.
-- سامحك الله يا استاذ أحمد فتحت لي جرحا قديما.
-- كنت كثير التردد على اديس ابابا عاصمة اثيوبيا و هي مليئة باطفال الشوارع ..و كنت بعد مواعيدي اجلس في كافيتيريا على شارع بولي رود الرئيسي احتسي القهوة يوميا بعد الظهر و يتواجد امام الكافيتريا حراسا يحملون الخيزران لإبعاد المتسولين .فيقفون على الرصيف المقابل دون تحرك لساعات.
-- و لفت انتباهي طفلة في السادسة او السابعة كانت كل يوم تحدق بي من بعد و تشير بيدها الى قدمها .
-- و في يوم كان برفقتي رجال اثيوبيين فطلبت منهم مرافقي للذهاب و التحدث للطفلة و فهم ما تريد.
-- فقالت لهم ترجموا له اريد حذاء و نظرت الى قدميها فرأيت تشققات تدمي فقلت لمن معي قولوا لها سأشتري لها حذاء و ملابس , فأجابت : اريد حذاء و بدلا عن الملابس اشتري بثمنها احذية لزميلاتي و كان حولها حوالي عشر بنات من عمرها ..فتعجبت من وعيها و روح التضامن لدى طفلة في عمرها.
-- فسألت من معي كم قيمة الحذاء فاجاب نصف دولار اي انني استطيع بخمسة دولارات فقط ان اشتري احذية للعشرة فتيات .. فطلبت من سائق من معي ان يأخذ الفتيات لشراء احذية لهن و عدت الى الكافيتريا انتظر عودتهن .
-- وبعد ساعة عادت الفتيات و كأنهن ملكن العالم فبكيت امام الجميع .
-- وعدت في اليوم التالي في نفس الوقت للكافيتيريا فلم ارى ايا من الفتيات على الرصيف المقابل و كذلك لليوم التالي .
-- في اليوم الثالث رأيت الفتاة و معها رفيقتين و لكن حفاة و مصابات بكدمات قوية ملاحظة عبر الشارع فإتجهت صوبهن فهربن هلعا .. و عرفت لاحقا بأن من يشرف عليهن باع احذيتهن و تعرضن لضرب مبرح لكي يبقين في حالة مزرية تستجلب الشفقة.
-- اكثر من عشر سنوات مرت على الحادثة و كأنها ماثلة امامي .
.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .