أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


"مفتاح" مقابل "مفتاح"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
14-02-2014 12:34 AM
لسنا بحاجة إلى التحزير أو التسريبات لنعرف القضايا الرئيسة التي سيتطرق إليها اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع الملك المقرّر اليوم، فبالضرورة الموضوعان الرئيسان؛ هما الملف السوري وقضية التسوية السلمية.
الملف الأول لن يكون فيه جديد، مع تراجع الإدارة الأميركية تماماً عن الضربة العسكرية وفشل محادثات جنيف..
أما الملف الأكثر أهمية ويحوز على اهتمام الأردنيين وانتباههم وينعكس اليوم على السجالات الداخلية بقوة كبيرة، وبحالة من التوتر والحساسية المفرطة، فهو ملف التسوية السلمية، وما يمكن أن يحمله كيري من أفكار وتصوّرات في زيارته المرتقبة المؤجّلة للمنطقة.
الوثيقة، وفق أغلب التسريبات والتوقعات، تقوم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أراضي الـ67، مع القيام بعملية مبادلة الأراضي والسكان خلال فترة انتقالية، والقدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين، وقوات دولية لمراقبة الحدود الأردنية- الفلسطينية (الأغوار وإدارتها)، ومنح الإسرائيليين الحق في التدخل في النقاط الساخنة الفلسطينية، وهو ما يزال موضع اختلاف في تحديد مستوياته وأبعاده.
لكن الملفات الأكثر حساسية لارتباطها بأبعاد تاريخية ورمزية وقانونية، هي اللاجئون وحق العودة وإصرار الحكومة الإسرائيلية على إعلان الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل بوصفها دولة يهودية.
فيما يتعلّق بموضوع اللاجئين، فإنّ البدائل العملية تكاد تكون محل تفاهم بين الأطراف المختلفة، وفي جوهرها التنازل عن حقّ العودة، عملياً، عبر القبول بالتعويض وبجنسيات أخرى، كندية، وغيرها، لكن القضية في الأردن تأخذ أبعاداً أخرى مرتبطة بالمعادلة الداخلية، وهو ما يفرض حساسية شديدة عند تناول الموضوع من قبل القوى الاجتماعية والسياسية المختلفة.
أمّا العقبة الأكبر فهي الاعتراف بيهودية الدولة، وهو ما لا يملك أي طرف فلسطيني أو عربي تقديمه، ولا يجرؤ على طرحه، والجديد في الأمر، كما تشي التسريبات، أنّ 'الوسيط' الأميركي أصبح يتبنّى هذا المطلب.
عموماً، العرب والفلسطينيون يراهنون على رفض الإسرائيليين لمقترحات كيري، وهو الرهان، الذي حذّر الزميل عريب الرنتاوي من التمادي فيه مؤخّراً، إذ أنّنا لو تفحّصنا فيما يمكن أن يقدّمه كيري فهي تنازلات هائلة من الطرف الفلسطيني والعربي، ونقل للكرة الملتهبة إلى الضفة والأردن، ويخدم إسرائيل تماماً، إلاّ أنّ الخلاف الإسرائيلي- الإسرائيلي هو حول إمكانية الحصول على ما هو أكبر من ذلك مع مرور الوقت وانهيار المحيط الإقليمي العربي، لكن ما حقّقوه حتى الآن من تنازلات على صعيد اللاجئين والعودة والقدس والحدود والسيادة هو تنازل كبير جداً من الفلسطينيين والعرب عموماًّ!
الإسرائيليون وصلوا مع التنازلات المسبقة من الطرف الفلسطيني إلى نظرية جديدة، وهي 'مفتاح مقابل مفتاح'، أي تبادل حقّ العودة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، الذين كانوا يقيمون في المدن العربية، ويزعم الكاتب شالوم ياروشالمي، في صحيفة معاريف الإسرائيلية، أنّهم في حدود 10 ملايين شخص، هذا قبل أن تشتد المساومات والضغوطات، فماذا يمكن أن نقدّم بعد ذلك للطرف الإسرائيلي وللسيد كيري!
بالضرورة ستتكشّف من لقاء الملك- أوباما في الفترة القادمة للطرف الأردني الكثير من النوايا والإشارات الأميركية حول خطة كيري ومدى جديّة الإدارة الأميركية، وإمكانية نجاحها، أو فشلها، وانعكاسات ذلك على الأردن والفلسطينيين، وتحديداً على المعادلة الداخلية الأردنية، وهو ما فجّر السجالات والحساسيات الداخلية خلال الفترة الأخيرة!
لكن السؤال الأكثر أهمية، الذي نعجز عن الإجابة عنه منذ سنوات، أو يتهرّب منه المسؤولون؛ إذا كان الخيار الأفضل هو فشل كيري ورفض الإسرائيليين، ما يعني الانتقال إلى سيناريوهات يحبّذها اليمين الإسرائيلي؛ فما هي البدائل المتاحة أمامنا، بعد أن قدّمنا هذا الحجم الكبير من التنازلات اليوم؛ ماذا يمكن أن نقدّم غداً إذا استمر التدهور العربي والفلسطيني الراهن!.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-02-2014 12:48 AM

