|
|
أوباما هنا وأوباما في أوروبا!
بقلم : طارق مصاروة
29-03-2014 01:41 AM حتى نضع أصابعنا على الملامح والقسمات الحقيقية للسياسة الاميركية في المنطقة, فإن علينا أن نسمع خطابات الرئيس اوباما في اوروبا.. لا في جامعة القاهرة, ولا غداً في الرياض, فالاميركيون لا يستطيعون بيع الكلام على حلفائهم الاوروبيين كما يبيعونه علينا!! آخر كلام الرئيس اوباما في بلجيكا كان اوضح من واضح بعد أن تجاوزت تهديدات الاوروبيين الخط الذي يمكن ان تذهب اليه واشنطن في قضية الروس, واوكرانيا, وشبه جزيرة القرم!! اوباما يقول - وانا انقل من النص - ان الاستفتاء في القرم كان ضعيفاً.. ضعيفاً ولم يقل غير شرعي. وفي هذا ما يشبه ما قاله الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان حين نزل درجة: لا نستطيع القول ان المستوطنات غير شرعية!! انها فقط تعرقل عملية السلام!! وأوباما يقول للاوروبيين: الحكومة في اوكرانيا يجب أن تتخذ ما تراه مناسباً.. لم يقل ان الحلف الاطلسي او المجلس الاوروبي يجب أن يتخذا ما هو مناسب لمعالجة السطو الروسي على شبه جزيرة القرم. وهذا معناه ان الخلاف مع الرئيس بوتين ومع روسيا يجب ان لا يكون خلاف اوروبا او الاطلسي مع الروس. ثم يتراجع الرئيس اوباما اكثر فيقول: ان على الرئيس بوتين أن يقرر لكننا لم نضع قضية اوكرانيا في حرب باردة مستعادة!! وخذوا الثالثة. يقول الرئيس اوباما بكلام واضح انه لا يعتقد أن روسيا قوة عالمية.. انها كما يقول قوة اقليمية!! قد تكون داخل الاقليم الاوروبي او داخل الاقليم الاسيوي. ولكنها ليست قوة عالمية. وهذا كلام جديد قد يفسر التوافق الاميركي - الروسي (والصيني) في قضية النووي الايراني, وقد يفسر بعض التوافق في معالجة الاسلحة الكيماوية السورية.. وشبه التوافق في المذبحة الكبرى في سوريا. ندعو الى قراءة متأنية لما قاله الرئيس الاميركي في مؤتمره الصحفي الاوروبي. ونعتقد أن هذه القراءة ليست رياضة ذهنية وانما لنطابقه مع ما سيقوله الرئيس في الرياض اليوم أو غداً. فالرئيس هنا - كما قلنا - ليس هو بين حلفائه في اوروبا او في اليابان!! فهو سيقول كلاماً كثيراً في الموضوع السوري لكنه سيبقى يمارس سياسة التعامل مع سوريا على انها قضية ارهاب!! وسيبقى يقول كلاماً يصب فيه الماء البارد على «عملية السلام» بين اسرائيل والفلسطينيين. وسيؤكد استمرار دعم استقرار الخليج العربي. فهنا الاسطول الخامس بقيادته وقطعه المؤثرة.. وعلى باب المندب هناك حاملتا طائرات, وقواعد اخرى جوية على جزر عربية. وسيتحدث عن خطورة السلاح النووي في ايران.. لكنه لن يمس هجومها المذهبي على المنطقة الممتدة من جبال بختيار حتى ساحل المتوسط. فالصراع المذهبي هو مهمة العرب والايرانيين.. ليس مهمة الولايات المتحدة!! قد تحفزّنا زيارة اوباما للرياض, للخروج من المعادلة المستحيلة: الرفض العربي للوجود الاميركي, والاعتماد في الوقت ذاته على اميركا في حل مشاكل المنطقة!! (الراي)
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|