السبب يا أستاذ مصاروة، أن الطيارة بدون طيار تستخدم لتصفية أهداف إنتقائية، محدودة، و مستترة، ليس من السهل تصفيتها بمواجهة مفتوحة، لصغر حجمها وسرعة حركتها، الأمر الذي يجعلها سائلة بدرجة عالية، وصعبة المنال. يتم إقتناص الأهداف حال إنكشافها، وتكون أهداف غير مؤكدة، نظراً لأن الأمر بإطلاق النار يتم عبر ما يظن مراقب كاميرا الطائرة أنه يراه. نوعية وحمولة الطائرة بدون طيار من الأسلحة محدودة، مما يجعل عملية التصفية التامة غير أكيدة. الحال في سوريا أن المجموعات الإرهابية، مثل داعش وغيرها،هم بعشرات الآلاف، ظاهرة و مختبئة، في المباني العامة، وفي بيوت الناس، وتحت الأرض بالأنفاق الممتدة والعميقة، مما يتطلب بشكل أساسي، مجهود عسكري أرضي -إستخباراتي و مشاة مدرعة، ومدفعية لحماية وتسهيل عمل المشاة- لتطهير الأرض وما تحتها من هؤلاء الإرهابيون. الطائرات بدون طيار قد تفيد، ولكن فائدتها محدودة في الحالة السورية. التطهير يتطلب تصفية الإرهابيين كماً و نوعاً بمقدار ودقة لا يتوفر من خلال إستخدام الطائرة من دون طيار فقط.
لعلك أنت أجبت على سؤالك من نفسك، من خلال الأمثلة التي طرحتها في مقالك. كُلُها، أهداف محدودة في الزمان والمكان، و صغيرة الحجم في أماكن مفتوحة.
لا أدري ما سبب تجنب الكاتب نقد الدول التي تمول، وتسلح، و تدرب، وتستقطب هؤلاء الإرهابيين، بينما يوجه نقداً رخيصاً لإيران، وتلفيق إقتسام ما يسميه "كعكة"، بينها و بين أمريكا، مع العلم أن أمريكا هُزِمَت سياسياً في العراق و إنسحبت منه، ومن الطبيعي أن تملئ الفراغ السياسي إيران، لأنه أولاً يخص أمنها القومي بدرجة عالية من الأهمية والحساسية، وثانياً، لإن هزيمة أمريكا السياسية في العراق، ليست هزيمتها لوحدها، وإنما هزيمة حلفائها العرب أيضاً الذين تآمروا على العراق، لذلك يكون من الحماقة السؤال لماذا لا يملئ العرب الفراغ!! المشهد نفسه يتكرر في سوريا ولكن من دون تواجد عسكري غربي على أرض سوريا. أمريكا وحلفائها العرب تم هزيمتهم هذه المرة، عسكرياً و سياسياً، و إيران سوف يكون لها دور أكبر من السابق في تكوين المشهد السياسي السوري الذي سوف يتم تكوينه. أتمنى على الكاتب أن لا يستعجب، عن حماقة و سُخف، في المستقبل القريب، عن إقتسام "الكعكة السورية" بين أمريكا و إيران!!!!
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .