20-11-2010 10:21 PM
كل الاردن -
حسين الرواشدة
سؤال: هل خرج بلدنا اكثر "عافية" بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة؟ من الصعب الاجابة الآن ، لكنني اتمنى على مراصدنا السياسية والاجتماعية ان تتولى هذه المهمة ، وان تبدأ في اجراء ما يلزم من بحوث وحوارات واستقصاءات لمعرفة ما جرى من تحولات ، وما أفضت اليه المرحلة السابقة من نتائج لكي يتسنى لنا تقويم ما حدث ، فان كان ثمة خلل ما أصلحناه ، وان كان ثمة "ارباح" وانجازات ابتهجنا بها واضفنا الى "رصيدها" ما يلزم من اسهامات.
أعرف ان كثيرين بيننا سيشيرون بأصابع الاتهام الى "قانون الانتخاب" وما ولّده من صراعات هنا وهناك ، وان البعض سيشير الى ان غياب الاسلاميين عن مقاعد البرلمان كما اعرف ان ملاحظات كثيرة ستدرج على "ادائنا" وتجربتنا في العامين المنصرمين على الاقل ، لكن ذلك كله لا يعني - ويجب ان لا يعني - بأن ارادة الاصلاح لدينا قد توقفت أو تلاشت نهائياً ، وبأن "قطار" التغيير سيبقى معطلاً الى أجل غير معروف ، وبأن "تطييب" الخواطر هو البديل عن اجتراح سياسات جديدة وحلول واقعية تنهض ببلدنا.
لم تتضح بعد ملامح المرحلة القادمة ، وان كانت ثمة مخاضات عديدة شهدناها على صعيد "تركيبة" البرلمان ، واخرى على صعيد "الحراكات" الاجتماعية ، وثالثة تحمل اشارات بتغييرات في بعض المواقع الرسمية.. الخ ، وهذه - بالطبع - ستكون لها ولاداتها المتوقعة والمفاجئة ، لكن تظل اسئلتها معلقة بلا اجابات ، بمعنى انها يمكن ان تكون مجرد "تمارين" لرسم صورة المشهد السياسي العام ، او مجرد تغييرات في "الوجوه" او ربما محاولات "لتطمين" الناس وبث الامل فيهم ، فيما الأصل ان نسأل بصراحة: ماذا حدث ، وماذا نريد ، وكيف نتجاوز مشكلاتنا بأفضل الحلول والمعالجات ، وعندها نحتاج الى اجابات واضحة ، وتغييرات حقيقية ، وتفاهمات نسترد من خلالها "العافية" التي نبحث عنها ، ونردم "فجوة" الثقة التي نحن احوج ما نكون اليها.
أرجو ، من أعماقي ، أن تتحرك "بوصلتنا" في الايام المقبلة نحو أهداف مدروسة ، وان نخرج من زحمة الاختلافات والصراعات المغشوشة ، وان نبدد ما تراكم من "غبار" أمامنا ، كيف؟ لا أدري ، ولكن المهم ان نبحث عن مناخات صحية تضمد ما حدث من جراحات ، وعن "توافقات" اجتماعية تعزز قيم التسامح والتواصل بيننا ، وان نغلب لغة العقل والحوار على لهجات العواطف والمصالح الفريدة ، فبلدنا - مهما اختلفنا - يحتاج لمزيد من الاحتشاد الواعي ، ولمزيد من التصالح ، وهذا كله لا تصنعه الامنيات ولا التغييرات في المقررات فقط والاجراءات ، وانما ارادة العمل والتعميم على مواجهة الخطأ.. والمراجعة الحقيقية التي تقنع الناس بأن القادم سيكون افضل.