عجًبت بالأستشهاد برأي الرنتاوي لأسقاط خطه كيري في هذا المقال ,,,,,,,, ألم يكنً الرنتاوي صاحب نضريه " ساعه الحقيقه"؟؟ ألم يكُن الرنتاوي هو من طلًب من السفارات الأجنبيه الضغط على الأردن في موضوع المحاصصات مقابل التخلي عن حق العودة؟؟

2) تعليق بواسطة :
14-02-2014 02:26 AM

حسب مااعلم وسمعت ان هيئة الامم المتحدة عندما اعترفت في اسرائيل كان من شروط الاعتراف ان تتيح عودة الاجئين الفلسطينيين الى ديارهم فلما يفكر الفلسطينيين والعرب التخلي عن هذا الحق المسنود بقرارات الشرعية الدولية من اجل الكراسي والمناصب وألالقاب سيادة الرئيس على ارض بمساحة خيمة قد يقول قائل ليس بالامكان تحيق هذا الحق بسبب موازين القوى ورغم ذلك من الخطأ والخطيئة التنازل عن هذا الحق طواعية لكي لايسلب من ايدي الاجيال القادمة حجة بالمطالبة به ثم يتردد قول ان اسرائيل تطالب بعودة اليهود الى ارض فلسطين وهل كان اليهود ممنوعين يوماً من العودة ان لم يكن عاد من يرغب بالعودة حتى يهود افريقيا وهل هجر يهود في العصر الحديث من بلدان الدول العربية قصراً كما هو الحال للفلسطينيين وأذا لم تعود القدس الشرقية ومنصوص على عودتها بقرارات الشرعية ايضاً فأي سلام مسخ هذا وأي حقوق وأي دولة هذه التي سيدخل الجنود اليهود الى اراضيها لأعتقال مواطنيها وربما قتلهم امام ناظريها ولما الفلسطينيين والعرب في عجلة من امرهم على هذا السلام الناقص المنقوص البائس !!! ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
14-02-2014 10:48 AM

اولا - معركتنا الأساسية هي مع الوعي , يحاول البعض اقناعنا ونحن أمه الثلاثمائه مليون عربي ومليار ونصف مسلم أن المعركه قد انتهت , فيقول الكاتب "فيما يتعلّق بموضوع اللاجئين، فإنّ البدائل العملية تكاد تكون محل تفاهم بين الأطراف المختلفة، وفي جوهرها التنازل عن حقّ العودة" والسؤال للكاتب هنا من هي هذه الأطراف , وهل هي أصحاب حق العودة الفعليين ؟
ثانيا _ نحن في مساحه مكشوفه يصًعب بها أخفاء التوجهات المخفيه , والدليل أن القدس العربي وكاتبها البدارين تتطرق في مقالها للدفاع عن" مبادره الحمارنه" ويكشف المقال أن ابو رمان هو عضو في المبادره ويستشهد بأرائه أما ابو رمان فيستشهد باراء بعريب الرنتاوي صاحب "ساعه الحقيقه" !!! . المبادره وكما يعلم الجميع بدون رتوش وبدون تجميل هي "الكنفدارليه " ألتي تطالب بها اسرائيل ... أما تحرك اصحاب الحق الفعليين في حق العودة في مخيُم البقعه فلا يحضى بأي تغطيه في القدس العربي !!!
ثالثا- لماذا يتحرك أبو رمان وغيره بأتجاه الحمارنه ؟؟ولماذا يتطوع بأبداء الأراء عن "التخلي عن حق العوده "؟؟ لفهم السبب يجب العوده الى اتفاق وادي عربه , فعًرابي وادي عربه اصبحوا جميعا هم نجوم السياسه الأردنيه , وهذا ما يراهن عليه بعض الأنتهازيين اليوم وهو أن يصبحوا نجوم السياسه أذا مرً مشروع كيري , وهنا حساباتهم صحيحه مئه بالمئه فأن مرًت هذة المؤامره , فتذكروا هذه الأسماء الأنتهازيه الجديده ألتي ستصبح الطبقه السياسيه القادمه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012