أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


وينزل الغيث من بعد ما قنطوا

بقلم : د. رحيّل غرايبة
13-03-2014 11:56 PM
((وهو الذي ينزّلُ الغيثَ من بعد ما قنطوا وينشرُ رحمتهُ وهو الولي الحميد)) صدق الله العظيم
الأمطار التي أنعم الله بها علينا في هذه الأيام ،نزلت على ارض عطشى تعاني من جفاف بائس وحزين، وتسرب اليأس والقنوط الى نفوس الناس ، وأصبحت وجوههم مكفهرة ،تماثل وجه الربيع الذابل الذي اكتسى لون الرماد الذي عبثت به الرياح الشرقية المحملة بغبار الخماسين.

الحمد لله حمد الشاكرين المخبتين التائبين الذي بعث في نفوسنا الحياة ،وأعاد البسمة الى شفاه الفلاحين والمزارعين ومربي الأغنام واصحاب الإبل الذين يملكون القدرة على استشعار العطف الرباني والحنان الإلهي الرقيق على مثل هذه الشرائح التي ذهبت ضحية الفجور السياسي ،واختلاف القلوب وتنافر الأرواح لدى شريحة النخب التي فقدت الاحساس بالنعمة، وفقدت الاحساس بالذنب، وفقدت القدرة على تلمس مواطن الاستغفار لخالق السموات والأرض ومصرف الرياح والسحب ،ومنزل الغيث ،ومقدر الأقدار وواضع الأسباب.

تختلف صنوف البلاء الذي يحلُّ بنا جميعا ،وتتباين اشكال الاختبار وانواع الابتلاء ،ونعيش الواقع المؤلم المليء بالقتل والدم والتشريد والبغض والكراهية،ويتبعها انحباس الأمطار ،وجفاف عام،لعل ذلك يشكل جرس انذار يسمع الصم والبكم ،ويسمع النخب المتصارعة،ويسمع أولئك الذين تحولوا الى وحوش ضارية تأكل بعضها بعضا،وتهيم بنقيع الدم الأسود ببلادة منقطعة النظير،ولكن رحمة الله اكبر وباب رجائه لا يسد.

لعل حبات المطر التي أصابت بقايا الزرع الظامئ ،وجذور الاشجار التي تئن تحت وطأة الجفاف ،ان تصيب تلك النفوس الجافة الممحلة فتزيل شيئا من قتامتها،وأن تنال تلك القلوب القاسية ،فتعطيها شيئا من اللين وبعض الحياة فتنبت فيها بقايا من حياء،وليس ذلك على الله ببعيد.

الذين فرغوا أنفسهم للكراهية،وزراعة البغض وبذر بذور التفرقة،وينفقون المال والجهد على فساد ذات البين ،وأتقنوا فن الاغتيال الاجتماعي ،وملأوا الأرض حقدا وضغينة يسيئون لأنفسهم ويسيئون للناس اجمعين ،ويسيئون للطير والحيوان،ويسيئون للشجر والنبات،لانهم بفعلهم هذا يمنعون القطر من السماء،ويحجبون نعمة الله عن الارض،ويتسببون بكارثة بشرية وانسانية عامة،يلحق أذاها كل المخلوقات.

ولقد ورد في الآثار الصحيحة ،ان الحمّرة تهزل في جحرها بسبب ذنوب ابن آدم،وفي المقابل ذلك ورد في الآثار أن الحيتان في البحر تدعو لمعلم الناس الخير ،وورد في بعض الآثار أن النبي سليمان عليه السلام خرج للاستسقاء مع جنده،فرأى نملة ترفع يديها ورجليها الى السماء داعية متضرعة بأن :لا تهلكنا بذنوب ابن آدم،فرجع سليمان مكتفيا بصلاتها.

أكثر ما يدعو للغيظ وسط هذا الركام هم اولئك الذين يتسببون بأذى غيرهم ،ويلحقون الضرر بالعامة ،دون احساس بالذنب،ودون الشعور بالحاجة الى مراجعة النفس ،أومحاولة التقويم واعادة النظر ،ورد المظالم لأهلها.
نشارك كل الذين شعروا بالسرور والغبطة ونزول المطر،ونشارك كل الكائنات التي استبشرت بالغيث،وتبتهل لخالق الكون والحياة بالدعاء والتضرع وتجديد التوبة والاخبات المصحوب بالشكر والامتنان والاعتراف بالجميل،لعل الله عز وجل ينظر في ضعفنا ويجبر كسرنا،ويصلح ذات بيننا.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-03-2014 05:20 PM

نعم، لقد أغاثنا الله برحمته بعد توقف حملات تكفير المسلمين،

أسأل الله أن لا نعيد هذا الخطأ في الأعوام القادمة،

"استغفروا ربكم يرسل السماء عليكم مدرارا.."

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012