أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


وصفي التل الحقيقة والصدى

28-11-2010 10:00 PM
كل الاردن -

طاهر العدوان

يبحث كثير من الاردنيين في الجذور لاتخاذ مواقف من بعض ما يجري على الساحة السياسية في البلاد, من هذه الزاوية نفهم ظاهرة الاهتمام على مستوى النخبة بإحياء ذكرى الشهيد وصفي التل, ظاهرة بدأت بالتنامي والاتساع خلال العامين الماضيين.

الاحتفال الاخير بهذه الذكرى, الذي أُقيم في المركز الثقافي وحضرته نخبة من رجالات الدولة السابقين, يعكس هذه الظاهرة لكنه لا يحيط بكل جوانبها, فبينما كان هذا الاحتفال فرصة للمتحدثين, وهم من منابت وأصول اردنية مختلفة, لكي يسلطوا الاضواء على مواقف التل القومية وحرصه على وحدة الاردنيين, اردنيين وفلسطينيين, فان الساحة على جانب آخر, تشهد ميلاد تيارات شعبية تتخذ من الشهيد وصفي التل عنوانا لتحركها الأيديولوجي لكسب تأييد فئات واسعة من الشباب, بعضهم يشكو من البطالة, وآخرون يتذمرون من سياسات الحكم في ما يعتقدون انه اقصاء لهم ولغيرهم من المناصب العليا. غير ان ما يجري التركيز عليه في شعاراتهم هو التعبير عن الخوف والقلق على هوية الاردن ومن ان تصبح ضحية مشروع صهيوني - امريكي, قلق مشروع يستعيد كل ما تحمله طروحات »الوطن البديل« الخبيثة في الذاكرة من مشاريع صهيونية تبنتها ولا تزال احزاب اسرائيلية هي عمود ائتلاف حكومة نتنياهو.

مثل هذه التيارات النخبوية كانت محل نقد مُبطن من المتحدثين في ندوة المركز الثقافي, وهذا يعني انها موجودة بالفعل, واصبحت تلاقي صدى وتُحدث تأثيرا في اوساط شعبية في مختلف انحاء البلاد. وفي رأيي ان ما يشجع هذه الظاهرة ويزيد من رقعتها, انها تأتي كرد فعل على افكار ما يسمى بالليبراليين الجدد الذين أدخلوا مصطلحات مستوردة للانقضاض على الوعي الوطني والقومي, ومحاولة تصوير الهوية الوطنية وتراث التاريخ والحقوق على انها مجرد سوق استثماري وبورصة للبيع والشراء تماما مثل استبدال الاسهم.

علاج هذه الظاهرة, في كل الاحوال, يكمن في الاصلاح السياسي, وبفتح ابواب الديمقراطية والحريات العامة, التي يعبّر فيها الناس عن آرائهم, مهما كانت, في اطار دولة القانون, فاليمين وشعاراته المتطرفة في الديمقراطيات الغربية هو جزء من الحياة السياسية الحرة في اي بلد حر.

في ذكرى رحيل وصفي التل هذا العام, اقدم شهادتين, كنت قد ذكرت بعضها في مقالات نشرت خلال سنوات سابقة, وهي تروي ما كنت قد لمسته عن قُرب عن وصفي التل, في السنة التي تلت أيلول عام .1970

الشهادة الاولى: كان الشهيد معتزا بجوانب سيرة حياته المتعلقة بالصراع ضد المشروع الصهيوني, مؤمنا بالحل العسكري لاسترداد فلسطين, فمن انخراطه في صفوف الثوار الى انتسابه للجيش السوري, ثم سيرته العقائدية كقومي سوري, كان وصفي منشغلا بكيفية تحرير فلسطين, وهو لم يتراجع عن هذه العقيدة, حتى بعد الصدامات مع المقاومة, ولقد اطلعت على ما كتبه بخط يده من توجيهات الى المرحوم رياض المفلح, الذي رئس الوفد الاردني للتفاوض مع منظمة التحرير في مدينة جدة بالسعودية, وهي تحمل ملامح نفس الافكار والنقاط التي حملها الى مجلس وزراء الدفاع العربي في القاهرة, الذي أُغتيل اثناء مشاركته فيه.

