05-11-2010 11:05 PM
كل الاردن -
طاهر العدوان
هناك مبالغة, بعضها مقصود, في التقارير الاعلامية التي تصدر من الاردن والتي تصور الانتخابات بأنها (معارك قبلية) فما يجري حملات تنافسية تختلط فيها الانتخابات بالولاءات العشائرية, وبالمناسبة, ليس صحيحا ان هذه الولاءات جدّية بحيث يطغى الولاء للعشيرة على الولاء للوطن انما هي ولاءات من نوع (البهارات) التي تستخدم لتلوين وتغيير المذاق الانتخابي ليس إلّا.
لكن هناك ثقوب في الثوب العشائري خلال الانتخابات, اصبح بعضها خطرا مع ظهور ممارسات تطفو على السطح بين وقت وآخر, ممارسات لا تمت بصلة الى الروح العشائرية وتراثها في البلاد, انما مرتبطة بظهور اشخاص هنا وهناك يحاولون ان يخلقوا لانفسهم زعامات ونفوذ في الدائرة او البلدة او المحافظة التي ينتمون اليها, مستخدمين ما يملكون من اموال, بعضها هبط عليهم فجأة وبطرق غير مشروعة, ومستخدمين ايضا (وعيا متخلفا) بدأ يظهر بين صفوف من الاجيال الشابة في الجامعات والشوارع, من اجل احاطة انفسهم (اي هذه الزعامات المستجدة) بعصابات او مجموعات مستعدة لمخالفة القانون لانزال الخوف في نفوس (المنافسين) .
هذه الممارسات وغيرها, هي احد روافد (العنف المجتمعي) الذي نتحدث عنه, كدولة وشعب, عنف غريب على الاردن وشعبه وعلى عشائره. عنف يستدعي, كما ذكرت في مقالة سابقة اعلاء شأن القانون, بحيث (يصبح أولاً) في كل مناسبة خاصة ام عامة وفي المقدمة بطبيعة الحال, خلال الانتخابات.
نسمع عن البعض ممن يُروّجون لعصبيات عشائرية يوم الاقتراع تدعو لاستنفار نزعة العنف في حالة سقوط هذا المرشح او ذاك, اخطر ما في الترويج, انه يعمل على تحويل (خسارة شخصية) لمرشح واحد, في الانتخابات, الى خسارة عشيرة بأكملها, او ان يعمل على تحويل (فوز شخص) كنائب في الانتخابات الى نصر على الآخرين واستعلاء عليهم بالكلام او بإطلاق الاعيرة النارية استفزازا تحت مزاعم الفرح بالانتصار.
مثل هذه الاعمال وغيرها, يُفترض ان تُدرج يوم الاقتراع في قائمة الاعمال المنتهكة للقانون, وللأمن والاستقرار في البلد, الانتخابات الآمنة مطلب جميع الاردنيين, وقد كانت دائما في كل الانتخابات السابقة بفضل الاجراءات الامنية والوعي الامني عند المواطنين, وبالتأكيد ستكون آمنة هذه المرة. بل ان الثلاثاء المقبل, سيكون يوم اختبار لالتزام جميع المواطنين بالأمن وبأداء التصويت بمنتهى الهدوء والتصرف الحضاري, وكذلك عند استقبال نتائج الفرز.
لا احد فوق القانون, والاساس في ذلك المساواة في تطبيقه من قبل اجهزة الامن, وعندما يقتنع الناس بانه لا يوجد مرشح (فوق رأسه ريشة) نكون جميعا, مواطنين ومرشحين وناخبين, عشائر وحواضر وارياف, ملزمين بالحفاظ على صورة بلدنا الحضارية, وهي لن تكون كذلك من دون تصرفات واخلاق حضارية تجعل الانتخابات آمنة وتجعل مهمة رجال الامن سهلة مُيَسّرة.
(العرب اليوم)