أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


وصفي التل.. الشهيد المظلوم

27-11-2010 11:50 PM
كل الاردن -

 

نبيل غيشان



احيينا بالامس في المركز الثقافي الملكي الذكرى الاربعين لاستشهاد رئيس الوزراء وصفي التل وذلك بمبادرة من المركز الاردني للدراسات والمعلومات, المتحدثون في حفل الافتتاح تميزوا وكانوا على مستوى عال فكشفوا عن مدى الثراء الفكري والسياسي والعسكري للرئيس الشهيد الذي اجمع المتحدثون انه يحب فلسطين لدرجة العشق حيث لم تعد تعرف في شخصيته هل هو اردني يحب فلسطين ام فلسطيني يعشق الاردن?

في اليوم الاول كان الحضور مميزا وممثلا لكافة القطاعات والاتجاهات الفكرية والسياسية و لم يبخل المتحدثون وهم : طاهر المصري ومعروف البخيت وعبد الهادي المجالي ورجائي المعشر و ناصر الدين الاسد و اسحق الفرحان ومروان دودين و حمدي الطباع و بلال التل في الاضاءة على فكر هذا الرجل الاستراتيجي والمؤامرة التي تعرض لها في القاهرة والظلم الذي لا يزال كثيرون يحاولون ان يصبوه على قبر ذلك الشهيد الاردني والعروبي الذي لم يعرف في تاريخه خصما سوى الصهيونية وقوات الاحتلال.

كان وصفي التل شخصا احبه الاردنيون وما زالوا, لانه قائد شعبي قريب من كل واحد منهم, ولانه كان نموذجا للقائد الذي يمتلك صفات شجاعة القلب ونظافة اليد, فقاد الكتائب العسكرية في مواجهة العصابات الصهيونية وحارب على الجبهة الداخلية ضد الفساد والمفسدين حيثما سمع عنهم, مقدما نموذجا فريدا للقائد الذي يعيش هموم شعبه, لا بل يعيش واقع شعبه ويقدم لمرؤوسيه مثالا يحتذى به.

ويفتخر وصفي التل بانه الحراث ابن الحراث, فاحب الارض وكانت الزراعة احد ابداعاته, وكان دائم الحديث عن التطوير الزراعي والاعتماد على الزراعة لانها عصب الحياة, وعمل وصفي التل مديرا للاذاعة الاردنية فتابع الاخبار وكتب التعليقات وشارك في كتابة بعض الاغاني الوطنية, بالاضافة الى عمله الجهادي في فلسطين.

وفي الشأن العسكري فقد كان وصفي التل يرفض كل اشكال التفاوض مع العدو وهو صاحب نظرية الجبهة الرابعة والتي كان يدعو فيها الى قيام عمليات فدائية داخل الاراضي الفلسطينية لمشاغلة جيش العدو ومساعدة الجيوش العربية على التحرير.

لذلك رفض وصفي التل العمل العسكري العشوائي عبر الحدود مع فلسطين, لانه كان يعتقد ان المعركة الحقيقية هي للجيوش وليس للعناصر الفدائية العشوائية, لذلك كان موقفه صلبا في حرب ايلول من منطلق رفض التمرد على الدولة ومن باب المحافظة على الولاية العامة للدولة على اراضيها وقد استشهد وصفي دفاعا عن دولة المؤسسات والقانون التي تحترم مواطنها وتدافع عنه.

سلام عليك مع الخالدين يا وصفي, سلام على روحك الطاهرة النقية, فالظلم الذي تعرضت اليه ما زال وطنك يعاني منه, لكن اخلاقك وقيمك باقية راسخة فينا جميعا.0

 

nabil.ghishan@alarabalyawm.net

 

 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012