أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


عملية قيصرية للربيع!

بقلم : احمد حسن الزعبي
09-02-2014 12:01 AM
وكأن هذا الشتاء، شتاء «بايت» منذ سنتين أو ثلاث ... تم استخراجه من «فريزر» الفصول ليسلّك سنة من سنوات كثيرة ومتشابهة كي لا يترك الفراغ للفراغ..
لم تكن «شتوية» هذا العام طازجة وشهية كما كانت ، الغيوم تركض مسرعة وفارغة من حمولتها مثل حافلات القرى البعيدة آخر النهار ، الشبابيك لم تهتزّ لمواجهة جادة مع الريح ،المزاريب لم تتحاور مع الإسفلت والكرتون المرمي تحتها بفعل منخفض مهمّ ، كما لم تتقطّع الصورة التلفزيونية بسبب انحراف الستلايت لشدّة الهواء أو غزارة رشقات المطر،وفوق ذلك مذيعات النشرة الجوية بقين يقدّمن حالة الطقس بــ»نص كُمّ».
لا أشعر أني في منتصف الفصل وبمركز قساوته وشدّته على الإطلاق..فالذباب البليد لم ينقطع من الغرفة ، والروايات التي أقرأها هذه الأيام اشدّ بلادة من الذباب ، حتى الوحل الذي كان يغرقنا ويجبرنا على رفع البناطيل أثناء المرور من الرصيف الى الشارع ومن الشارع إلى الرصيف لم يعد يتكّون بفعل المطر وإنما بفضل معرض السيارات المقابل الذي يغسل بضاعته كل يوم بــ»مية» السلطة
هذا التقاعس «الشتوي»والتقصير في أداء الواجب الموسمي..جعل بعض الفاكهة تتمادى على هيبة الفصل ككل، على سبيل المثال اليوم شاهدت «عنب زيني» على عربة في شارع السينما بإربد، والبطيخ لم يختف من المحال الكبرى البتّة ، والكلمنتينا أدتّ الواجب الذي عليها بشهر كانون أول واختفت..وبرتقال أبو صرة يبدو أنه أجرى عملية تجميل لصرته فأصبح بدون «طعم ولا رائحة»..
نحن الآن في منتصف شباط، حتى القطط لم تعد تحمل نفس الهمة السنوية المعتادة...شاهدتُ بأم عيني ثلاث قطط «مُزز» يتبخترن ويمشين الهوينى أمام قط ..والقط «عمل حاله بتفرّج ع أظافره»..هناك تقاعس عام في المجمل!!..لا نستطيع أن ننكر ذلك أو نتجاهله!.
السهل أحمر ،وجنبات الطرقات الزراعية يابسة مثل شفتي صائم..لا حياة أو نضارة فيها..وفوق ذلك بكمات الخضار تدور بنفس الأصناف التي تشبه «السياسيين في بلدي.همه.. همه...بطاطا بندورة فليفلة حلوة»..الخبيزة غائبة عن الوجود ، والعكوب يتهرّب من الحضور على الموعد ، وضمّة «الفيته والتشبسة» لا تكفي لقمة ثلاثية الأبعاد...
هذا العام ، حتى بزوغ الربيع بحاجة إلى عملية قيصرية!!.
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012