أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


مبخرة الشرق

بقلم : احمد حسن الزعبي
12-02-2014 11:27 PM
يقول المثل العربي: «ما ضاع حقّ وراءه مطالب».. من دون أن يحدّد الأوّلون الحد الأدنى لقيمة «الحق»، ومن دون أن يضعوا شروطاً ومواصفات يجب توافرها في المُطالب.
ما علينا!!.. قبل ثلاثة عقود ونصف العقد، تحديداً في عام 1979، فُقدت مبخرة صينية قديمة من متحف فوج في كمبردج الولايات المتحدة، وعلى ما يبدو أن المبخرة لم تكن باهظة الثمن، ولا ضاربة كثيراً في القدم، لكنها تبقى قطعة مملوكة لإدارة المتحف، ومسجّلة في سجلاته، والاعتداء عليها يعتبر اعتداءً على الدولة ككل، لذا لم يغلقوا ملف القطعة المسروقة، ولم يعتبروها «تالفة»، ليتغاضوا عن تقصيرهم، بل بقيت محاولات البحث مستمرة من قبل إدارة المتحف، وبالتعاون مع كلية أخرى تهتم بالقطع الأثرية طيلة هذه السنوات، فكلما سمعوا عن مبخرة، أو إبريق زيت تم عرضه في محل «أنتيكات»، أو بازار خيري أو مزاد علني، أو سمعوا عن عجوز تبيع خردواتها في «سوق الأحد»، إلا أرسلوا خبراءهم ليتأكدوا إن كانت هي التحفة المقصودة أم لا.
أخيراً ظهرت المبخرة من جديد، عندما قام مواطن من هونغ كونغ بتسليمها إلى دار مزادات، بعد أن «ملّ» من امتلاكها على ما يبدو، من دون أن يقدّم أية وثائق تثبت ملكيتها، ومن دون أن نعرف كيف وصلت إليه، أو طريقة حصوله عليها.. وعندما بحث القائمون على المزاد في قاعدة بيانات القطع الأثرية المفقودة في المتاحف العالمية، عرفوا أن القطعة البالغ طولها 15 سم، كانت قد فقدت من مجموعة هارفارد قبل 35 عاماً، فتقدمت الجامعة بطلب إلى وزارة العدل الأميركية، التي وافقت بدورها على إعادة القطعة إلى المتحف التابع للجامعة.
من أجل مبخرة طولها 15 سم (قلبوا الدنيا)، وفلسطين «مبخرة» الشرق، التي عمرها أكثر من 12 ألف عام، ومساحتها أكبر من 27 ألف كيلومتر.. لا أحد يطالب باستعادتها، أو نفض الحزن عن جفنيها، رغم أنها مسجاة أمامنا على مرمى بحر.
الكل يهرول وراء حقيبة «كيري» هذه الأيام، ليحظى بعمولة ما بعد التغاضي، حتى لو كان حبر التنازل ممزوجاً بدم عمره 66 عاماً.
فعلاً.. «ما ضاع حق وراءه مطالب»، إلا إذا كان المطالب عربياً!
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-02-2014 12:28 AM

لم يكًن ممكناالنصر الأسرائيلي دون الوصول للهزيمه الداخليه , وهذا لم يكن ممكنا الا بجعل النخًب الفكريه والأعلاميه تحطم آمال الشعب وتفقده الأمل , يقرأ القاريء القدس العربي ولا يجًد الا كتًاب يتباكون على تمثيل الفلسطيني في مجلس هذا البلد او ذاك او تجنيسهم هنا او هناك فهذة هي القضيه الفلسطينيه لا اكثر كما صورها اعلاميون محترفون , ولم نقرأ يوما مثلا لهؤلاء النخب عن المانع في تفعيل الجنسيه الفلسطينيه مثلا أو حتى الدفاع عن الحق الثابت للنازحين على أقل تقدير ,,,,فهكذ تم غسيل الدماغ الممنهج , فلم يدرك الناس ان المنابر الأعلاميه من وزن "العربيه" هي "عبريه " في الحقيقه اما "القدس العربي" فهي "اورشليم العبري" .

وفي انتضار الدور لقبض التعويض والتساؤل الملح عن عدد الدولارات لا تنسى ,أنك شريك , انت شريك في البيع لأنك تسايرت مع الأسهل والأربح وليس مع الحق , انت صدقتهم ليس لأنهم صادقين ولكن لأن هذا ما تريده, فلا يمكن أن يتم التخلي عن وطن وقبض الثمن فقط بعد 66 سنه من الأحتلال .
وفي انتضار قبض الرشوه للجميع فلا يحق لأحد بعدها أن يتهم احد الصغير خان قبل الكبير وعندما تلتقي العين في عين الأسرائيلي فعين الأسرائيلي لن تنزل في الأرض فدروس التاريخ يعلمها الجميع , الأسرائيلي يدعي ان له حقاً في العودة عمره الاف السنين والأسباني ثمانمائه عام والجزائري كذلك صمد 132 عاما لم يقبل احد الرشوه ,

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012