أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


كذبة الأمن والأمان

بقلم : د. علي المستريحي
25-02-2014 10:03 AM
المطبلون لـ 'نعمة الأمن والأمان' هم فقط الحاصلون عليها أو المستفيدون من التطبيل لها أو المرددون لها بجهالة ودونما علم بما يتضمنه التعبير من معنى. الحقيقية أننا نصاب بالذهول كل يوم عند مطالعتنا للأخبار عن جريمة بشعة غريبة هنا وعصابة هناك وشبكة فساد ونصب واحتيال ورشوة وزراعة وتروج مخدرات هنا وهناك لم نعتد عليها أصلا وقبلا. 

المراقب للتطور الاجتماعي الأردني يلمس بجلاء مدى التغير الذي طرأ على مجتمعنا وأدى لهذا الانحدار الشديد والاهتراء الواضح في منظومة الأمن والأمان. ومع أنه لا يتوفر لدينا احصائية دقيقة بخلفيات المجرمين والفاسدين والنصابين والمحتالين والزارعين والمروجين، الا أننا –كباحثين- نعتقد أن الكثير من المرتكبين لتلك الأفعال هم من المجتمعات 'الرافدة' لمجتمعنا خلال العقدين الماضيين. جلهم من فئة المستفيدين من الأوضاع المتردية في بلادهم وممن نهبوا وسلبوا وامتلكوا المال واستخدموه للهجرة 'الطوعية' وأحيانا الحصول على الجنسية الأردنية بطرق ملتوية، ساعدهم في ذلك ثلة من الفاسدين والمرتشين في بلدنا المسكين! هؤلاء رأوا في ظروف بلدانهم المتردية 'فرصة' سانحة أكثر من 'تهديد' لوجودهم! 

لم يُجبل الأردنيون البسيطون بطبعهم الصافي وبمنبتهم الطيب على الاجرام أو تشكيل العصابات للنهب وللسلب وفساد الأخلاق، اللهم باستثناء فئتين اثنتين: الأولى، هي تلك الفئة الخارجة على القانون بعدما اعتادت على أن تغض السلطة الطرف عن فسادها (لسبب ما) وصلت أحيانا حد رعايتها باغراقها بالاستثناءات التي ليست أصلا من حقها، حتى أصبحت تلك الفئة تؤمن أن ما حظيت به حق مكتسب لا ينتزع. أما الثانية، فتلك الفئة التي أفسدها كرسي السلطة فعاثوا في الأرض فسادا دونما رقيب أو حسيب. 

المطبلون لـ 'نعمة الأمن' ليس بوسعهم مغادرة بيوتهم لبضع ساعة بعد منتصف الليل بأضعف الايمان لقضاء حاجة غير ملحة. وليس بوسعهم استقبال غريب زائر في بيتهم دونما حذر شديد. وليس بوسعهم أيضا الخلود للنوم دونما اغلاق محكم لأبوابهم ونوافذهم ما ظهر منها وما بطن! 

المطبلون لنعمة الأمن والأمان لا بد لهم أن شاهدوا الطوابير المصطفة أمام البنوك نهاية الاسبوع آخر الشهر للنشامى أصحاب الهمة من الحراثين والبدو وأبناء المخيمات لتلقي الفتات من دعم المحروقات أو الفتات مما تبقى من رواتبهم المتآكلة بمرور هذا الزمن الأغبر! وجوه مكفهرة حزينة تفيض منها مرارة الزمن وضنك العيش! حقا، لم يكن هذا حال الأردنيين يوما. فليرحم المطبلون لنعمة الأمن والأمان عزيز قوم ذلّ! فتطبيلهم يوذي هؤلاء ويزيد مرارتهم ويشعرهم بالاهانة! 

أما لـ 'نعمة الأمان' فحكاية أخرى لها شجون! فالشعور بالأمان بالنسبة للأردني يعني أن تتوفر لديه الثقة والاعتقاد (حد الايمان) أن يومه أفضل من أمسه، وأن غده أفضل من يومه. أن ينام ليلته هانئا مطمئنا ممتلئا أملا للقاء غد جديد أفضل .. أن يشعر أن حياته مؤمّنة بوظيفة تحفظ كرامة عيشه، آخذ حقه 'بالصاع الواف' دون محاباة أو واسطة أو محسوبية أو شللية أو جغرافية أو عرقية .. و .. أن يعتقد أنه اذا ترك الدنيا أن يأخد ابنه نفس الفرصة المقدمة لابن وزير خارجيتنا المبجل لوظيفة بالخارجية أو الديوان الملكي أو رئاسة الوزراء أو في ديوان الخدمة المدنية .. أن يشعر أن هناك تأمين صحي واجتماعي يغطيه وأفراد أسرته عند عجزه أو عوزه أو مرضه وعند صروف الحياة عندما تقسو! أن يكون شعوره بالولاء والانتماء لوطنه ليس ترفا أو نفاقا أو اكراها أو بلطجة أو خيارا لا بد منه! أن يرى الوجوه التي أثخنت الأردن بالجراح، وباعت ما تحت الأرض وعلى الأرض وما فوق الأرض في السجون، لا في الصفوف الأولى بمحفل مكافحة الفساد والدعوة للنزاهة والشفافية! ان عدم توفر هذا الاعتقاد هو ما لا يشعر الأردني 'بالأمان' والاطمئنان في وطنه. 

'الأمن والأمان' كذبة وحبل يلّوح بها بعض المطبلون والمستفيدون ليخاف منها من لدغته أفعى! 'الأمن والأمان' هي كذبة نيسان ووهم (Illusion) أطلقها المرجفون ورددها المطبلون والجاهلون ثم صدقوها جميعا كأنها واقع وحقيقة لما يعرف في علم النفس بـمن يكذب كذبة ويصدقها (Self-fulfilling Prophesy)! 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-02-2014 09:06 AM

اتمنى على حرس الحدود ان يستضيفوك لمدة اسبوع حتى ترى الدي لا يعلن عنه وبعد دلك تكتب عن الامن والامان ولك ايها الكاتب كل الاحترام والتقدير

2) تعليق بواسطة :
27-02-2014 06:02 AM

أعتقد أنك محق. وأعتذر أن فاتني أن أذكر، وبكل تجرد وموضوعية كما ذكرت في مقال سابق لي بنفس الموضوع، الدور الكبير جدا لأجهزتنا الأمنية ومرتباتها من النشامي العاملين فيها قي الحفاظ على الأمن. وهنا فقط حاولت أن أشير أن موضوع الأمن في الأردن ربما أكبر حتى من قدرات الأجهزة الأمنية وتتعداها لأجهزة أخرى. دمت بود ولك كل احترامي. د. علي المستريحي.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012