15-11-2010 09:41 PM
كل الاردن -
هاشم خريسات
عيد الاضحى المبارك الذي يهل هذا اليوم .. ربما يتميز عن غيره من مواسم سابقة انه يتزامن مع منتصف الشهر, مما جعل الموظفين في القطاعين العام والخاص يحتفلون به والجيوب تكاد تكون فارغة ما داموا في غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود, الذين اعتادوا على ان يتم صرف راتب الشهر كله في الاسبوع الاول من الشهر الذي يليه, او يتركون منه نسبة ولو بسيطة تساعد على مصاريف الايام اللاحقة, حتى يهل الموعد الجديد لقبض الدنانير المعدودة التي تتطاير هي الاخرى على الوتيرة نفسها شهرا بعد آخر!
انعكاسات عدم صرف الرواتب او اجزاء منها كما درجت العادة في مناسبات اعياد سابقة خلال هذا العيد, كانت واضحة تماما على حركة الاسواق التي كانت اقل من عادية بشكل عام, وقد عبر الكثير من اصحاب المحلات التجارية وفي مقدمتها المخصصة لبيع الملابس والعديد من موظفي "المولات" عن الهدوء الكبير الذي ساد البيع والشراء قبيل حلول يوم العيد, مع ان ما اعتادوا عليه هو زحمة شديدة تبدأ قبل اسبوعين على الاقل, والسبب بطبيعة الحال هو عدم تسليم الرواتب مبكرا وتركها الى موعدها المقرر بعد انتهاء ايام العيدية.!
لا شك ان الاحتفاء بالاعياد قد تبدل مع الزمن .. فلم تعد مناسبة لشراء كل ما يتم الاحتياج اليه من البسة واغذية وحلويات, نظرا للظروف الاقتصادية عموما وتآكل الرواتب المكدودة التي لم تعد قادرة على تلبية الضروريات في كثير من الاحيان, لكن نقص الانفاق واختصار المصاريف تم تحميل مسؤوليته هذه المرة على عدم صرف الرواتب, مما ادى الى اتساع دائرة المتضررين لتتجاوز ركود الحركة التجارية الى افراد العائلة الواحدة خاصة الاطفال منهم الذين اضطرت نسبة كبيرة منهم الى الاستغناء اجباريا لا طوعيا عن الملابس الجديدة والاستعاضة عنها بما هو متوفر من بقايا عيد الفطر الماضي .. والحق على الرواتب ايضا كما يقول اولياء الامور.!
يذهب البعض الى ان اجراء الانتخابات النيابية قبل اسبوع واحد فقط من عيد الاضحى المبارك, قد اشغل الحكومة ومختلف اجهزتها عن التنبه الى ان معظم المواطنين يحتاجون الى الرواتب استعدادا للاحتفال بالعيد لا ان يتم صرفها بعد عطلته فورا, مما جعلهم يلقون اللوم على النواب والمرشحين الذين يتردد انهم قد انفقوا على حملاتهم الانتخابية والدعائية ما قد يصل الى مئة مليون دينار, في الوقت الذي يتلظى فيه معظم الناخبين حسرة على ضيق ذات اليد امام صغارهم وكبارهم على السواء, ما داموا يفتقدون الى مبالغ بسيطة ينفقونها كعيديات على صلة الرحم بسبب تأخر الرواتب ايضا!
البعض الآخر يرى في المقابل انه لا بد من شكر الحكومة والنواب معا على انشغالهم بالانتخابات النيابية, مما جعل راتب شهر تشرين الثاني الحالي سالما غانما من اي صرف حتى الآن, لانه لو تسرب الى ايدي الموظفين ايا كانوا في القطاعين العام والخاص لكان قد تبخر بسرعة البرق على العيد وغيره, في الوقت الذي ينتظرون فيه نهاية عطلة العيد لكي يقبضوا ما درجوا عليه من رواتب تتكرر دوامة صرفها السريع والانتظار الطويل لما بعدها .. ربما يكون الاحتفال بعيد الاضحى المبارك ببساطة متناهية هو الاحلى .. وكل عام وانتم بخير.
Hashem.khreisat@gmail.com