|
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
هل التوجيهي في خطر؟
بقلم : د محمد الخطاطبة 06-01-2014 11:13 AM كان لامتحان التوجيهي الاردني مصداقية عالية, فهو الاساس المعتمد للقبول في الجامعات الاردنية والاجنبية, لكن ومنذ عدة سنوات بدات عملية الغش في امتحان التوجيهي تأخذ منحى خطيرا بحيث تحولت الى ظاهرة مقلقة تهدد مصداقية هذا الامتحان الاستراتيجي والمهم في التعليم الاردني. ان هذا التطور الخطير كان نتيجة لما يشهده المجتمع والنظام في الاردن من الفساد المالي والاداري والذي وصل التعليم بشقيه المدرسي والجامعي, فوزارة اتربية والتعليم تعاني من خلل كبير في تغيير المناهج على حساب منهاجي التربية الاسلامية واللغة العربية والتي تغرس الاخلاق والفضيلة وتحرم الغش في نفوس الطلاب , وكذلك تبني الخطط الغربية التي لا تناسب مجتمعنا مثل الترفيع التلقائي الذي تسبب في نتائج مذهلة ومخيفة كما اعلنها وزير التربية والتعليم الحالي عن وجود اعداد كبيرة من الطلاب الاميين, اضافة الى تهميش دور المعلم واضعافه, كان الغش في السابق موجودا ولكن بشكل عرضي ومحدود لانه كان عملا شائنا وممقوتا لا يقدم عليه شخص محترم, وهكذا كان المجتمع ينظر اليه, الى ان اصبح ظاهرة مفزعة, بحيث اصبحت عملية منظمة ومخططة بشكل متقن, فهناك اصرار للحصول على الاسئلة في ابكر وقت ولو بالرشاوي بمبالغ كبيرة, لترسل الى اناس متخصصون في مكان محدد ومحضر بعناية للاجابة على الاسئلة بشكلها النموذجي, ترسل بعدها بواسطة اساليب حديثة عن طريق الهاتف او الواتس اب الى الطلاب المستهدفين في قاعة الامتحان, وقد وصل الامر الى زرع سماعات صغيرة داخل اذن بقض الطلبة. نعم الى هذا الحد وصل الامر ببعض الناس في مجتمعنا, بل اكثر من هذا حيث استخدم البعض التهديد بالاسلحة الرشاشة لادخال اوراق الغش الى داخل قاعات الامتحان, استخدمت هذه الاساليب الاعوام الماضية وفي هذا العام ايضا, حيث وصل الامر الاسبوع الماضي الى منع رئيس القاعة والمراقبين من الخروج الا تحت حماية امنية مشددة. اتسىآل الهذا الحد وصل بنا في دولة القانون التي مضى على انشائها نحو قرن, وهل نحن حقا دولة قانون والكل يخضع للقانون, وهل حوسب من حمل السلاح وهدد به, وهل هناك دستور وقوانين تحترم وهل هناك سلطات ثلاث مفصولة عن بعضها وتمارس سلطاتها باستقلالية تامة, اقول ان الفساد اعترى نظامنا بشكل مرضي خطير اصبح الوطن يترنح وينزع نزع الموت. ان لم نبادر الى الاصلاح الشامل وتطهير اجهزة الدولة ونبتعد عن الواسطة والمحسوبية فالقادم الينا مخيف ومخيف جدا ولن يسلم منه احد, لاننا كلنا في قارب واحد. ان اصلاح وزارة التربية والتعليم امر ملح والتي نشكر وزيرها الذي بادر الى قرع جرس الانذار, واذ نشد علي يده ونقول ان محاولاته في وقف الغش لم تنجح لحد الان, ونطالب تعاون اجهزة الامن في تأمين سلامة الامتحانات والمعلمين المراقبين والضرب بيد من حديد على العابثين والذين يهددون حياة الناس وتحويلهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. حفظ الله الاردن واهله واصلح حالنا قبل ان لاينفع الندم
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق