أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


ملح وسكّر

بقلم : احمد حسن الزعبي
20-03-2014 12:09 AM
مثل حارس يقظ ،يتفقد الأقفال ، ويختبر احكام الأبواب، كنت تحصنين أحلامنا ومناماتنا بمعوذات الليل وقصار السور، ترددين بصوت منخفض سورة «الماعون» وكأنها مسطرتك اليومية التي تقيسين فيها قربك الى الله..
كان للبيت الشرقي رائحة مختلفة،لا ذاكرة لها لأصفها..كانت تنبعث من خشب الخزانة القديمة ، وأرفف النملية الداكنة ، الدهان المقشور قرب الباب وأسفل النافذة القديمة يطلق تجاهنا كائنات من الخيال ، صحيح انه –الدهان- يبدو كجدارية رسمت خصيصاً بــ»الأملشن» لكنها في الواقع جدارية «الطفر» ، رائحة الصوف النفّاذة التي تنبعث من ألحفتنا ، الرطوبة التي تتغلغل في مفاصلنا وفي «فرشاتنا» المرصوفة تباعاً...
كنت تربين الحكاية كما تربينا ، تعتنين بها تقلمين اظافرها ، تمشطين لغتها ، تغضبي منها احياناً كي تطيعك، وأحياناً تعاقبينها عندما تقولين «نسيت آخرها»...فنرجوك وترجوك «القصة» المبتلّة بمطر الليل وضحكاتنا الناعمة تحت الأغطية الشتوية الثقيلة، فتصالحينا على الأحداث حتى نصل حدود النوم..
كان المطر جزءاً من أدواتك...يشتدّ اذا ما اشتدّت نبرة صوتك..ويهدأ عندما تهدأ...وعندما كنت تضخّمين الحروف في مقطع الرعب...كان يستجيب لك الرعد فيقرع عصاه فوق طبل الغمام ، فقط ليجعل قصة امي أكثر تشويقاً وصدقا...كنت أتخيل أن الليمونة المرابطة خلف شباك البيت تنحني لتسمع تفاصيل «الحدوثة» وان الغيم يضحّي بوقاره فيدنو ليصبح ضباباً فقط ليسمع الكلام الخفيف المهموس من الغرفة الشرقية..
تعالي يا غالية نقايض العمر..خذي سنة من عمري وامنحيني طاء طفولتي، خذي عقداً من عمري وامنحيني ليلة شتوية واحدة في البيت الشرقي..خذي نصف قرن ..وامنحيني ابتسامة حقيقة من قلبك لا يثنيها ألم ولا يقمعها وجع ، امنحيني ضحكة صافية تورق من عينيك كما كانت لا يلجمها مرض ولا يعبث بصوتها ضعف...
أعرف أن اكياس أدويتك، وأشرطة العلاجات المزمنة المنثورة فوق سريرك هي باتت قصصك الآن..وأن أبطالك في حكايا «ابو الفول» و»العجوز الزغيرة»..و»خنيفسة» هم ايضاَ يعانون من الضغط والسكري وضعف العضلة وقلة الحركة والقولون العصبي...
تعرفين يا غالية ..منذ ان اصبح «الملح»عليك محرّماً والسًّكّر المسالم مجرّماً...صارت الحياة بمجملها بلا طعم ولا نكهة ...والسعادة تشرب تجرّعاً هكذا «سادة»...باختصار ما العيش بدون أمي «ألقديمة» ...وانت ملح الوقت ..وسُكر العُمر...
تعالي يا غالية نقايض الزمن ثانية ...خذي ما تبقى من عمري ومن تفاصيل الأيام ، واحكي لي قصة - أي قصة - لأنام...فأنا مستودع الضعف يا أمي...أنا سرب هوامشٍ وقبيلة من أرق...انا «الحكّاء» يا أمي الذي يمطر عدوه الف رصاصة...وسلاحه من ورق..

كل عام وانت قلبي...
(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-03-2014 03:14 AM

Allah yotawel 3omrha ya A7mad

2) تعليق بواسطة :
20-03-2014 10:18 AM

الله الله ماأجملك يا أخ أحمد يشهد الله أنك وصفت أمي وغرفتنا وما تحتوي من فرشات ولحف وخزانة ونملية خير وصف وكأنك تعيش معنا ..نعم تخيلت المشهد بعد أن أعدتني الى طفولةجميلة خلت نفس أمي ونفس أخوتي ونفس الحكاية عدا أنك لم تذكر شيئا عن والدي الذي كان يدافع عن فلسطين عسكريا عربيا أردنيا في كتيبة المدرعات الأولى .
حكايتك عن أمك يا أخ أحمد هي حكاية كل أم أردنية لكنك غطرشت عن الوالد
حمال الأسية لكن ماذا نقول نحن الأباء
حظنا هيك حتى إسلامنا الحنيف فضلهن علينا...تحياتي لك أيها المبدع.

3) تعليق بواسطة :
20-03-2014 11:56 AM

to tayel albashabsheh


you are as great as ahmed h.alzub'i

your comments are very mature and nationalist - well done - may god bless your father and all who fell proudly deffending palistine

4) تعليق بواسطة :
20-03-2014 12:43 PM

شكرا على تعليقك الذي أشدت به بي وماذكرت في تعليقي على المقالة هو حقيقة وواقع جميل عشناه كعائلات أردنية الأم فيها تقوم بدور الأب والأم برعاية الأبناء لأن الأب لايحضر لبيته إلا مرة واحدة في الشهر. ومقالة الأستاذ أحمد ماهي إلا مرآة عكس فيها حياة مجتمعنا الأردني آنذاك حيث أن معظم آبائنا كانوا في فلسطين كجنود في الجيش الأردني والبقية القلة من كبار السن هم فلاحين ومربي ماشية.
فخرا لنا ما قدمه الآباء لأجل فلسطين الحبيبة وثراها الطهور.
والشكر الوفير لك أخ ماجد.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012