|
|
|
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
ذاكرة البابونج
بقلم : احمد حسن الزعبي 30-03-2014 12:29 AM ما زلت أفكر جديّاً برفع قضية أمام «اليونسيف واليونيسكو» معاً على من وضع المناهج الدراسية ومن دققها ومن طبعها ومن جلّدها منذ ربع قرن حتى الآن..لأنهم جميعاً شركاء في خدش الطفولة و»تغبيش» الواقع وتعميق الانفصام الشخصي.. «صف رحلة قمت بها بفصل الربيع»! عنوان مقترح في إحدى الصفحات الداخلية في كتاب العربي للصف الخامس..والمعلم – من كل عقله- يفلق الطبشورة ويكتب على اللوح نفس العنوان «صف رحلة قمت بها بفصل الربيع»!..ويطلب منا أن نكتب في حصة التعبير شعورنا بهذه الرحلة الجميلة !. ترى ماذا اكتب لهم؟ وانا منذ ثلاث سنوات لم أجرّب الخروج من بوابة الدار الا لاستقبال جابي الكهرباء أو رفع الغطاء الحديدي عن ساعة المي !..ماذا اكتب لهم؟ بان ثقافة «شمّة الهوا» معدومة تماماً في قاموسنا ..وأن أقصى رحلة قمنا بها هي حول سور بيتنا حيث كان هناك سباق محموم بيننا وبين بقرة الحج قاسم الخلف على «أبيات الخبيزة الطرية» وبعض «الخرفيش»، ماذا اكتب لهم عن فصل الربيع؟ أنني دهشت تماماً أثناء «رحلة السور» عندما وجدت فردة «شبشب» قديمة لي عرفتها من السلك المعدني المخيّط بها مثل «الثنية» في الفم، كما وجدت صحن «ميلامين» مثقوب من الوسط كان مخصص في مائدتنا للبيض المسلوق..ماذا اكتب لهم ؟ أن كمية البابونج الهائلة التي كانت تنمو بجانب السياج الغربي لم تكن لتنمو بهذه السرعة وبهذا الطول الفارع لولا أفضال طلاب المدارس «المزحومين» الذين كانوا يسقون البابونج والجدار بـ»اليوريا» الطازجة.. ترى ماذا اكتب لهم؟ ..في بداية التسعينات أفلتنا ذات ربيع من كل الحجج العائلية التي كانت تساق علينا «اليوم غبرة»..»لدّ الجو ..ذبان وقارص»..» عيب.. في ميّت بالعشيرة»..»العشبّ عصّى «..»هسع سعد الخبايا السهل مليان بواهش»...قلت أننا فلتنا من كل الحجج وتوجهنا إلى أرضنا الشمالية ..بصراحة لم تكن رحلة مدهشة على الإطلاق، بل انها تفتقر لأهم أساسيات الرحلة..سواء من حيث الأدوات أو السلوك..أخذنا «سخانة شاي»..وكيس فيه «بردقان بلدي مجلّد»..بعد أن تيأس من تقشير البرتقالة تأكلها بقشرها ثم تخرج البذور الواحدة تلو الأخرى مثل طلقات «البامبكشن».. كلما تحرّك طفل «تع جاي لا يلاقيك اشي»؟ وكلما تمرّد صبي « تبلشش بالحدايد لا يكون لغم».. على أي حال..تحاول التحرر ولو قليلاً لتشعر انك خرجت من قفص الاسمنت الأبدي...فيناديك مضجع ..»وين بدّك»؟..فتخلع حفايتك وتعود..فقط متاح لك أن تتفرّج على شتلة شوك قريبة وتشاهد بعض العصافير الدميمة وكأنها فئران طائرة وتشتم رائحة عجلات السيارة ..تبقى في نفس المحيط الترابي المربع خوفاً من أن « يلاقيك اشي...ولا تكتشف ما هو حولك خوفاً أن يثور فيك لغم»..حتى تسكب آخر نقطة من «السخّانة» ونعود حيث أتيت! منك لله يا من وضعت تلك المناهج!. ** المشكلة الكبرى ، أن «الذهنية الأهلية» بقيت كما هي منذ زمن البابونج الى زمن الربيع العربي ...كلما تحركنا وحاولنا ان نخرج بما نحن فيه ...نواجه بعبارة: «لا يلاقيك اشي»!. (الراي)
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
30-03-2014 12:36 AM
 ولا انسى عصا المعلم في الرحلات المدرسيه والتي كان حريصاً على ان يأخذها معه في تلك الرحلات لتحقيق الامن وكله لصالح الوطن.
2) تعليق بواسطة :
30-03-2014 08:29 AM
والله يا زعبي انك طماع .بدك رحله وشمة هوى .اذا الواحد مش قادر يصل ارضياته بالبلد ولا حتى المشاركه بافراح واتراح قرايبه الا ما ندر .الشهر الماضي توفي قريب عزيز ذهبت للتعزيه وبعد ذلك مريت على قطعة ارض النا لقيت متعهد طرق مكوم بيها قلابات من الحصمه ودون حتى علمنا او رضانا وتقلي بدك بابونج كيف بده يصير من الرمل والغباير اذا شجر الزيتون قلب لونه ابيض .اذا تنكة البنزين التعبانه حقها 16 نيره واقل رحله بدها نص تنكه والجاجه حقها اربع ليرات وكيلو اللحم ب 12 دينار .يعني الرحله بدها نص موازنة الشهر .بقدي يا زعبي انك عايش بالسويد ومش عاجبك .انت بالسويد اولا ؟؟؟
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق