أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


الاسلام السياسي ؛ ابتكار للمرحلة ؟!

بقلم : فتحي المومني .
26-12-2013 11:03 AM
قبل يومين تم استضافتي على الهاتف من اسطنبول في البرنامج السياسي على الحياد ، والذي يقدمه الاستاذ والباحث الاستراتيجي سامي القرعان ، وهو من الاعلاميين المميزين على مستوى الوطن العربي وكان موضوع الحلقة عن مستقبل الاسلام السياسي في المنطقة العربية ، وأجبت بالنفي ليس هناك ما يسمّى بالاسلام السياسي ؛ لأن الاسلام وحده هو نظام حكم سياسي قانوني يحتوي على كل الافكار والمفاهيم التي تراعي شكل وبناء الدولة ، وعلى أساس مؤسسي ، ناهيك عن معظم المعظّلات التي تواجه شعوب المنطقة ، وأشدها هو الفقر والمرض والذي عالج الاسلام كل الاخفاقات الرأسمالية ، بعيداً عن تصرّف المال نفسه الذي ’يبنى على النفعية ، واستغلال ضعف الشعوب ، ومقدراتها في السيطرة عليها من مراكز القوى ذات الغزل السياسي الراديكالي في رفع شعارات الديمقراطية والحرية على هذه الشعوب المنهارة من عدمية التفكير في مستقبل عقيدتها ومرجعيتها ، ومستقبل الاجيال التي تتفكك يوماً بعد يوم جراء فوضى العولمة التي ’تسهم في شكل وسلوكات البشر وتفاصيلهم الحياتية ...

حين نتحدث عن الاسلام السياسي انما نتحدث عن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الاولى ، ووقوع الكثير من المناطق العربية في داخل مخالب الاستعمار ، ونتحدث عن مصطفى كمال اتاتورك ما بعد 1924 وتصفيته للرموز الدينية والمحافظين باعتبار انهم مرجعية انتهت صلاحيتها أمام نفوذ فرنسا وبريطانيا ومخالب روسيا الشيوعية في ذلك الوقت ، وأن المرجعية الدينية هي من تآمرت على انهيار الدولة العثمانية ! فلم تعد الثقة موجودة بين المتخاصمين ممن يجمعهم الدين الاسلامي والحاكمية الإلهية ...

في الدول العربية هناك صراعات ’تبنى على الجغرافيا ، وتتشكّل بأسوأ الصور ، وهناك صراعات تحولت من مذهبية لفكر أيدولوجي حتمي في البقاء ، ويحدده مفهوم الدول الثيوقراطية في المنطقة كأيران تحديداً - دولة ذات مرجعية دينية ، وان المذهب هو مجموعة من الافكار والمفاهيم والذي ’تبنى عليه دائرة الصراع مع الغرب ، والمحيط العربي - ومن ذلك صراع المد الصفوى قبل 300 عام مع قندهار والبشتون السنيين في عدم اتساع رقعة التشيّع ولا زالت دائرة الصراع تدور ، وكان لإيران موقف اتحادي مع الولايات المتحدة عندما غزت افغانستان باعتبارها كما يدعون المعقل الرئيس للمسمى - إرهابيين - وأصوليين وقد مارسوا ذلك بأكثر من موقف في أن زجّوا بالاسلام بين هذه المسميات ... وهناك صراعات تتشكل على أساس العمالة للغرب ، وكما حدث في مصر وأدوات الغرب الفاعلة داخل الشارع المصري بتشكيل حركة تمرّد القابضة من رأس المال الاماراتي والسعودي لاجهاض أي مبادرة للمعارضة العربية الاسلامية والتي تسمّى حركة الاخوان المسلمين في تسلم الحكم ؛ لعدم امتدادها للمنطقة العربية ، وخصوصاً لدول المملكات في الاردن والسعودية وكل المناطق العربية ، وهي مملكات بثوب خمار اسود كما هي ؟! وما يعني ذلك هو الوصول للخط الأحمر الذي تشكلت على أساسه أنظمة الحكم في المنطقة العربية وهو حماية دولة الاحتلال ، ورعايتها بكل الوسائل والسبل ولو كان ذلك على حساب الاسلام والارض والشعوب ....

