13-11-2010 07:26 AM
كل الاردن -
حسين الرواشدة
غبطت اخواننا العرب الذين ترافقنا معهم في الشهر الماضي بزيارة الى باكستان وايران لما حظوا به من رعاية واحتفاء من قبل سفاراتهم في هذين البلدين ، وقلت في نفسي: لماذا لم يسأل عنا - نحن الوفد الاردني - أحد من سفرائنا أو قناصلنا او حتى موظفي السفارة هناك؟ مع ان أحد الاساتذة الاردنيين - وهو يدرس في الجامعة الاسلامية باسلام أباد - اتصل بالملحق الثقافي في السفارة الاردنية ، وذكر لنا بأنه على علم بمشاركتنا في المؤتمر ، وبأنه سيزورنا ، ولكننا انتظرناه ولم يأت ، وهو ما حدث - ايضاً - في طهران ، حيث شهد المعرض الدولي للصحافة ووكالات الانباء العالمية حضوراً لافتاً من جميع البعثات الدبلوماسية ، الا اخواننا في السفارة الاردنية الذين لم نرهم قط.
في معرض طهران - مثلاً - آلمني جداً ان يبقى الجناح الذي خصص "للاردن" فارغاً ، وكنت أتمنى لو أن سفارتنا هناك انتبهت لذلك ، واستثمرته لعرض ما تريده من منشورات ومطبوعات للتعريف ببلدنا ، كما فعل الآخرون ، وفي اسلام أباد شعرت - بالمرارة - نفسها ، لأن المؤتمر الذي نظمه منتدى الوسطية ، بعلم وزارة الخارجية الاردنية ، لم يحظ بأي اهتمام من قبل سفارتنا - وهي لا تبعد كثيراً عن المكان الذي عقد فيه رغم ان المؤتمر حمل "رسالة عمان" التي يفترض ان يكون لسفاراتنا في الخارج دور ما في الترويج لها والتعريف بما تضمنته من اهداف ومرتكزات.
من حقنا ان نسال - بعيداً عن هاتين الواقعتين اللتين كنت شاهداً عليهما - عن دور بعض سفاراتنا في الخارج ، وعن مهمة سفرائنا وموظفينا - وما اكثرهم - في هذه المواقع ، وعن معنى "توطيد العلاقات" الذي دأبنا على الاستماع اليه في خطاب وزارة الخارجية حين تتحدث عن وظيفة سفرائنا في الخارج؟
لا أريد - بالطبع - أن أعمم هذا الغياب الذي لمسناه على كل سفرائنا ، فقد ذكر لي أحد الزملاء انهم حين زاروا السودان قبل شهور مثلا وجدوا السفير الاردني هناك في انتظارهم ، ودعاهم للغداء في بيته ، وقدّم لهم كل ما يحتاجونه من تسهيلات ، لكن يبدو ان نموذج "سفارتنا" في السودان لا يتكرر كثيراً ، فقد سمعت ايضاً من زملاء آخرين شكاوى مرّة من سفاراتنا في دول اخرى ، لدرجة ان الاردني الذي يزور بعض هذه الدول يشعر "باليتم" حين يرى اهتمام سفراء الدول الاخرى برعاياهم من الضيوف ولا يجد أحدا من أطقم سفاراته يسأل عنه؟
لا افترض - طبعاً - أن من واجب سفرائنا ان يعرفوا كل زائر اردني يأتي الى البلد الذي يعملون فيه لكي يسألوا عنه ويطمئنوا عليه ، ولكن المسالة تتعلق "بوفود" اردنية تشارك في مؤتمرات دولية ، وبمعرفة وزارة الخارجية الاردنية احياناً ، وهذه المؤتمرات يفترض ان يكون لسفرائنا دور فيها ، على الاقل اذا كان بلدنا يشارك فيها ، او اذا كانت مؤتمرات دولية يمكن استثمارها لتوطيد علاقات بلدنا مع العالم ، حينئذ لا استطيع ان افهم غياب بعض سفاراتنا عنها او تجاهلها لمشاركة اردنيين فيها ، او عدم علمهم - احياناً - بها.
لا اريد ان اسأل: ماذا تفعل سفاراتنا في الخارج؟ ولا كيف يقضي السفراء اوقاتهم ، ولا عن أي دور ينهضون به لايصال "صورة" بلدنا والتعريف به وتوطيد علاقاتهم مع الآخرين ، أو رعاية "أبنائنا" هناك ومتابعة قضاياهم.. اريد ان افتح هذا الملف فقط ، واترك الاجابات لوزارة خارجيتنا وللقارئ العزيز الذي لا بد ان لديه ملاحظات.
(الدستور)