أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


كتب ناهض حتر :"نهج البلادة" ..و نهج الدولة البديلة

بقلم :
28-01-2014 10:23 PM


من المؤسف أنني مضطر للرد مباشرة على الصديق القديم، فهد الخيطان؛ إنما عندما يصبح الوطن في خطر، أراني مضطرا إلى وقفة صريحة مع مَن يشارك في الهجوم، المباشر وغير المباشر، على كيان الأردن ومستقبله.
من المؤسف، مرة أخرى، أن كاتبا محترما مثل فهد، يلجأ إلى أسلوب المناورة في الدفاع عن نهج الوطن البديل تحت شعار نقد بلادة النخب ، في حين يدافع، بحرارة، عن ذلك القسم من النخب نفسها، ذات المواصفات نفسها من الانتهازية ، بسبب نشاطها الدينامي، في مجال محدد هو البرنامج الأميركي ' للإصلاح' القائم على معادلة الترانسفير والتوطين والتوطين السياسي + ديموقراطية المحاصصة = الدولة البديلة.
يعلّق أحد القرّاء، بذكاء، على امتداح الخيطان لمبادرة الشراكة النيابية التي يقودها مصطفى حمارنة، بالقول إن تلك المبادرة أهملت الأولويات الاقتصادية والاجتماعية لصالح ملفات مثيرة للهواجس والحساسيات. وبالفعل، فإن دينامية 'المبادرة' تنصب على منح الحقوق المدنية لأزواج وأبناء الأردنيات، ووقف تعليمات فك الارتباط، ومنح جوازات سفر الخمس سنوات للأشقاء الفلسطينيين والحبل على الجرار.
مما يثير الانتباه، أولا، أن دينامية 'المبادرة' تترافق من حيث الزمن والرؤية والأهداف، مع مشروع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري لتسوية فلسطينية ـ اسرائيلية، تقوم على تصفية قضية اللاجئين والنازحين والمهجرين واستجلاب المزيد منهم إلى المهاجر، وتوطينهم نهائيا وسياسيا في الأردن.
ليست 'المبادرة '، بالطبع، سوى محراك نيابي وواجهة لعملية سياسية تنبع من قلب النظام الحاكم ، ونظرته ونهجه المتمثل باستعداده للتنفيذ المسبق لعملية التوطين؛ فهذا رئيس الوزراء، عبدالله النسور، يقول علنا إن اللاجئين والنازحين ' أردنيون إلى الأبد.' وتقوم حكومته بتعطيل تعليمات فك الارتباط، بما يعني تمهيد الأرض لتوطين أكثر من مليون فلسطيني وفدوا إلى البلاد بعد 1988، ومنحهم جوازات سفر لمدة خمس سنوات، مما يرتب لهم حقوقا دائمة. المفارقة أنه لا حاجة لإصدار جوازات مؤقتة لتسهيل حياة الأخوة الفلسطينيين؛ فالجواز الصادر عن السلطة الفلسطينية، مقبول لدى الأغلبية الساحقة من دول العالم ، بما فيها الولايات المتحدة. وأخيرا، لا آخرا، كان صدور قرار منح أزواج وأبناء المواطنات الأردنيات، من دون قيود الإقامة، مدخلا لعملية ترانسفير ' انسانية' من الضفة الغربية، سوف نشهد آثارها عما قريب. لقد كنّا نأمل بحل مشكلة واقعية قائمة لأسر مقيمة فعلا، لا تتمتع بحقوق العمل المهني والتعليم والصحة الخ، ولكن القرار تجاوز ذلك إلى بناء الأرضية اللازمة لاستجلاب أكثر من ربع مليون فلسطيني من الضفة وغزة وسوريا ولبنان، للإقامة في الأردن، على درب التجنيس والتوطين السياسي.
في النهج نفسه، جرى السماح بتدفق اللاجئين الفلسطينيين من سوريا من دون أوراق ثبوتية، مما أدى واقعيا إلى تسرّب عشرات الآلاف منهم، وسوف يصبح تجنيسهم وتوطينهم ملفا له الأولوية لدى المبادرة النيابية، وقائدها الذي ينطلق، أساسا، من عقلية مضادة للكيانية الأردنية، وتسعى إلى تغيير عميق في الديموغرافيا السياسية في البلاد، كوسيلة وحيدة لنشر الديموقراطية والحداثة، في ضوء رؤية استشراقية تجد أن الديموغرافيا الشرق أردنية، معادية للإصلاح السياسي والتحديث والأمركة والقطاع الخاص الخ كذلك، فإن اتجاه الولايات المتحدة إلى دعم عملية التوطين السياسي للفلسطينيين في الأردن، سوف يؤدي إلى استجلاب الدعم الأميركي والأوروبي لعملية الإصلاح السياسي في الأردن.
هذا الاتجاه هو الأكثر نشاطا في البلاد، وهو يحظى بالدعم المالي والسياسي من الجهات الغربية، مما يوفّر ' للنشطاء' في مجال التوطين السياسي و'التمكين الديموقراطي'، سبل تجاوز 'البلادة'، في حين يخضع النشطاء الوطنيون والديموقراطيون الاجتماعيون والمبادرون من أجل التنمية الشعبية في المحافظات، لسياسات الإقصاء والمطاردة الأمنية والتعتيم. ولم يشر الخيطان بكلمة إلى أن الكثير من النشطاء غير البلداء الذين يسعون إلى تأسيس أحزاب أو مبادرات تنموية مثل المتقاعدين العسكريين وشبيبة الحركة الوطنية، لا يحظون إلا بالمنع والإقصاء والتدخلات القمعية من وزارة الداخلية ومحافظيها ومتصرفيها كما من الأجهزة الأمنية.
النظام الحاكم ـ ولديه أسبابه الخاصة التي يعرفها الخيطان جيدا جدا ـ يدعم، الآن، تيار التغيير الديموغرافي في الأردن. ويلقى الحمارنة تشجيعا غير مسبوق، بينما يخضع النسور للمعادلة حبا في البقاء في منصبه، ويرى خالد كلالده أن بروزه في تأييد ذلك التيار ـ الذي انتقل إلى صفوفه منذ وقت طويل، وأصبح وزيرا على هذا الأساس لا على أساس كونه 'يساريا' ـ سوف يمنحه موقعا دائما في نادي الحكم. ونلاحظ ، هنا، أن الخيطان يمتدح دينامية الكلالده؛ ففي مجالات كان الكلالده ديناميا؟ أليس في إطار التوجهات المطلوبة أميركيا وسلطويا بالذات؟ الترانسفير والتوطين والتوطين السياسي وديموقراطية المحاصصة الخ بالإضافة إلى أنه قطع مع ماضيه اليساري بدفاعه المحموم عن السياسات الاقتصادية الحكومية المستندة إلى وصفة صندوق النقد الدولي والمصممة لتحميل الأغلبية الشعبية، نتائج سياسات الهدر المالي والفساد؟ عداك عن حكاية أقنعة الكيماوي والدفاع المستميت غير المفهوم عن مشروع خالد طوقان الغامض لإنشاء مفاعل نووي يتجاوز قدرات واحتياجات الأردن الخ وأخيرا، لا آخرا، ما اكتشفه كلالده من فضائل معاهدة وادي عربة!
القضية، يا صديقي فهد، لا تتعلق بالنشاط أو بالبلادة، وإنما بالاتجاه السياسي؛ فالسلطوية التي تتحكم بالبلاد، تدعم المبادرات التي تلائم مصالحها وتوجهاتها، وتتساوق مع التزاماتها إزاء الأميركيين والأوروبيين والإسرائيليين والخليجيين. وبالمقابل، تشتغل آلة الحكم على منع المبادرات المضادة، فلا تبقى سوى الوسائل البدائية للاعتراض.
أختم بالأسف، مرة أخرى، لأنني أعرف الخيطان، وأعرف أنه يعرف الحكاية من الألف إلى الياء، وهو يستحي من أن يؤيد توجهات 'المبادرة' علنا، فيلجأ إلى مناورة الهجوم على النخب التي تعترضها، ويتجاهل المبادرات الوطنية الشعبية المضادة، غير البليدة أبدا وإنما المقموعة والمقهورة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-01-2014 10:38 PM

عاش بيان العسكر

2) تعليق بواسطة :
28-01-2014 11:06 PM

ابوك يا لموزر

3) تعليق بواسطة :
28-01-2014 11:55 PM

سقطت وستسقط بسقوط بشار،،،،كلامك كله مردود عليك

4) تعليق بواسطة :
29-01-2014 12:15 AM

يا اخ كاسك يا وطن تعليق 3 أنت سقطت ناهض حتر رجل والرجال قليلون مثله امضي يا ابن الفحيص ونحن معك والله انك رجل ابن رحل

5) تعليق بواسطة :
29-01-2014 12:34 AM

حمارنه ضحل ولوّ نفخوه مئة مرّة..
كان مدير لمركز دراسات وتصادف أن كنتُ مترجمآ - ولم يدفعوا لي مقابل تسع عشر ىساعة ترجمة تعادل ثلاث أيام عمل ومواصلات وجَهد...ما علينا كما يقال .وعندي كل وثائق المؤتمر.
كان المذكور يتصرف كالطاووس.يتبختر ويلتقط الصور.+
ووجدتُ نفسي مٍجبرآ أن أُحسن من مضمون ترجمتي لكلامه لكي لا أتسبب بضحك الغربيين.
ضحالة هذا النائب تستدعي التساؤل.
بالطبع هناك من يُملي عليه.
مشروعه فارغ ويفتقد العصب أو الحمية.
لا يتوجب علينا تكبير ذبابة لحجم أسد .يكفي صفعة.
تكبير الضحالة لا تفيد .بل تنتج عكسها.آن أوان أشراك الوطنيين المتجذرين في الحل وفي العقد .لكي لا نصحوا على حروب لم نتمناها .خارجية وداخلية...أبو صطيف حكايته فارغة.
ألف نوون.

6) تعليق بواسطة :
29-01-2014 01:20 AM

يبدو ان الخيطان ملّ من القلم والكرسي ويبحث في منصب ..بكل اسف نكرر ما قاله ختر ..

7) تعليق بواسطة :
29-01-2014 01:33 AM

مقال صادق يطرح الحقيقة و يدافع عنها و يكشف زيف الاتجاهات المناوئة للوطن و المغلفة باقنعة تدعي كذبا الانسانية و الديموقراطية و الحداثة و هي ابعد ما تكون عن ذلك و اقرب ما تكون للتأمر على الوطن و تمرير الاجندات المشبوهة ...

8) تعليق بواسطة :
29-01-2014 02:12 AM

المخطط قديم وعمره يصل إلى نحو 93 عاما! الهوية الوطنية الأردنية كانت على مدى أكثر من تسعة عقود عقبة على طريق مملكة هاشمية بلا هوية أنشئت أساسا لاحتواء تداعيات إنشاء إسرائيل على الديموغرافيا الفلسطينية. المتأمل حالنا اليوم يدرك بلا شك مدى النجاح الذي حققه الحجازيون حكام البلاد منذ عام 1921 في تذويب الهوية الوطنية وتمييعها لصالح استحقاق تسوية قضية فلسطين على حساب الأردنيين والفلسطينيين معا في معادلة الرابح الأكبر فيها إسرائيل والأصغر النظام الهاشمي في الأردن!

9) تعليق بواسطة :
29-01-2014 02:50 AM

Unfortunately, Mr. Hattar, you are correct about the fact that the majority of those on both sides of this discussion, at the governmental level at the opposition level, are made of the same cloth. Or, in other words, are two sides to the same coin. Mr. Hattar, you and many of those who are like you burned your credibility by standing for the brutal regime in Syria. If you are for freedom of thinking and expression, then you should not pick and choose. As for Mustafa Hamarneh, he is empty and full of shit, that is a well known fact long time ago. Unfortunately, it is people like Mustafa Hamarneh who end up making it in Jordan. And that is the scary part. It amazes me that those who are fighting about this issue are the ones who live in big houses in the most expensive parts of Amman. As for the poor refugees from Palestine and the poor Jordanians through out our small villages and towns in Jordan, they really look at this and say to themselves, La3nato Allah 3la El-jehateen. In other words, both sides are fighting for their interests and whoever wins is BAD

