أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


حين تتعرض هويتنا للتفجير..!

بقلم : حسين الرواشدة
07-03-2014 12:16 AM
تفزعني - حقاً - هذه الارتجاجات البليغة التي أصابت مفهوم الهوية في عالمنا العربي والاسلامي ، وأخشى ما اخشاه ان تكون ايذاناً لزلزال اكبر يدمر كل ما ألفناه ورسخناه من قيم حول الامة والوحدة ، والمشتركات الحضارية الجامعة والنهضة المأمولة القائمة على تلك المبادىء التي يختزلها مفهوم الانتماء للأمة والاعتزاز بحضارتها واعتبارها وعاء تنصهر فيه اختلافاتنا القومية والسياسية والمذهبية ، وتنطلق منه اهدافنا وطموحاتنا ، بعيداً عن دعوات العزلة القطرية ، او العصبية القبلية او الانحيازات الطائفية والدينية وسواهما. من المألوف ان تنهض الامم والشعوب الى الدفاع عن هويتها اذا ما تعرضت لأي خطر ، هذا يحدث الان في امريكا التي استعادت هويتها المسيحية بعد ان نجحت اجهزتها ومراكزها في الترويج لخطر الارهاب الاسلامي الذي يهددها اثر حادثة 11 سبتمبر 2001، ويحدث كذلك في اوروبا التي اصبح اليمين الديني والسياسي فيها قادراً على اقناع الناس بخطر المهاجرين وثقافتهم الوافدة على هويتهم الغربية ، وخاصة فيما يتعلق برموز دينية مثل المآذن والحجاب والآذان ، اعتبرت مصدر تهديد ثقافي وتصاعدت الدعوات لمنعها حفاظاً على هوية المجتمع هناك وثقافته. في بلادنا العربية والاسلامية ، كان ثمة احساس متراكم بخطورة الغزو الخارجي الذي يستهدف هوية امتنا وقيمها ، وكان ثمة حركات احيائية واصلاحية وتنويرية قامت لمواجهة هذا الغزو او لفهمه وادارة التعامل معه ، لكن يبدو ان مبالغتنا في تحديد مصدر التهديد - وهو الخارج دائماً - لم يترك لنا مجالا اوسع للالتفات الى جراحات الذات ونزعاتها لتفجير الهوية من الداخل ، صحيح أننا نجحنا في مقاومة غزو الآخر ، وبالغنا احياناً في تحصين أنفسنا منه ، لكننا للأسف لم ننجح في تحصين ذواتنا ، واشاعة الوعي داخلها لتحافظ على قيمها وانتماءاتها وهويتها ، الأمر الذي انتهى بنا الى ما نعانيه - على صعيد الهوية تحديداً - من ارتجاجات وانشطارات دفعت بعضنا الى البحث في التاريخ البعيد عن اطار حضاري للاعتزاز ، او عن مظلة اثنية او مذهبية للاحتماء ، حدث هذا في مصر ، حيث سمعنا هتافات تمجد الفراعنة وحدث قبل ذلك في لبنان ، حيث سمعنا دعوات الفينقة “، وبوسعنا الان ان نجمع كل المفارقات الانفصالية التي انطلقت باسم الهوية ، سواء في سوريا اوالعراق او السودان او اليمن او ليبيا ، او حتى في ايران وتركيا وغيرها ، لنشعر بالأسى من هذا التشظي الذي أصاب هويتنا الواحدة ، واخرجها من دائرتها الحضارية الاوسع لتصب في دوائر ضيقة او اخرى منسية لا معنى - ابداً - لاستدعائها. ثمة فرق بالطبع بين الدفاع عن الخصوصية ، والاعتراف بالتعددية وحمايتها وبين تعميم ثقافة تعمية الهوية ورجرجة بنيتها بدعوات مغشوشة ، واذا كنا قد عانينا فيما مضى من صراع الثنائيات: القومية والاسلامية ، الطائفية والمذهبية ، فان منزلة الهوية كانت محظوظة لدى الجميع على اختلاف اجتهاداتهم ، لكن يبدو ان السياسة قد فعلت أفاعيلها بنا ، فأصبحنا امام ثنائيات جديدة اكثر انحيازاً للقطرية وللقومية وللمذهبية في اسوأ أشكالها ، بل وتجاوزناها نحو البحث عن انساب جديدة في حضارات غابرة اعادتنا لما قبل الاديان ، وكأن هويتنا لم تتشكل بعد ، ولم تحسم اسئلتها باجابات مقنعة ، او كأن جراحات ذاتنا بسبب الهزائم وغياب المواطنة والخوف من المستقبل تدفعنا للاعتذار عن ديننا وعروبتنا والانسحاب منهما الى مهادات اخرى تطمئننا على حاضرنا ومستقبلنا،. أرأيت كيف تفضي خيبة الخيارات الى بؤس المآلات.. أرأيت،
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-03-2014 08:22 AM

هذا زرع جمال الدين الافغاني ومحمد عبده والكواكبي ولطفي السيد و(كلينت ) وجرجي زيدان واليازجي والبستاني وسعد زغلول ولويس عوض وكرومر والشعوبيه وغيرهم ..... نحصده الان .
يوصف الاسلام بانه الركن الشديد وحبل الله المتين والعروة الوثقى وركن الله في الارض يجب ان نفر الى الله قبل ان لانفر ولاحل غيره .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012