04-12-2010 08:39 AM
كل الاردن -
أحمد أبو خليل
هناك تعديل على أسعار الحمص والفول, ويلاحظ عموماً عند كل تعديل على أسعار هذين الصنفين أن الجهات المعنية تتجاوز طرح مسألة الفلافل مع أن حبة الفلافل تتعرض لتغييرات متواصلة سيما مع دخول ماكنات تقطيع الفلافل محل القوالب اليدوية, وهو ما قاد إلى تقليص حجم الحبة بشكل لافت للنظر بغض النظر عن سعرها. وفي بعض الأحيان ينشئ كل مطعم معادلة خاصة به لحساب السعر, كأن تكون كل 8 حبات ببريزة أو كل 20 حبة بربع, وهكذا.
في حالة الحمص والفول وباقي التنويعات مثل المسبحة والقدسية والحمص عليه فول أو العكس والفول المصري والفتة بأنواعها, تلعب مهارة 'المعلم' دوراً وخاصة في 'تنطيل' الحمص أو في مكان وشكل 'التتبيلة' فوق الفول أو في السماح بزمن كاف لنفش قطع الخبز في الفتة.
ليس هذا فقط, فالاهتمام يقتصر على طريقة البيع بالعلبة, ولكن اصطحاب الزبون إناءه معه يغير المعادلة, وتحصل مفاجآت في بعض الأحيان للطرفين, وفي حالة الحمص مثلاً فإن مهارة البائع تلعب الدور الأهم, فهو القادر على توزيع الحمص والتحكم بسماكته في كل أنحاء الصحن.
الشيء بالشيء يذكر, فقد افتتح ابو حميد رحمه الله وهو رجل طيب القلب مطعماً للحمص والفول في الرمثا, ولم يكن الناس يربطون بعناية بين حجم الطبق وبين المبلغ الذي يرسلونه, وهم يعتقدون أن على البائع أن يملأ الصحن, وإلا فما معنى أن يسمى 'صحن حمص'?.
وذات يوم جاءته طفلة صغيرة ومعها خمسة قروش وطبق مبالغ في قطره تريد أن تملأه بالحمص, فنظر أبو حميد نحو الصحن وقال: تحضرين سفينة نوح ومعك خمسة قروش? إن توزيع الحمص على هذا الصحن يحتاج لفنان تشكيلي. وكانت تلك الحكاية آخر عهده بالصنعة.
(العرب اليوم)