أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


لماذا غضبنا؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
12-03-2014 03:05 AM
بعيداً عن حالة الاستقطاب و'المهرجانات الخطابية'، تحت قبة البرلمان أمس، وبغض الطرف عن التجاذب الداخلي والخلافات الجوهرية بين الحكومات والمعارضة بشأن الموقف من إسرائيل، فإنّ السؤالين اللذين أطرحهما على رئيس الوزراء وفريقه الحكومي، هما: فيما إذا فكّروا، فعلاً، وبعمق، في السبب الكامن وراء حالة الغضب الشديد التي اجتاحت الشارع الأردني، وانتقلت إلى الجامعات والقضاء والناس في بيوتهم، بعد الجريمة الإسرائيلية بحق الشهيد رائد زعيتر؟! ولماذا انصبّ جزء رئيس من هذا الغضب على الحكومة نفسها، وعلى أدائها في مواجهة تلك الجريمة؟
لا أعلم ما إذا كان الرئيس وفريقه فكّروا في ذلك، ووصلوا إلى إجابة عميقة. لكن، دعوني أتبرع بتقديم الجواب للحكومة عليهما؛ وأدمج السؤالين في جوابٍ واحد: الموقف الرسمي الهشّ والضعيف، في البداية، آلم الأردنيين بقدر ما آلمتهم الجريمة الصهيونية!
رئيس الحكومة انتظر يوماً كاملاً ولم ينبس ببنت شفة، وبقي صامتاً؛ بينما اكتفت الحكومة في البداية بتصريح لـ'مصدر حكومي' خجول ضعيف مهزوز، ثم خبر عن استدعاء وزير الخارجية للقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في عمان، وإبلاغه رسالة الأردن بشجب وإدانة الجريمة، والمطالبة بنتائج التحقيق الإسرائيلي (ولاحظوا، هنا، أنّ الطلب كان في البداية 'تحقيقاً إسرائيلياً').
بقي المواطن الأردني، الذي يغلي الدم في عروقه، ويشعر بالإهانة والجرح الكبير في كرامته من هذا السلوك الإسرائيلي الأرعن، ينتظر مسؤولاً أردنياً يُشعره أنّ حكومتنا تفهم معنى الكرامة وتنتصر لمواطنيها، وتقف وقفة سياسية معتبرة. إلاّ أنّ ذلك لم يحدث؛ فخسرت الحكومة المبادرة، وفشلت في إدارة ردود الفعل، خلال الربع ساعة الأول، وهي الفترة المهمة جداً في مواجهة كرة الثلج المتدحرجة، وتركت التداعيات والجرح المزدوج (من الجريمة والحكومة) يكبر في قلوب الناس بسرعة كبيرة!
رئيس الوزراء الذي لم يترك محطّة فضائية؛ محلية ولا عربية، إلاّ وشاهدناه عليها وقت رفع أسعار الوقود، حتى حفظ الشارع أرقامه غيباً، وهو الذي يتحدث في أغلب القضايا والملفات بطلاقة، لم يشعر بأنّ قصة استشهاد القاضي زعيتر تستحق من الحكومة أن تقدّم للمواطنين شيئاًَ يواسيهم فيها، ويضمّد شيئاً من جرح الكرامة المفتوح وحالة الغضب الهستيرية، وأن يتحدث رئيس حكومتهم معهم ليعبّر لهم عن حزنه وأسفه واهتمامه الكبير بالموضوع، ويتخذ خطوات رمزية ودبلوماسية إلى حين تتضح الحقائق!
النتيجة هي خسارة الرسالة السياسية والإعلامية والرمزية، وتمثّلت في شعور المواطن الأردني باحتقار الدولة له، قبل إسرائيل، وفي عدم إدراك المسؤولين في مراكز القرار لمعنى شعور الإنسان بجرح الكرامة، وعدم تقديرهم للحجم الحقيقي للغضب والاحتقان الشعبيين. وهي حالة، يا سادتنا المسؤولين، لا تحسب بعدد من تظاهروا أمام السفارة الإسرائيلية في الرابية، ولا تنفع معها إبر التخدير، ولا التلويح بعصا الأمن؛ هي حالة تنهش في علاقة الدولة والمواطن في عمق سؤال الشرعية والثقة!
فتور الحكومة ولامبالاتها، قابلهما تجاهل واستعلاء إسرائيليان، ورواية مهينة للأردنيين حول استشهاد القاضي الأردني. وحتى مستوى الاهتمام في الإعلام الإسرائيلي جاء محدوداً هامشياً، متناسباً مع هذا الموقف. ولم يخرج اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلاّ لاحقاً، بينما وافقت إسرائيل على اشتراك الأردن في التحقيق، بعدما ضغطت الحكومة الأردنية، وشعرت، متأخرةً، بحجم الكرة الملتهبة في الشارع. فردود فعل الحكومة هي التي أوصلتنا إلى هذا المستوى المتواضع من الرد الإسرائيلي!
طرد السفير الإسرائيلي، أو استدعاء السفير الأردني، مواقف وإجراءات دبلوماسية لن تعيد لنا الشهيد القاضي زعيتر، لكنّها تحسّسنا فقط بأنّ كرامة الوطن والمواطنين ليست في الحضيض، في ذكرى 'الكرامة'!
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-03-2014 09:13 AM

كل التحيه استاذ ابو رمان .لماذا غضبنا ؟الغضب يا اخي قد يقتل الانسان فهو الجالب للضغط والسكر وكثير من الامراض واقترح على الاردنين عدم الغضب وخصوصا على الحكومه والتي لا تساوي وزنها ورق شجر ان لم اقل تبنا.حكومتنا شاطره بحلب وجلب وحرق المواطن ليس الا ؟متى دافعت الحكومه عن مواطنها؟ اهين المواطن في بلده فكيف تطلب من الاخرين بالخارج احترام مواطنا ؟يا ابو رمان خليها على الله واعلم ان من يسعى لاذلالنا هو حكومتنا واولي الامر عندنا .

2) تعليق بواسطة :
12-03-2014 11:06 AM

تحية للكاتب وأضافة لتعليق الأخ الدهني الواجب على الناس تبقى مروْقة هسة. الأردن سيدخل في دوامة من الأزمات في طول السنوات القادمة حتى يهدأ الأمر في سوريا والعراق ومصر وليس أخيراً سيتحمل الأردن نتيجة ضياع فلسطين.مشواركوا طووووويل يا شعب الاردن مع الأزمات.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012