|
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
شو بدّه؟؟
بقلم : احمد حسن الزعبي 12-01-2014 10:56 PM احمد حسن الزعبي احمد حسن الزعبي جرى العرف ، قبل أن تبدأ الحجّة بالبحث عن «عروس» لابنها «المستجوز» ،تقوم بتذكر القريبات ، ونسيبات الأخوة ، والجارات القديمات، ورفيقات « العُمرة» الأخيرة وبعد تحضير القائمة في الذاكرة.. تقوم بالدوران الروتيني على البيوت وقت «العصرية» واحداً تلو الآخر..تطرق الباب وأحيانا «تدفشه» دون استئذان وترفع صوتها وتخفضه بنغمة خاصة ترافق السؤال أو الاستغراب : «وين راحت ام يحيى...ثم تقول بصوت منخفض شكله بيش حدا بالدار»؟ ..»هيييي يا ام محمد...ثم تعقب على ندائها بصوت خافت بجوز نايمة بنت رِشْدِه»..»وين أمك يا خالة « ؟ .و أحيانا للتوددّ تقول : « هون قابرة أهلها .. وعندما تلاقيها من الباب تبتسم ابتسامة عفوية حتى تظهر « ثنايا الذهب» من فكها العلوي وتقول «يقطع نصيبتش صارلي ساعة بنادي» تتبادلا القبل باضطراب .ثم تدخلا سوية إلى المضيف وتبدأ «الجلسة المغلقة». الحديث يتسلل هكذا بمهارة غريبة بعد السلام والكلام ، عن مزايا «ابن الحجة»، الذي أوصلها بسيارته إلى باب الدار قائلة :» لو أجيبت لحالي كان ضيّعت داركو يا شينة».. تخرج محرمتها من جيبها وتمسح فمها وتدسّ أطراف «شنبرها» كلما اشتد الحديث، تدخل الصبية بالشاي ، تنظر إليها من كل الزوايا الهندسية ، ثم تعود للحديث عن ابنها الذي صلّى العصر وأوصلها بسيارته إلى باب الدار..تخرج البنت دون أن تعرف من هذه «الحجة» وماذا تريد؟..تبحران في الحديث عن «الكناين» وعن «السلفات « وعن وجع الرجلين ، ويختمن الحديث عن «مرة ياسين اللي طب فيها سكّري».. ثم تعود من جديد للولد الذي أوصلها بسيارته إلى باب الدار..ومن كثر ما ذكرت من صفات نبيلة ،كالحنيّة والكرم والتدين والعدل ، لم يبقَ إلا أن ينصّب سادس الخلفاء الراشدين..وفي معرض الحديث تلمّح إلى بحثها عن عروس وترمي ثلثي الحبل في بئر الطلب لكنها غالباً لا تصرّح ..بالمقابل الحجة «المستضيفة» التي تلعب على أرضها وبين جمهورها تحاول ألا تعطي كلاماً كاملاً أو ايجابياً ، فهي تتعمّد ألا تلتقط الحبل مع علمها الجيّد بمكانه ومراده.. تزمّر سيارة خارج البيت فترفع الغطاء عن رجليها الممدّدتين وتقول «جاي جاي يا بعد أمك..ثم تنظر في عيني النسيبة المنتظرة قائلة : هاظا ابني بزمّر» ،طبعاً تريد أن توصل للمرة الألف أن ولدها يملك سيارة وانه يصلي و حنون وهي بالمقابل امرأة ودودة مع «الكناين» ويبدو ذلك جلياً من عبارة «يا بعد أمك»... بعد أن تخرج.. يسأل أولاد الدار أمهم..»شو بدها الحجة اللي أجت؟؟»..فغالباً ما يكون جواباً تمويهياً تضليلاً «بتدوّر ع زغاليل»!...أو «بتسألني وين سويت عملية المي الزرقا»؟؟...طبعاً هذا الذكاء الفطري في الإجابة ..لكي لا تحلم الفتاة المقصودة أكثر من اللازم أو تلتهي عن دراستها بالتفكير...فقد لا تنعقد القسمة والنصيب وبالتالي تتحطم نفسيتها أو تحبط.. ** زيارة كيري الى المنطقة حيّرت الكثيرين ..الكل يسأل «شو بده»؟ .وماذا دار خلف الأبواب المغلقة ..؟؟ من عندي ومن عند أجاويد الله أقول لكم .. ولا شي..» بدور ع جوز زغاليل».. (الراي)
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
12-01-2014 11:48 PM
 رائع اخي اﻻستاذ أحمد.
2) تعليق بواسطة :
13-01-2014 12:18 AM
شكرا حقيقي امتعتنا
3) تعليق بواسطة :
13-01-2014 01:56 AM
مبدع كا العادة بارك الله بيك ابو عبدالله
4) تعليق بواسطة :
13-01-2014 11:17 AM
زغاليلنا مهرّشه استاذ احمد..لحمها مُر
5) تعليق بواسطة :
13-01-2014 12:23 PM
أبشر بالي اجيت بيه.أبشر بالفزعه ياشيخ
6) تعليق بواسطة :
13-01-2014 11:12 PM
صدقني يا زعبي انه جبنة الكيري اخذت الاجابه والقبول من دول عربوا حتى قبل ان تلمح لطلب العروس او توضح مزايا ابنتها وشايفلك هالمره انه بيش ما قال شال وسلامتك .
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق