أضف إلى المفضلة
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الإثنين , 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


بيان كتلة النهضة النيابية - خلال مناقشة مبادرة كيري

03-02-2014 11:16 PM
كل الاردن -
بيان كتلة النهضة النيابية
جلسة يوم 2شباط 2014
جولة وزير خارجية أمريكا في المنطقة

إن ما يرشح من المعلومات عن مبادرات أمريكية إسرائيلية ليس إلا بالونات اختبار
لجس نبض الشارع الأردني والأنظمة العربية ومدى قبولها لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن عبر معاهدة حد أدنى تضمن هدنة لفترة طويلة إن لم يكن سلام بالمعنى المقصود للكلمة.

يبدو أن الأمريكيين متخوفون من المارد الصيني الذي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يكون دولة عظمى كاسحة غير قابلة للانكسار لا الاقتصادي ولا السياسي ولا العسكري. كما أن روسيا الضعيفة التي كانت تحكمها المافيا وتنهب خيراتها جماعات الضغط الاقتصادي الغربية تغيرت تحت حكم الرئيس بوتن وباتت القوة العظمى التي كان يمثلها الاتحاد السوفييتي وهناك كوريا وجورجيا وأوربا الشرقية وتايوان وإيران وقضايا أخرى كثيرة إضافة إلى قضية الجمود الاقتصادي الأمريكي وتعثره للعام السابع على التوالي مما يهدد بعواقب وخيمة على مجمل الوضع الأمريكي.

إن العمل المضني الذي قام به مفاوضون فلسطينيون وإسرائيليون خلال السنوات الماضية سرا والذي أنتج وثيقة احد القادة الفلسطينيين- بيلين- التي وضعت خطة كاملة لفكفكة القضية الفلسطينية على كل الصعد السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية وإعادة تركيب الحل بما يتواءم مع كل متطلبات الأمن الإسرائيلي كما تراه القيادات الراديكالية الإسرائيلية والى مبادرة جينيف التي تفاوض فيها احد القادة الفلسطينيين مع إسرائيليين لوجدنا انه كان عملا يندرج ضمن إستراتيجية وضعت منذ فترة طويلة للتحضير لحلول على حساب الأردن حين يحين الوقت وها هو كيري يعلن أن الوقت المناسب الآن.

إن ما يجري يشكل خطرا حقيقيا على الأردن يصل إلى حد النكبة الذي وقعت على
الفلسطينيين عام 48 وهو يسعى إلى تحطيم مجموعة المفاهيم والقيم السياسية
والاجتماعية والتاريخية بين الشعبين العربيين الأردني والفلسطيني وذلك لإفساح
المجال أمام قطعان المستوطنين من اليهود في فلسطين المحتلة لترسيخ أقدامهم لستين عام ثانية في فلسطين وخلق نكبة جديدة يتداخل فيها الإقليمي مع العنصري والطائفي وذلك لتطبيق المبدأ الأمريكي في مجال الفوضى الخلاقة الذي طبقت في مصر وليبيا واليمن ويطبق الآن في سوريا ويراد له أن يحدث في ربوع الأردن.

واليوم تدبر مخططات لضرب الأردنيين والفلسطينيين بعضهم ببعض والانتهاء من قضم كل فلسطين وتسمية الأردن وطنا يضم كل من يريد ومن لا يريد وكأنه مستودع بشري خال من التاريخ والمشاعر الوطنية والقومية والدينية.

نود أن نوضح إننا لا ننطلق من أي بعد إقليمي ولا يستطيع احد في هذا الكون
أن يزاود علينا بوطنيتنا وقوميتنا وديننا وشرفنا فنحن الذين ضحينا مع إخواننا
الفلسطينيين ونحن الذين حملنا معهم ارث النكبة كلها على ظهورنا بكل اعتزاز
ونحن الذين تقاسمنا معهم حر الصيف وبرد الشتاء القارص.

غير إننا نقول أن بعض نخب المستغربين من الفلسطينيين والأردنيين نقول البعض
لا نعمم يريدون أن يزرعوا الفتنة بين الشعبين ويريدون أن يخلقوا مشكلة جديدة
تغطي على فشلهم في إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع العدو الصهيوني.

إن الأردن ليس للبيع ولا للاستثمار ولا للمبادلة، الأردن هو ارض الحشد والرباط
لتحرير فلسطين وليس ارض لمقايضة فلسطين به، الأردن هو وطن كل الصناديد
الذين قاتلوا وقتلوا واستشهدوا على ترابه منذ أبو عبيدة وسعد وجعفر رضي الله
عنهم وحتى ضباط الجيش الأردني والمجاهدين الفلسطينيين الذين سالت دماؤهم
زكية في الكرامة والشونة وأم قيس ووادي عربة وشرق النهر وغربه حتى حافظوا
على هذا الوطن عاليا غاليا قويا مصانا.

هل نسمح اليوم لبعض بقايا هذه الديناصورات أن يجلسوا على طاولة مع كيري
ليقرروا مصير الأردن، بالتأكيد لن نسمح. أمريكا دولة قوية وإسرائيل دولة معتدية وما تزال معتدية وهي لا تحترم المواثيق ولا العهود ولا المعاهدات.

ولكننا في الأردن نستطيع أن نقلب المعادلات كلها والثوابت كلها إذا وجدنا أن وطننا وشعبنا يتعرض لخطر التصفية ولخطر نكبة تعيد شبح نكبة عام 48 مرة ثانية ونحن لم نزل نعاني مع إخواننا الفلسطينيين من ارث وعد بلفور المشئوم ، فهل نسكت على وعد كيري الذي سيدمر ما تبقى من الشعب الفلسطيني إضافة إلى الشعب الأردني.

هل مطلوب منا بعد كل المودة التي ابديناها لحليفنا الأمريكي أن نسكت ونحن نرى آن حليفنا يريد أن يبيعنا لإسرائيل؟ ونحن نعلم أن أمريكيا ليس لديها صداقة دائمة ولا أصدقاء دائمون، وليس أدل على ذلك من بيعها للسعودية التي أعطتها الكثير من نفطها وثرواتها لمدة ستين عاما لتكافأ بان يتخلى عنها الحليف الأمريكي لصالح إيران ومن هنا فان علينا التيقن تماما بان المخطط الذي يتم الحديث عنه هو مخطط لإلغاء وطن وتدمير شعب بعد أن انتهوا من تدمير فلسطين وشعبها.



وللتذكير انه لولا أن الأردن ملتزم بكل ما اتفق عليه في معاهدة كامب ديفد لما كانت هناك سماء صافية ولا ليل هادئ في طبريا وبيسان والعفولة وغيرها، بل لن ينام احد من اليهود في فلسطين المحتلة من أقصى رأس الناقورة شمالا وحتى خليج العقبة جنوبا ولن تستطيع إسرائيل أن تفعل شيئا، فقد رأينا فعلها مع المقاومة اللبنانية وستكون المقاومة الأردنية الفلسطينية أكثر واكبر مما تضنه إسرائيل.

وللأمريكيين أن يدركوا على أننا في الأردن من متخلف منابتهم لا يمكن أن نقبل بأي حل لا ينسجم والشروط ألتاليه :

أولا:رفض مبدأ الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية .

ثانيا:الالتزام بمبدأ إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة ألمطلقه على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية بالكامل.

ثالثا: السيادة الكاملة والمطلقة على المقدسات الإسلامية.
رابعا : الانسحاب من كافة الأراضي المحتلة عام 67.
خامسا: ضمان حق العودة للاجئين والتعويض.
وبدون ذلك لن يكون هناك سلام حقيقي يضمن امن و استقرار ألمنطقه واجتثاث الإرهاب منها .

وفي الختام اسمحوا لي أن أقول أن على الأمريكيين أن يتعقلوا قبل أن تشتعل
النار في المنطقة ومنطقتنا تختلف عن كل المناطق الأخرى وعلى الإسرائيليين أن
ينسوا عام 67 ويتذكروا يوم الكرامة لان الأردنيين قادرون على تكراره
وقت ما يشاءون ويرون ذلك مناسبا.

أما بعض التجار من المتنفعين فلا نقول لهم إلا استحوا فما تروجون له عيب وخجل ولا نقول لكم حرام لأنكم لا تعرفون الحلال من الحرام.

'ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين'
صدق الله العظيم .


كتلة النهضة النيابية
2/2/2014
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012