراج القوات من معظم أراضي الضفة.
حسب ما نشر ثمة 160 خبيرا أمنيا ودبلوماسيا أمريكيا عملوا على بلورة الخطة، ويبدو أنها ستكون منجزة في وقت قياسي، إذ يعكف الطرفان الإسرائيلي والأمريكي، على «إنضاج» المفاوضين الفلسطينيين، للقبول بكل ما يريدون من اشتراطات، لأن الحقيقة ان إسرائيل تفاوض نفسها، برعاية أمريكية لها، ولن نلتمس للمفاوض الفلسطيني عذرا، وإن كنا نشفق عليه، وهو يقارع –وحده- دولة أذلت العرب كلهم!

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-12-2013 09:51 AM

أخ ماهر --- " اسرائيل" الكيان الصهيوني يعلم ان ما يسمى بالسلام سوف يمزقه من الداخل لذلك أقول لك صراحة كل ما يقال وما قلته لا قيمة له --- بالأطار التكتيكي جائز لكن استراتيجيا لا لا لا --- الكيان الصهيوني وجد كوظيفة تستخدمه الحكومة الأممية - البلدربيرغ لأخافة الآخر الأوروبي ولأحداث توازن في الصراع مع القارة العجوز

2) تعليق بواسطة :
09-12-2013 10:48 AM

مالذي يجعل اسرائيل تنسحب من الضفة او من معظم الضفة مع التحفظ على عبارة معظم لما لايكون من كل الضفة مادامت مرتاحة الجانب وتنام بهدوء وبدون ازعاج ولو من رمية حجر مادامت اشترطت على الفلسطينيين اخماد الانتفاضة منذ سنوات ولسنوات لأثبات حسن نوايا الفلسطين وأثبات انهم يودون السلام مع اسرائيل ثم لماذا تتمسك اسرائيل بالتواجد في غور الاردن او على طول نهر الاردن هل تخشى من اجتياح جحافل الجيوش ستأتيها من الاردن بحدود علمي ان معاهدة السلام بين الاردن واسرائيل ترتب على الجانبين عدم التعاون او امداد اي جهة معادية لأي من طرفي المعاهدة ومن طرف البحر فأن اسرائيل تمسك بالجرة من اذنيها وأذكر كيف استطاعت اسرائيل قبل سنتين تقريباً من اعتراض سفينة اشتبهت بها على بعد ثلاثمائة ميل بحري من موانئها على الابيض المتوسط واقتادتها لموانئها لأشتباهها بحمل اسلحة الى حماس في غزة فلا خوف على اسرائيل فلتعطينا السلام اذا تكرمت ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
09-12-2013 12:18 PM

لا يا استاذ ماهر اسرائيل لم تذل العرب كلهم هذا الكلام غير صحيح ابدا والمفاوض الفلسطيني مثل عريقات وغيره لا يقارع اسرائيل بل يساوم ويتنازل
اسرائيل اذلت العملاء والخون فقط لا غير
حماس اذلت اسرائيل وستبقى خنجر في قلب هذا الكيان الحقير انشاء الله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012