أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


النفس الشريرة

بقلم : اشرف ابراهيم الفاعوري
18-01-2014 11:07 AM

هل يولد الكائن الحي بنفس خيرة أم شريرة ؟ أم بالصفتين معاً ؟ أم أنه يولد بنفس مجردة من كل خير وشر ؟
هل النفس شريرة حقاً ؟ وهل هذا يعني أن جميع النفوس شريرة ؟ هل هذا القول حقيقة مؤكدة ينطبق على جميع النفوس ؟ وهل من الضرورة أن تنطوي النفس إلا على الشرور ؟ أليس غريباً أن تكون النفس شريرة وجوباً ولا تكون خيرة إلا في قليل من الأحوال ؟ ماهي النفس هل المقصود بالنفس الروح؟ أم أن النفس هي غير الروح؟ أم أن كلتيهما شيء واحد ؟
وهل التي توحي لنا بالشر هي غير التي توحي لنا بالخير ؟ أم ليس ثمة إيحاءٍ بالخير، بل بالشر دائماً ؟ إن النفس وكل ما يصدر عنها من خير أو شر لايخرج في حقيقته عن الحاجة أي أنها احتياجات جسدية يُلح بها الجسد على النفس مطالباً بتحقيقها.

النفس تحض الناس على الشر في جميع أحولهم وسلوكياتهم كلما ألحت عليهم احتياجاتهم الجسدية، فالقناعة لدى الناس ماهي إلا ملاذ يلوذون به عندما يثبطهم العجز عما يحتاجون لفعله من الشر فيلجؤون لأن يستقيموا إلى حين ظهور فرص أخرى مواتية ، ولكن ألاتوجد نفوس بريئة لاتفكر بالشر مهما طرأ عليها ؟

بلى هناك طور من أطوار النفس لاتجنح فيه نفوس الكائنات إلى الشر بل لايخطر على بالها على الإطلاق، فلو نظرت إلى الأطفال لرأيت البراءة بادية على وجوههم للعيان، وكذلك أطفال الحيوان.
هؤلاء نفوسهم لاتفعل الشر ولاتفكر فيه, ولعلك قد لاحظت أمارات البراءة على وجوه جراء الأسود والنمور وغيرها من الكواسر،إن ملامح وجوهها البريئة تجبرك على أن تعشقها وأن تخشى على نفسك من احتضانها , كذلك أطفال البشر فلو رأيت طفلاً تبدو عليه البراءة لأحببته من غير أن تكون لك صلة به.ولكن لماذا تزول البراءة من الوجوه؟ هل لابد للنفس من السعي بالشر دائماً كي تعيش ؟ وهل لابد لها أن تفعل الشر لتلبي حاجات الجسد؟
النفس هي وحش عظيم يفوق الوحوش جميعها شراسة واقتداراً. ليس لمطامعها حدود أو اكتفاء, هذه النفس أشبه ما تكون ببحر شاسع الأبعاد يعج بكل أنواع الشرور، الفجور والسيطرة والعظمة و الأنانية المطلقة وو.. إلخ .., إنها تتحكم بغرائز الجسد لصالحها حسبما تشاء.
من الغريب أن كل ماتفعله هذه النفس العاتية لايتم إلابدافع الحب و الرغبة، ومع ذلك فهي لاتميل إلى الرأفة والرحمة إلا في أحوال قليلة، ولامكان لديها للعدل والإنصاف وهي مولعة بالعظمة والكب، وشهيتها مفتوحة على الدوام تجاه كل شيء في هذا الكون.
إنك كلما واجهت عظيماً أو متنفذاً سلب منك عزة نفسك واعتدادك بشخصيتك، يفعل ذلك بأمر من الوحش المستقر في داخله، وعندما تبدي الاحترام والتبجيل له كأنك قد ربت بيدك على الوحش الذي يؤويه فيسرُ ويُقبل عليك.
لابد أن تبالغ باحترامه وتوقيره لتأمين سوء سلوكه

' النفس يتعاظم عنفوانها وجبروتها بإذلال غيرها .”

التزلف والمحاباة صارتا سلوكاً عاماً لدى معظم النفوس المسيطر عليها و المحكومة قسراً من قبل غيرها.
لكن عليك ألاتٌخدع بالنفوس الضعيفة، إن أي مؤدب خجول يمكنه لو أتيح لنفسه الانطلاق من عقالها لاحوال أن يقلب العالم، وعليه جميع الناس يحملون وحوشاً رهيبة هي نفوسهم.
لولاهذه الوحوش العاتية التي تتكون منها نفوسنا لما كان هذا العالم بحاجة إلى الرسل و الشرائع أو القوانين .
على أن الظلم وفقدان العدالة الاجتماعية يدفعان النفوس للتفكر في الشر عندما لا تستطيع تلبية احتياجاتهم الجسدية.
كما أنه ما من سبيل لحسن الظن بالدنيا، وستبقى هذه النفوس تحض أصحابها على فعل الشر كلما ساءت احوال دنياهم.
هذا المقال جاء بعد سنتين ونصف، وما شهدتهُ خلال هذه المدة من أشخاص على صعيد الحياة العملية، وربما هوآخرما سأكتب من المقالات، فإذا حصل وكتبتُ جُزءاً آخر منها، حينها سأكتب لكم أسماء الأشخاص الحقيقين
دون تردد.

هذا والله وحده المستعان وهو ولي التوفيق

أشرف إبرهيم الفاعوري
عضو إداري'جمعية الكتاب الإلكترونيين الأردنيين '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012