أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


عبادة الأوثان

بقلم : د.م حكمت القطاونه
26-03-2014 10:34 AM
ألمركز، حفرة - (جرن) منحوتة بعناية في وسط مساحة صخرية صلبه زَلقَة، وسط غابة وحشائش كثيفة، ينتصب في هذا الجرن جذع شجرة ثقيل وسميك وقطره يساوي أو ينقص مليمترات قليلة عن قطر الجرن ليشكلا معا ذكرا منتصباً في أنثى وتحته وحوله حشائش وقش يابس.
جذع آخر أقل وزنا وضخامة مثبت على الجذع الأول على ارتفاع يكاد يصل إلى مستوى صدر الإنسان بشكل مُتصالب بواسطة دُسر كما في سفينة نوح ، مربوط بإحكام بخيوط من القنب والليف النباتي وخيوط من جلود حيوانات متوحشة بطريقة تشبه تثبيت (قربوس الوثر أو السرج) وليعذرني من لا يفهم معنى القربوس والوثر، ولأبناء 'دابوء' ومغاريب عمان أشرح : فالقربوس هو حنو السرج ويعني مَجمَعْ مقدمة السرج الصلبة البارزة للأعلى، أما الوثر فهو عبارة عن خشبتين منفرجتين في الوسط ومجتمعتين بطرفيهما بقربوس خشبي مجتمع بكتلة علوية ومنفرج في الأسفل إلى قائمتين، انفراجا يناسب عنق الحمار، وفي الطرف الآخر بواسطة دُسر وحيد وخيط جلدي أو مرسة، ويُثبت الوثر على ظهر الحمار بواسطة أحلاس تمر من تحت الذيل وحزام حول البطن، ووظيفة الوثر هي عبارة عن شصي مقلوب يوضع فوق الحمار أو البغل ريثما يُحَمَّل عليه حملا ثقيلا كواقي للحمل أولا وثانيا لظهر البهيمة وفي كليهما واقي صدمة.
نعود كي لا نبتعد عن المشهد،... يُمسك بطرفي الصليب مجموعتين من أجلاف الرجال الأشداء مفتولي السواعد حفاة وعراة لا يلبسون إلا وزرة صغيرة من جلد الماعز تخفي العورة فقط.
ليس بعيدا عنهم يجلس رجل كهل مُهيب، في خيشومه خَدَمَة-حلقة، على رأسه أكليل أو تاج مزين بخرز وأحجار كريمة وريش طواويس، إنه زعيم القبيلة والكاهن معا أو ربما هو الملك والرازق بالنسبة لهؤلاء الجهلة، يُرسل السماء عليهم مدرارا ويُسَيّرُ الغيوم، والرعد والبرق مما صنعت يداه، يرزقهم بمكارمه، ويغيثهم حينما يتوجهون له بالدعاء ويُشفي مرضاهم، يساعدهم ويباركهم في أول ليالي زواجهم حين يُزفون إلى عرائسهم ألأبكار فهو الخازق الرازق، يجلس هذا الكهل المُهيب على عرش وكرسي مرتفع يمكنه من الإطلاع على كل صغيرة وكبيرة في الميدان، وحول الميدان دوائر من رجال القبيلة ممسكين رماحهم ريثما يبدأ الملك بدق الطبل بشكل راقص فيبدأ الرقص بشكل شعائري صوفي على أنغام طبل الملك الكاهن، ويبدأ الرجال في الوسط بدفع الصليب من الجهتين بحيث يدور الجذع الثقيل داخل الجرن مصدرا نتيجة الاحتكاك حرارة، فتشتعل الحشائش والأعشاب ومنها القبس وبها يطهون طعامهم وبها يصطلون ويحرقون تعاويذهم وقرابينهم للملك،... ناره التي هو وليس غيره وبركات طبله من خلقها أثناء خدران الجميع في الرقص الجنوني والدوران حول الجرن والملك، الملك الذي ورث هذا الكار والقداسة من أجداده الأوائل.
قبل أن يبدأ الكاهن الشيخ طقوس ذلك اليوم يدلف إليهم رحالة من العالم الآخر ينتعل حذاءا من نوع سلمندر وقميص نوع جرسيه، مفتوح عند صدره قليلا يخفي عيونه بنظارات شمسية ويلبس شرت جينز نوع لوكاست/ التمساح ويعتمر قبعة كاوبوي فيستقبله الشيخ ويجلسه بقربه ويحتفي به ضيفاً عزيزاً.
ينظر هذا المتحضر إلى العملية الشاقة والجهد الكبير الذي يُبذل والوقت المصروف هباءً لإشعال النار، فيتناول بيده ضمة حشائش يابسة ويُخرج سيجار من النوع الذي لفته عذارى هافانا على أفخاذهن ويُخرج من جيبه ولاعة رونسن ويُشعل القش في يده، ومن القش يُشعل سيجاره، فيأمر الكاهن الملك باعتقاله فوراً وحبسه وصلبه وتحت دقات الطبل وخدران شعبه يُحرقه ويقتله كي يخفي سره ويبقي سطوته وقيمة سحره وعظمة شأنه.
ليس ما أوردت دعاية لولاعات رونسون، فلقد انهزم رونسون الغربي أمام 'قرمز ونقي' وأمام إصرار 'تونج يونج دو' الصيني وكل شيء بعشرة قروش وحتى المواطن في وطني بأقل من ذلك- 'بشلن'!، لكن ثمة إسقاط وثمة تناص في وطني وثمة جرن في طرف الصحراء وثمة قبيلة في بادية الشام عاكفة على عبادة الأوثان وثمة سامري يصنع عجلا جسدا له خوار من تَنَك القوم وعذاباتهم ولله في خلقه شؤون!.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-03-2014 12:06 PM

مقالك لا طعم ولا رائحه كاالعاده انتبه الى عملك افظل لك

2) تعليق بواسطة :
26-03-2014 01:19 PM

مبدع وعميق وعلى الصنم دوز دغري

3) تعليق بواسطة :
26-03-2014 01:57 PM

ابدعت

4) تعليق بواسطة :
26-03-2014 04:05 PM

أما ما تحت الوثر يا دكتور وحتى لايتأذى الحمار توضع المرشحه وهذه تبدأ من نهاية الرقبه وتمتد الى الخلف حتى الجعابير ،الان فوق المرشحه توضع المرماه وهي تغطي من منتصف الظهر وحتى جعابير الحمار ،الان يرتكز الوثر ويركب عليه ثم يمسك في القربوس إن دعت الضروره ، دكتور هي ذكريات تضحكنا ، ولكن متى كان الضحك ينفعنا.

5) تعليق بواسطة :
26-03-2014 05:00 PM

أخي العزيز الدكتور حكمت ..تحية وشوقا
عبادة الفرد عند بعض ربعنا كعبادة الله
وربما بعض البعض يقدمها على عبادة الله عزوجل ..الفرد يصلي يصوم يزكي ويقوم بعباداته لأجل أجر يبتغيه كالجنة مثلا
وليتقي سخطه وعذابه ليسلم من جهنم.
وبعض ربعنا يسحج على الطالع والنازل
وتجده منتفخ الأوداج في كل مجلس يدافع عن
سيده ويعتز ويفتخر بعبوديته له طبعا
لأنه إما منتفع أو ينافق لأجل منصب أو جاه..وبعض البعض يسحج لمجرد التسحيج
وغالبا ما يكون غايب فيله لايدري ماذا يحصل وسيحصل للوطن إذا استمر الحال على هالمنوال وللأسف هؤلاء غالبية شعبنا من ما يسمون الأغلبية الصامتة وليتهم يبقون كما يسمون فالكثير منهم يتصدى لأي أحد يحتج على الوضع ومن هو مزوق ويدعي الفهم والنصح يقول لك تريدنا مثل سوريا
يكفينا الأمان الذي نحن فيه.
أذكر موقف لوالدي يرحمه الله وهو من الصنف الثاني أنني واقارب لي من الشباب المثقف حينذاك كنا نسهر عنده في البيت ونتكلم عن وادي عربة الإتفاقية ولم يكد يجف حبرها آنذاك وكانت الأغلبية من الشباب ترفضها والسجال على أشده والختيار يرحمه الله صامت وفجأة أشار بيده سكوت فصمتنا ننتظر تعليقه فقال (أنتم مثل فسيسي عشجرة)قوموا من هان والله مايظل واحد بهالدار ماظل غير انتو ياهمل تنتقدوا سيدنا .والفسيسي لمن لايعرفه عصفور لايتجاوز طوله 4أو 5سم ووزنه بالغرام فكيف به أن يؤثر على شجرةعملاقة..؟؟
وغالبية شعبنا يابوعمر رأيها كرأي الوالد وهكذا سنبقى كما نحن إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا وستقع الفاس بالراس وعندها لن ينفع الندم .شكرا على الإبداع إسقاط جميل وتناص رائع
حييت أباعمر.

6) تعليق بواسطة :
26-03-2014 11:25 PM

الناس طلعت على القمر واحنا لسا بنحكي في ساليف طرما

يا ريت تكتب شيء يستقيد منه الناس لانه كل كلمه بدها شرح وتوضيح هذا يعني انك تنقل كلام لا تريد احد ان يستفيد منه
فقط كي تظهر انك بارع في الكتابه مع العلم ان معظم ما تكتبه وكذلك القصص اطلعت عليها قبل عده سنوات في كتب متفرقه ومعظمها من كتاب واحد


يا ريت يا دكتور تكتب في امور نستفيد منها وحتى يفهما الجميع المتعلم وغير المتعلم
حتى ان شرحك الى ابن عمان للسرج والوثر والقادم لن يفهمه حتى لو رسمته له

انصحك ان تكتب بلغه عاميه بسيطه ليفهمها الناس كافه من عمان وغيرها

وابتعد عن الفصاحه الزائده والفلسفه التي لاطعم لها الوثر والمرشحه وغيرها ليست كلمات فصحيه لكن قد يعتبرها ابن عمان فصيحه

انت دكتور اكتب بما يناسب شهادتك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012