أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


ويسألونك عن المرحلة القادمة؟!

20-11-2010 10:21 PM
كل الاردن -

حسين الرواشدة

سؤال: هل خرج بلدنا اكثر "عافية" بعد الانتخابات البرلمانية الاخيرة؟ من الصعب الاجابة الآن ، لكنني اتمنى على مراصدنا السياسية والاجتماعية ان تتولى هذه المهمة ، وان تبدأ في اجراء ما يلزم من بحوث وحوارات واستقصاءات لمعرفة ما جرى من تحولات ، وما أفضت اليه المرحلة السابقة من نتائج لكي يتسنى لنا تقويم ما حدث ، فان كان ثمة خلل ما أصلحناه ، وان كان ثمة "ارباح" وانجازات ابتهجنا بها واضفنا الى "رصيدها" ما يلزم من اسهامات.

أعرف ان كثيرين بيننا سيشيرون بأصابع الاتهام الى "قانون الانتخاب" وما ولّده من صراعات هنا وهناك ، وان البعض سيشير الى ان غياب الاسلاميين عن مقاعد البرلمان كما اعرف ان ملاحظات كثيرة ستدرج على "ادائنا" وتجربتنا في العامين المنصرمين على الاقل ، لكن ذلك كله لا يعني - ويجب ان لا يعني - بأن ارادة الاصلاح لدينا قد توقفت أو تلاشت نهائياً ، وبأن "قطار" التغيير سيبقى معطلاً الى أجل غير معروف ، وبأن "تطييب" الخواطر هو البديل عن اجتراح سياسات جديدة وحلول واقعية تنهض ببلدنا.

لم تتضح بعد ملامح المرحلة القادمة ، وان كانت ثمة مخاضات عديدة شهدناها على صعيد "تركيبة" البرلمان ، واخرى على صعيد "الحراكات" الاجتماعية ، وثالثة تحمل اشارات بتغييرات في بعض المواقع الرسمية.. الخ ، وهذه - بالطبع - ستكون لها ولاداتها المتوقعة والمفاجئة ، لكن تظل اسئلتها معلقة بلا اجابات ، بمعنى انها يمكن ان تكون مجرد "تمارين" لرسم صورة المشهد السياسي العام ، او مجرد تغييرات في "الوجوه" او ربما محاولات "لتطمين" الناس وبث الامل فيهم ، فيما الأصل ان نسأل بصراحة: ماذا حدث ، وماذا نريد ، وكيف نتجاوز مشكلاتنا بأفضل الحلول والمعالجات ، وعندها نحتاج الى اجابات واضحة ، وتغييرات حقيقية ، وتفاهمات نسترد من خلالها "العافية" التي نبحث عنها ، ونردم "فجوة" الثقة التي نحن احوج ما نكون اليها.

أرجو ، من أعماقي ، أن تتحرك "بوصلتنا" في الايام المقبلة نحو أهداف مدروسة ، وان نخرج من زحمة الاختلافات والصراعات المغشوشة ، وان نبدد ما تراكم من "غبار" أمامنا ، كيف؟ لا أدري ، ولكن المهم ان نبحث عن مناخات صحية تضمد ما حدث من جراحات ، وعن "توافقات" اجتماعية تعزز قيم التسامح والتواصل بيننا ، وان نغلب لغة العقل والحوار على لهجات العواطف والمصالح الفريدة ، فبلدنا - مهما اختلفنا - يحتاج لمزيد من الاحتشاد الواعي ، ولمزيد من التصالح ، وهذا كله لا تصنعه الامنيات ولا التغييرات في المقررات فقط والاجراءات ، وانما ارادة العمل والتعميم على مواجهة الخطأ.. والمراجعة الحقيقية التي تقنع الناس بأن القادم سيكون افضل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012