أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


SMS أردنية

بقلم : د.محمد ابو رمان
23-01-2014 11:47 PM
هذه بعض الرسائل القصيرة، عن الشؤون والشجون المحلية، مبعثرة بين متابعة أكثر من ملف سبق أن كتبنا عنه.من أمن العقوبة..اتخذ مجلس الوزراء قراراً صائباً بمنح مكافآت إضافية لمراقبي الثانوية العامة هذا العام، على ما بذلوه من جهد وتحمّلوه من ضغوط. وهو قرار صحيح، وله دلالة مهمة. فما واجهه المراقبون كان تحديّاً كبيراً. ورأينا تعاوناً كبيراً بينهم وبين وزير التربية والتعليم وأجهزة الأمن؛ فتحملوا جميعاً عبئاً كبيراً في وجه ظاهرة 'التنمّر' على الدولة وانتهاك حرمة امتحان الثانوية العامة، والأخطر من ذلك الانهيار السافر لمنظومة القيم المجتمعية.صحيح أنّ وزارة التربية لم تستطع إيقاف الغش والانتهاك التكنولوجي لنزاهة الامتحان، وقد وثّق الصديق حسام عوّاد مشاهد مصورة كاملة لاستخدام التقنية الالكترونية في الغش. لكن ما استطاعت 'التربية' القيام به، ويمثّل إشارة مهمة وكبيرة، هو أنّها لم تتواطأ ولم تتراخ في مواجهة البلطجة والفوضى التي أصبحت 'حقا مكتسبا'.لكن ما سمعناه من أقاويل وإشاعات يتطلب توضيحاً صريحاً من السيد وزير الداخلية؛ وهو أنّه بالرغم من كل الوعود، فقد أُطلق سراح أغلب المتورطين في هذه الأحداث. وإذا كان ذلك صحيحاً، فإنه يمثل كارثة حقيقية؛ إذ يهدم الجهود المبذولة كافة، فـ'من أمن العقوبة أساء الأدب'، وليس مقبولاً هنا التذرّع بالقوانين القاصرة عن مواجهة هذه الحالات!الدولة تكشّر عن أنيابها، وتلوي عنق القوانين، في مجال الحريات العامة وحقوق الإنسان، بينما تتراخى وتتثاءب، وتصبح وديعة، إذا تعلّق هذا الأمر بالشغب والاستقواء والابتزاز والتنمّر. ومثل هذا التناقض هو بحد ذاته أحد أكبر أسباب الانهيار الأخلاقي والفوضى التي نشهدها في البلاد في الآونة الأخيرة!ابدأوا بالبيت الداخلي!قانون حظر التدخين في الأماكن العامة، ومن بينها المقاهي التي تقدم الأرجيلة، هو قرار من الناحية النظرية صائب، يعتمد مبدأ المسطرة القانونية الواحدة. لكنّه خاطئ من زوايا أخرى، اقتصادية وإدارية. فهنالك اليوم آلاف المقاهي التي يقوم سوقها على هذه التجارة، وحظرها سيهدد مئات الآلاف من العائلات الأردنية، ويضرب هذا القطاع.بالضرورة، لا يعني ذلك التراجع تماماً عن التطبيق، لكن يعني الالتزام بمبدأ التدرجيّة، واجتراح البدائل، وإجراء حوارات مع المعنيين، خلال عملية التنفيذ والتطبيق، ما يمنح هذه المقاهي وقتاً كافياً للتكيف، ويعبد الطريق نحو ثقافة مجتمعية جديدة. ثم الأهم من هذا وذاك، أن تكون هنالك أولويات واضحة. فالحديث عن حظر التدخين في الأماكن العامة، من المفترض أن يبدأ بالأهم ثم المهم في التطبيق؛ كالبيت الداخلي، أي الدوائر الحكومية والمستشفيات ووسائل النقل العام، والمؤسسات المختلفة. وإذا نجحت هذه الخطوة، يتم الانتقال إلى الخطوة التالية، بدلاً من بطولات وهمية وقرارات غير مدروسة مزاجية!القنيبي والبديل المفقود!حضرت مؤخراً خطب جمعة للدكتور إياد القنيبي. وهو دكتور في الصيدلة، ومدرّس جامعي، له العديد من الإنجازات العلمية. لكن ما يعنينا هنا أنّه محسوب في الأوساط الرسمية على أنّه من أبرز الشخصيات المؤثرة في الأوساط السلفية الجهادية اليوم (بالطبع هو ينفي ذلك). وللأمانة، كانت هذه الخطب من أفضل وأعمق الخطب التي أستمع إليها منذ سنوات طويلة!أمّا إذا كان هنالك قلق من خطبه وما يطرحه، بالرغم من ابتعاده عن الشأن السياسي، فإنّ المطلوب من الدولة أن تقدّم البدائل القادرة على طرح خطاب إسلامي مستنير جذّاب مؤثر على الشباب، وعلى مقارعة حجج هذا الخطاب ونقدها.أن يخطب القنيبي في الضوء، وأن يتحاور على فضائيات محلية وعربية، أفضل بكثير من سياسات المنع. إذ إنّ الضوء والانفتاح والحوار والسجال، كل ذلك كفيل بتنقيح الأفكار وغربلتها، طالما أنّ كل ذلك يقع تحت مسطرة القانون!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-01-2014 05:49 PM

ليس بالارجيلة وحدها يحي الانسان .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012