10) تعليق بواسطة :
29-01-2014 04:02 AM

اعتقد بدون تردد ان ما لدينا هو حكومة تمارس نهجا متعمدا جبانا, وبتوجيهات من المللك, بتحقير واذلال واقصاء من يعتبرون انفسهم سكان الاردن الاصليين .اسبابهم,اهدافهم,مخطاطهم ووساءلهم ندركها وواعين جدا انها ممنهجه وغير اخلاقية وواضح انها ذات ابعاد جرمية واجراميه. هي حالة حرب لم تعلن قديما, ولكن اعلنت الان بكل غرور,ووقاحة وجراءة منحطة. بنادقهم محشوة بالرصاص القاتل . الهدف هو من يعتبرون انفسهم اهل الاردن وساكينه الاصليين. اذا فهي الحرب قد تمادى النظام في اعلانها وتنفيذها. لن يتردد النظام في تفجير بيتك او قصفك بطائره حربية .

11) تعليق بواسطة :
29-01-2014 05:43 AM

خالد كلالدة كمعلمه النسور ينطبق عليهم الاغنية الحزينة في حبيبتي ليبيا قرة عيني واغلى من نفسي رفيقي مشا نص الطريق وولى رقاق المسالك زينوله الذله اعطيطو شرف في الحلم ما يوصلى رجع خادعني اعطيطو ذراعي رفيقي مشا نص الطريق وولى

12) تعليق بواسطة :
29-01-2014 07:50 AM

المواطن اصبح يتقبل كل شي وطن بديل وطن كل العرب وطن بطيخ المهم ان يخلص من مصاصي الدماء الذين يسعون الى تجويع واذلال المواطن بشكل ممنهج

13) تعليق بواسطة :
29-01-2014 08:24 AM

هل ناهض من مؤيدين بشار الاسد ارجو الرد لمن يعرف وان يكون متاكدا

14) تعليق بواسطة :
29-01-2014 08:26 AM

منذ ان وقفت مع السفاح بشار فقدة مصداقيتك فانت تريد لنا نظاما قمعيا مثل صديقك .......

15) تعليق بواسطة :
29-01-2014 10:03 AM

كفى استغفال للناس يا ناهض
الاردنيون يملكون ذاكرة بشرية راقية ورهانك انهم يملكون ذاكرة سمكة رهان خاطئ
تمرير اي سياسات لها علاقة بكيان الدولة وبملفات التوطين لن تمر الا بموافقة مجلس النواب , هذا المجلس الذي طبلت وزمرت له, وهاجمت وخونت من دعا الى مقاطعة الانتخابات
الم تكن تدرك ان قانون الصوت الواحد سيفرز هاكذا نواب
ولكن ماذا نقول
مجرد التافته من الملك لك وصفته باليساري ......

16) تعليق بواسطة :
29-01-2014 10:08 AM

هل هواجس التوطين المزعوم يؤثر و يقلل من امتيازات و مكاسب ابن الفحيص و مؤيديه ؟؟؟ لا أظن ذلك .. سوف يبقى ابن الفحيص الابن المدلل و صاحب الحظوة ... فابشر بطول سلامة يا حتَر !!!!

17) تعليق بواسطة :
29-01-2014 12:56 PM

امثالك يدمرون البلد بالافكار اللتي تروج لها

والله عيب.

18) تعليق بواسطة :
29-01-2014 03:27 PM

لماذا يا ابو عـــــــــــــــرب لم نراك تهب هذه الهبة في وجه عريب الرنتاوي , بسام بدارين ,جهاد الخازن ,منى الخطيب وخالد سليمان عندما كتبوا للتهويل والتطرف والشحن السطحي وإثارة الحساسيات والعنــــــصــــريـــــــة .
* وما تخفي صدورهم اعظم *

19) تعليق بواسطة :
29-01-2014 04:22 PM

المسؤلين عندنا همهم الاكبر ان يبقى يحكم والمحكوم هتدي احمر او سريلانكي لاتفرق معهم المهم ان يبقى يحكم ويا سيد حتر وعلى راى مبارك طلعت عقر والى الامام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012