أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


أيتها الزهرة الندية... أيتها المرأة. 

بقلم : د.م حكمت القطاونه
17-03-2014 10:17 AM
في غمرة احتفالات تيمورلنك بالنصر وزوجته الملكة في وادي الورود بجانب سمرقند تحيط بهما حاشية من خمسة عشرة ألف خيمة وخيمة ألملكة في الوسط تعلو عن كل وصف وقد طاش البذخ خمرا وذهبا وزينة بحجم انتصارات تيمورلنك، ذلك المستبد المتعجرف الأعرج الذي دك البلدان والقرى والمدن ثلاثين عاما بكعبه الحديدي وأَسال القفار والأودية دما وحَوَّلَ الأنهار إلى اللون القاني القرمزي ثأرا ونقمة لموت ولده 'جيجانجير' ولم يكن تيمور إلا ابن ألعجوز 'تامرلان' التي أنجبته. 
وفي الأثناء حينما كانت الاحتفالات بالمعارك والانتصارات في أوجها وفي لحظة كان يطرب فيها رجال تيمور وفي نشوة الخوف منه والفخر بانتصاراته وتعب المعارك والنبيذ، شنف تيمور أذنيه إلى صرخة امرأة ملتاعة وكأنما أنثى نسر، فيأمر تيمور رجاله بالبحث عنها، فكان جوابهم أن امرأة عربية ترتدي أسمالا بالية تطالب بأن تراه وهو ملك الأرض، فكان أن احضروها إليه ووقفت أمامه امرأة عارية القدمين وقد بَهتت ثيابها من ألشمس، وتناثرت خصلات شعرها حتى غطت صدرها العاري، وكان وجها البرنزي الذي لوحته الشمس ملتفت إلى الملك وعيناها الآمرتين ويدها الممتدة نحو الجبار الأعرج، لا ترتعش وتقول هل أنت الذي قهر السلطان بايزيد؟ فيقول تيمور: نعم ، وقد هزمت غيره ولم أتعب من الفتوحات،فماذا تطلبين؟. 
قالت: استمع إليَّ فما أنت إلا رجل، وأنا امرأة ، أنت تخدم الموت وأنا أخدم الحياة...! لقد أثمت في حقي وجئت لتعوضني عن خطئك وقد قيل لي أنك تسير على الحكمة:'العدل أساس الملك' ...أنا لا أصدق، لكن لا بد أن تكون عادلا لأنني أم. 
أجلسها الملك وهو بين أمراءه وراحت تحدثه: أنا زوجة صياد رمت بنا أمواج الأقدار إلى جزيرة قرب ساليرنو في ايطاليا، وكان لي أجمل ابن في الدنيا. 
همهم الملك المحارب: تماما مثل جيجانجير أبني؟!. 
تتابع المرأة بالعربي: لا يوجد من يساوي ابني في الجمال والذكاء...كان عمره ست سنوات عندما هبط علينا قرصان عربي ورجاله ، قتلوا زوجي وخطفوا ابني ولي أربع سنوات أبحث عنه في كل بقعة من بقاع الأرض...وأنت تملكه الآن لأن رجال السلطان بايزيد قد قبضوا على القراصنة وأنت قهرت بايزيد واستوليت على كل مُلكه، لا بد أنك تعلم مكان ابني ويجب أن تعيده إلى أمه. 
ضحك الحضور والأمراء والقادة والملوك الذين يدعون الحكمة وقالوا: إنها مجنونة !...لكن شاعر الملك وحكيمه المخمور 'كرماني' قال: إنها مجنونة كأم !...وقال الملك الجبار عدو السلام : يا امرأة كيف جئت إلى هنا من تلك الأرض المجهولة عبر البحار والأنهار والجبال والغابات؟...كيف لم يعترض طريقك الوحوش والناس وحوش وأكثر همجية ووحشية من الحيوانات ...كيف تجولت وحدك عزلاء دون سلاح...يجب أن أعرف هذا كي أصدقك وكي لا يمنعني عجبي من فهم ما تقولين!؟...فتقول المرأة: في ترحالي قابلت بحرا واحدا فقط، شاهدت جزائر كثيرة وقوارب عديدة، وعندما يبحث الإنسان عن شخص يحبه تصبح الرياح دائما مواتية، وبالنسبة لمن تربى على شاطئ البحر ليس من الصعب أن يسبح في الأنهار...أما الجبال فإنني لم ألحظها !...فقال كرماني السكير : يصبح الجبل سهلا لمن يحب!. 
وتقول: رد طفلي إليَّ، لأني أمه وأنا أحبه!. 
فكر تيمور وبعد صمت طويل قال للمجتمعين حوله: أنا تيمورلنك خادم الله، أقول ما يجب قوله: لقد عشت سنوات على الأرض تأن تحت وطأة قدمي، وقد ثابرت على تدمير العالم طوال ثلاثين عاما انتقاما لموت جيجانجير، هذا الموت الذي أطفأ شمس ألحياة في قلبي، ولقد حاربني الرجال من أجل الممالك والمدن، لكن أحدا لم يحاربني من أجل الإنسان ولم تكن للإنسان قيمة قبل الآن ..ولم أعرف من هو الإنسان ولم أعرف لماذا يعترض سبيلي. 
....أنا تيمورلنك...خادم الله أقول: أمامي هنا امرأة أيقظت في نفسي مشاعر لم أعرف مثيلا لها أبدا، تتحدث كما تتحدث مع ند لها، لا تسـأل بل تطالب ...وأنا أرى الآن وأفهم لماذا هي قوية، لقد أحبت وعلمها الحب أن طفلها هو شعلة الحياة، ألم يكن جميع الأنبياء أطفالا أيضا، ألم يكن الأبطال جميعا أطفالا ضعفاء ؟!...آه يا جيجانجير، يا نور عيني، ربما قُدرَ لك أن تلهب الأرض وتبذرها سعادة وأنا أبوك خضبتها بالدماء حتى ارتوت!. 
أنا ملك الأرض خادم الله، أقول ما يجب أن تسمعوه: يرحل في الحال ثلاثمائة فارس إلى جميع أركان العالم، وسوف يجدون ابن هذه المرأة وسوف تنتظر هي هنا ومن يُرجع الطفل فوق سرجه سيكون له ثروة عظيمة، إنه أنا تيمورلنك الذي يتكلم هل كلامي واضح؟ هل كلامي مسموع أيتها المرأة؟...فأزاحت المرأة شعرها الأسود إلى الخلف ، بعيدا عن وجهها ، وابتسمت له وقالت: نعم أيها الملك. 
ينهض الملك العجوز المخيف وينحني في سكون أمام المرأة فيقول كرماني الشاعر الحكيم: 
لكن أجمل الأغنيات على الإطلاق لم تغن بعد!***هي أغنية البدء لجميع الأشياء على الأرض!*** أغنية قلب العالم، أغنية القلب الساحر!***أغنية تلك التي نسميها على الأرض الأم!. 
أسألوا النساء وسوف يقلن: 'نعم ، كل هذا حقيقة خالدة، نحن أقوى من الموت ، نحن اللاتي نأتي للعالم إلى الأبد بالحكماء والشعراء، والأبطال،نحن اللائي يرضعن الرجل بكل ما يجعله عظيما!'. 
نعم نحن اللائي ينجبن البطولة ونحن بطلات اليوم والماضي معا، نحن العربيات – بنت الأزور ليلى خالد وتريز هلسه، توجان فيصل، جميله هياش وليس إلا دلال مغربي وريثة عرش تلك المرأة. 
رحم الله غوركي الذي منه القبس، فلو لم يكتب إلا هذه ولم يرد الصراط إلا بها، لغفر الله وهو الأعلم لمعظم عباده!. 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-03-2014 12:21 PM

أخي الدكتور حكمت...تحية وشوقا لكم وللأهل في الوطن الحبيب.
عندما قامت تلك المرأة بقطع الفيافي والقفار للوصول لتيمورلنك ملك زمانه في تلك الأيام كان جل همها هي أن تجد العدل
وبالتالي إنصافها في العثور على فلذة كبدها. فبالإصرار والمعاناة وتحمل المشاق ومخاطر الطريق استطاعت أن تحقق ما تصبوا إليه بالحصول على وعد نفذ في حينه على يد رجل كان الأعظم والأشرس في ذلك الزمان.
لاأعرف مامغزى طرحك لهذه الحكاية في هذا الزمن الذي غطى فيه الظلم العالم كله وليس منطقتنا العربية فقط فمنذ أن بدأت فك الخط والقراءة لم أجد من العدل إلا النذر اليسير مقابل ظلم مهول
ممثلا بشريعة غاب القوي فيها أكل الضعيف .
انظر حولنا لما يحدث في فلسطين وسوريا والعراق ولبنان ومصر وغيرها من بلاد الناطقين بالضاد في المشرق العربي وغربه..انظر الى بلدنا ومطالباتنا بالعدل وإزالة الظلم الذي تجذر عندنا على يد قلة يتحكمون في قوتنا ولقمة عيش أبنائنا ولا من مجيب.
أنظر إلى مايسمى العالم المتحضر وظلم الدول الإستعمارية الإمبريالية للعالم الثالث والرابع وحتى العاشر.
مقابل ذلك ايقضت في قلبي وقلوب من يقرأ مقالتك حب افتقدته منذ سنين خلت
لوالدتي يرحمها الله لأقول واؤكد إن أعظم كائن حي في هذا العالم هي الأم
فتحية لكل أم في عيدها القادم بعد أيام التي يكفيها حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الشريف
(الجنة تحت أقدام الأمهات).

2) تعليق بواسطة :
17-03-2014 09:20 PM

أبدعت دكتور
وكل عام وأمهاتنا بخير

3) تعليق بواسطة :
17-03-2014 09:48 PM

الاستاذ الفاضل الدكتور حكمت تحية لكم وبعد.
المرأة هي الواحة الغناء التي صنع الاخضر من عبق عرقها,,وهي الضعف الذي استولد طاقة القوة ,وهي الحنان الذي تقدح على بلاطة اقسى الصلابة ,
ايعتقد الثمالى بخمر التخلف ان تشبية الجبان الرعديد تنقيصا من قيمتة؟؟؟؟
ان هذة النخلة الباسقة الطارحة لثمار المحبة والرجال الرجال لا الذكور الحماقى لا يوجد ولن يوجد ابدا من يماثلها تربة ونقاء وصفاء وبريق

ليت كل رجال وطني يقبل بمنح امة واختة وجدتة لقب انت كل شىء بوطني لم يلوث ولم يفسد ويسرق ولم تتركي جرح الوطن يخمج

تحية لكي يا ام الرجال

4) تعليق بواسطة :
24-03-2014 09:01 PM

سلمت يمناك دمت ودام هذا الاحساس الرقيق .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012