أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


هل الرئيس باق؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
27-02-2014 12:52 AM
تكرّر، في الأيام الماضية، نفي رئيس الوزراء، لبعض النواب والوزراء، وجود أيّ نيّة لديه للقيام بتعديل على حكومته. وأشار إلى أنّ مثل هذه 'التسريبات' الإعلامية لا أساس لها من الصحّة! إلاّ أنّ هذا النفيّ، بحد ذاته، يثير احتمالات وتساؤلات تتجاوز إمكانية التعديل، إلى سؤال بقاء الحكومة نفسها!
الرئيس عبدالله النسور، قبل غيره، يدرك تماماً ضرورة القيام بتعديل على الحكومة، لأسباب موضوعية؛ في مقدمتها تجديد الدماء في الفريق الوزاري، بعدما تبيّن عدم كفاءة بعض الوزراء على صعيد المهمّات المطلوبة، ومنها ضرورة الفصل بين حقيبتي العمل والسياحة، بعدما تضرّرت الأخيرة بوضعها في يدّ وزير العمل. وكذلك، بروز الاختلافات والتباينات في أوساط الفريق الوزاري في الآونة الأخيرة، وبين الرئيس وبعض الوزراء.
في سياق التحليل، فإنّ عدم إجراء التعديل، بالرغم من أهميته، مع وجود مؤشرات مسبقة على التفكير فيه، قد لا يعكس رغبة الرئيس بقدر ما يشي بوجود شيء ما حول إمّا مصير الحكومة، أو خلاف على جوهر التعديل وطبيعة الحقائب المطروحة في هذا السياق.
تلك المؤشّرات بدأت تخلخل القناعة العامة بأنّ 'حكومة النسور باقية'، في الحدّ الأدنى إلى ربيع هذا العام، وفي الأعلى إلى فترة طويلة. وهي بالمناسبة قناعة متغلغلة في أوساط النخب السياسية وأروقة مجلس النواب. بالرغم من ذلك، فإنّ الرئيس ما يزال يملك أوراق قوّة متعددة، تجعل من التفكير في مسألة تغيير الحكومة أمراً غير مرغوب فيه لدى 'مطبخ القرار'.
ورقة القوة الرئيسة، لدى الرئيس، ما تزال هي أنّه عبر بالبلاد المرحلة الانتقالية الصعبة والحسّاسة، متجاوزاً عنق الزجاجة، عندما خفّف من أحمال الموازنة من الدعم المقدّم للكهرباء والوقود، وفرض ضرائب ورسوما متعددة. وهي حزمة من السياسات التي لم تستطع أغلب الحكومات السابقة تمريرها. وهو ما يزال قادراً على تمرير سياسات شبيهة مع النواب، والمضي في هذه الطريق الصعبة.
الورقة الثانية تتمثّل في معضلة اختيار البديل، مع محدودية الأسماء القادرة على ملء الفراغ؛ بالجمع بين المراوغة السياسية مع النواب والرأي العام من جهة، وتنفيذ أجندة اقتصادية قاسية من جهة ثانية، وتتمتّع بالنفس الطويل والجَلَد. أما الورقة الثالثة، فتتمثّل في شهيّة النواب المفتوحة على 'التوزير'، ما سيعيد طرح قضية المفاوضات مع النواب حول الرئيس والفريق الحكومي.
في المقابل، تتبدّى نقطة الضعف الأساسية عند الرئيس (في رأي بعض أروقة القرار) في الجانب الاقتصادي، وتحديداً فيما أشار إليه العين ورئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، (في محاضرته المهمة أمس في كلية الشؤون الدولية بالجامعة الأردنية)؛ أي عدم قدرة الحكومة على جذب الاستثمارات وتسهيل عملها، بينما ارتفعت المديونية، بدرجة مرعبة، خلال الأعوام الثلاثة الماضية من 11.5 مليار دينار إلى ما يزيد على 19 مليار دينار. ويتوقّع الرفاعي أن تصل المديونية نهاية هذا العام إلى 21 مليار دينار!
ثمّة إشارة مهمّة في حديث الرفاعي، تمثّل أحد مفاتيح إدراك سرّ التفكير في تغيير النسور، بالرغم من المعطيات السابقة، وهي النتيجة التي يصل إليها بالقول: 'لا يمكن أبداً القبول بالاستمرار في هذا النّهج.. كما أنّ التعامل مع هذا الوضع الخطير من تزايد المديونية لن يؤدي إلى تجاوز الحدود الآمنة للدّين العامّ فحسب، بل إلى ما هو أخطر من ذلك..'.
مثل هذه الخلاصة حول الوضع الاقتصادي، يتردد صداها بوضوح في شكوى القطاع الخاص من الركود الحالي، وتُشعر 'مطبخ القرار' بالقلق مما تحمله من أرقام ومعطيات. لكن تبقى معادلة التغيير والرحيل مرتبطة بالموازنة بين العوامل المتضاربة السابقة سياسياً واقتصادياً. وهنالك في أوساط النخبة السياسية من ما يزال، إلى هذه اللحظة، يرى أنّ النسور أفضل الموجود والخيارات، مقارنة بما هو مطروح!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-02-2014 08:37 AM

قدرة النسور وغيره في فرض الضرائب وتحرسير اسعار المشتقات النفطيه دون اي ردود شعبوية ليست شطارة يا ابو رمان وليست فهلوه --- عندما تزف الساعة اشراطها بفعل هذا الضغط على الشعب لن يجد معه النظام احدا حتى النسور نفسهيختفي وان الغد لقريب اليس الصبح بقريب.

2) تعليق بواسطة :
27-02-2014 08:51 AM

الاستاذ الدكتور محمد ابو رمان المحترم
من مقومات رئيس الوزراء الناجح ان يكون عنده بعض الحلول لبعض مشاكل وطنه الذي يترأس حكومته
انا عندي سبب واحد اطالب من خلاله بتغيير الحكومة وليس تعديلها وهذا السبب هو ان حكومة السيد النسور وصفت محافظة المفرق منذ عام تقريبا بالمنكوبة
لن اطيل عليك قمنذ ذلك الاعلان وحتى الآن والمفرق لا تزال منكوبه على الاقل من ناحية النظافه وباعتراف رئيس البلديه
ناهيك عن الارتفاع الفاحش في الاسعار بدءا من الخضار والفواكه جميعها والذي ليس عليه اية ضوابط من الحكومة وصولا الى ارتفاع ايجارات المساكن والذي اصبح لا يطاق علما ان ارتفاع الاسعار جاءنا الى المفرق مع وصول اول دفعه من الاخوة اللاجئين وعلى سبيل المثال هناك شقه في المفرق مكونه من 3 غرف وصالون ومطبخ اجرها صاحبها لسوريين ب 425 دينار واظنك توافقني ان بعض شقق شارع وصفي التل رحمه الله اجرتها الآن 200 دينار الاسعار عندنا في المفرق المنكوبة مرتفعه في كل شئ حيث ان اهالي المفرق صاروا يتمنون ان يعاملوا كلاجئين ليقدروا على تحمل شظف العيش في ظل ارتفاع تكاليف المعيشه فالمفرق في اسعارها يمكنك ان تشبهها في اسعار بعض عواصم العالم غالية الاسعار واظن ان احداها طوكيو
استاذ محمد ارجو ان تعلم ان حكومة النسور يوجد بها وزير كان يسكن المفرق وربما لو سالته لشهد معي في ان المفرق فعلا منكوبه
بكل ما في الكلمه من معنى

3) تعليق بواسطة :
27-02-2014 09:23 AM

متى بدأ استخدام مصطلح "الرئيس" للإشارة إلى رئيس الوزراء في الأردن؟

4) تعليق بواسطة :
27-02-2014 09:51 AM

مادام انه رغم كل رفع الاسعار وفرض الضرائب التي فرضها النسور المديونية وعجز الموازنة في ازدياد ترى ما الذي يستطيع فعله من يخلفه هل يملك عصى سحرية سوى المزيد من فرض الضرائب ومزيد من رفع الاسعار مادام الحال كذلك الافضل بقاء النسور لأنه اصبح يعلم مواطن الالم لدى المواطن والنسور بدأ بمعالجة علل قديمة ومزمنة تغاضى عنها غيره للمحافظة على كسب الشعبية فمن غير الانصاف تحميله كل تبعات ماجرى ؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
27-02-2014 01:45 PM

والله لو ترجع وصفي من قبره ما يقدر يصلح فيها اشي =الحل جذري على الشطرنج =حكومه اسلاميه تحكم بالكتاب والسنه برئاسة ليث شبيلات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012