هناك تفاصيل من الصعب الخوض فيها - سياسة التناقض العربي الاسلامي في المنطقة - الاخوان المسلمين في مصر ونهجهم مع جمال عبد الناصر وحمايته ثم اقصائهم بأبشع صورة !! ولم يتعلموا معنى السياسة ثم السادات ووضعهم وقت الحاجة وانتهاء مدتهم ، ومبارك العلماني القابض على شعارات الوطنية ، وأجهز عليها ، وحافظ الاسد ؟؟فالاخوان المسلمون اصحاب شعارات راديكالية من اجل الحكم وبعد الحكم يمارسون أبشع أنواع الغزل السياسي مع المحتل ، والاصل ان نتعامل مع الدولة والشعب بمختلف توجهاته عن طريق الحوار ، وعدم استخدام سياسة الإقصاء ، والاستقواء على مكون عام موجود - مثال على ذلك تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهود ، وجاره اليهودي - فمن المستحيل اذا كان من يقابلك مجرم وعميل من داخلك العربي ؛ ان تقابله بنفس الصورة ؛ لأن هناك مشهد سيتكون من الدماء دون حق ، وهناك متربص يجلس من بعيد لاثارة روح الاجرامية بين المكون المجتمعي لاسقاط سياسة نظام الحكم القائم ، واستبداله بمنتج آخر غربي يسمى الاسلام السياسي يجمع ما بين المصلحة القائمة ، وحماية الاحتلال للتصرف بكامل المشهد العربي ...

من المستحيل ان يتشكل نهجا سياسياً غير الاسلام في ظل احتلال ، وتبعية عربية ؛ لأن الصراع العربي القديم والمتجدد هو صراع عقائدي ، وهو صراع يتشكل كل يوم بثوب لكنه يعود لمرجعيته سريعاً - فهناك سيطرة غربية على الصومال وافغانستان بما يسمى اسلام سياسي لكنهم يرفضون غير المرجعية الاسلامية - وفي السعودية ايضاً وان كانت هناك كل الملامح ما تدل على تبعيتها للغرب من اجل استمرار الحكم على حساب المقدرات وشعوب المنطقة إلا انها ترفض ما يسمى بالاسلام السياسي القائم على استمرار السيطرة على ثروات المنطقة ، وحماية الكيان المحتل لفلسطين وكل العرب ....

المؤلف جراهام فوللر - كتب عن مستقبل الاسلام السياسي -وقال
أن التحدي الذي يواجه مستقبل الإسلام السياسي هو كيفية جعل القيم الإسلامية ذات صلة وقابلة للتطبيق علي القضايا الإجتماعية والإقتصادية المعقدة في الوقت الحاضر وكذلك الإسهام في المحافظة علي تماسك النسيج الإجتماعي . ؟؟!!!
الكاتب يشيد أيضاً بالنموذج التركي لفكرة الاسلاموية ؟! والكاتب أيضاً يشيد بالاسلام وبأنه يرفض العنف واللجوء اليه كحل للمشكلات ؟؟! سأقول للمؤلف العامل سابقاً
كنائب رئيس مجلس الاستخبارات القومى فى وكالة المخابرات الأمريكية ، وعلى دراية كبيرة بالمنطقة الممتدة من شمال أفريقيا وحتى أندونسيا : أن العنف وتفكك الأمم ونسيجها الاجتماعي والاحتلال أنتم من غذيتموه في دول العالم ، فقط أيها الكاتب اقرا الوصايا العشر لأبي بكر الصديق ، وبعدها ’تدرك أذا لم تكن بمدفوع أن الاسلام السياسي هو ابتكار تجريبي نخبوي يأخذ أدراجه على ساحات التجارب المتشكلة على الأرض العربية ، وأن الاسلام هو النهج الحقيقي اذا امتلكه أصحاب دراية وعلم ..... مشكلتنا ليست في الدين الاسلامي بقدر ما هي المعاناة التي تكبر يوماً بعد يوم في فسيفساء العقل العربي وانفعالاته ...

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012