اهم ما في المشروع نقطتان 1- السماح باعادة قواعد للفدائيين في بعض الاماكن المحددة القريبة من خط النار مع الاحتلال الاسرائيلي 2- وضع هذه القواعد تحت الحماية والاشراف المباشر للقوات الاردنية وقيادة الجبهة الشرقية (التي كانت تضم سورية والاردن).

الشهادة الثانية: ان وصفي عمل بجهد لم يتوقف بعد احداث ايلول من اجل (1) نفي صفة الحرب الاهلية عن ما جرى والتصدي لأي ممارسات واحداث قد تنشأ على خلفية اقليمية (2) سعيه الحثيث, كرئيس للوزراء, الى اعادة ترميم العلاقات الوطنية الداخلية, بين الاردنيين والاردنيين من اصل فلسطيني, فكان ان اقام »الاتحاد الوطني الاردني« لهذه الغاية كحزب وطني جامع, واسند رئاسته الى قيادة من اصل فلسطيني (مصطفى دودين) الذي خلفه فيها (جمعه حماد), وكان قد استقدم محمد كمال من بيروت لتولي ادارة التلفزيون, فيما بقي على اتصال وتواصل دائم مع المحامي المرحوم ابراهيم بكر وعدد آخر من المقربين من منظمة التحرير.

من الصعب وضع وصفي التل, الرجل والانسان, السياسي والمقاوم, في سلة أحد او تحت عباءة اي تيار. فقد كان بحجم الوطن وعلى مستوى رموز الامة, ولم يكن إلا ضحية تآمر عربي رسمي, كان المقصود منه إضعاف الاردن وحصاره. أما الذين شاركوا في اغتياله فلم يكونوا إلا مجرد ادوات.0

 

taher.odwan@alarabalyawm.net

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-11-2010 12:16 PM

النخب السياسيه من المسؤولين السابقين.. صورت الشهيد على انه من اكبر المدافعين عن الوحده الوطنيه وهم على حق في ذلك وأمر لا يختلف عليه العقلاء.. ولكن الوحده الوطنيه لا تعني تسهيل التوطين والوطن البديل والأنسياق الأعمى وراء المشروع الصهيوني الأمريكي من باب الواقعيه السياسيه.. لو كان الشهيد بيننا اليوم لكان اول من رفض حل قضية اللاجئين الفلسطينيين على حساب الشعب الأردني.. ولأعلن موقفه جهارا نهارا وصدقت افعاله اقواله..هناك حقوق غير قابله للتصرف للشعب الفلسطيني لا يجوز التنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف ومن يريد أن يشتري سنوات أضافيه من العمر فليبحث عنها في مكان آخر.. وصفي مدرسه في العروبه وحدد العدو في نهجه وسياسته بأنها أسرائيل وألتزم بذلك حتى يوم أستشهاده.من يحترم نهج وصفي عليه اولا ان يرتدي الفوتيك الأخضر والشماغ الأحمر كما كان يفعل وصفي وأن يقف ويقول اسرائيل هي العدو .. والا فليصمت... ويستمتع بالمكاسب الحرام التي حققها من هنا وهناك على حساب الكادحين من هذا الشعب.

2) تعليق بواسطة :
29-11-2010 09:45 PM

.....

3) تعليق بواسطة :
01-12-2010 05:14 AM

يا وصفي قاتل الله من قتلك وتامر عليك من حكومات عربيه غادره ومنظمة فتح الناكره للجميل ومن كل من رضي بسرقتك من بيننا قاتلهم الله وقتلهم بما شاء وبما يشاء الى يوم الدين وفي الاخرة هم مخزيين وفي جهنم قاعدين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012