أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


هل الدين حاضـر في حياتنا حقا ..؟

بقلم : حسين الرواشدة
04-04-2014 12:25 AM
لا يمكن ان نصدق بأن للدين حضورا حقيقيا في حياتنا ونحن نتابع هذه الفصول المخجلة من حكايات الفساد ونهب المال العام وتجاوز الصلاحيات ومن غياب الحريات وحقوق الناس وغيرها من المفاسد التي ترزح تحت وطأتها اقطارنا العربية، اذْ كيف يمكن ان يكون “الدين” فاعلا وان يكون خطابه مقنعاً ومؤثراً وان تكون صورة “تديننا” صحيحة وبلداننا تغرق في وحل التراجع والتخلف، وامتنا تعاني ما تعاني من ظلم وهزيمة وانحسار.
صحيح ان شعوبنا - في معظمها - متدينة بالفطرة، وصحيح ان “اشواق” الناس نحو تطبيق الاسلام في تصاعد مستمر، وصحيح ان لدينا “دعاة” وخطباء ومنابر ترتفع فوقها اصوات المطالبين بتحكيم الشريعة، وباشاعة العدل وبالانتصار للورع والتقوى، ولكنها كما قلت اصوات ودعوات وكلام عابر للآذان ووظائف يقوم بها هؤلاء دون ان تفعل فعلها في قلوب الناس وعقولهم ودون ان تؤسس لوعي “حركي” او نهضة جماعية او ارادة تدفع الناس الى “التغيير” او تحشدهم لفهم الدين الصحيح وتطبيقه ايضاً.
علينا ان نعترف بأن “الدين” ما زال غائباً عن حياتنا، وبأن “تديننا” لا يتجاوز “الشكل” والوظيفة، وبان “ورعنا” ما زال كامنا في القلب ولم يخرج الى الجوارح، وبأن فهمنا للدين وقيمه لا يختلف عن فهم غيرنا لقواعد “النحو” في لغاتهم، وعلينا ان نعترف - ايضاً - بأننا سجنا القرآن في الغرف المغلقة، وبأن علاقتنا مع الاسلام لا تقوم على “التفكر” والتعقل وانما على العاطفة فقط، وبأن نسخة “الدين” التي نتفاخر بها ونستهلكها “ونتنابز” بها حضارياً مع الآخر هي نسخة مغشوشة، حتى وان كنا نتبرك بها ونقدسها بين الحين والآخر.
ان السؤال عن حضور الدين في “المستجدات” الراهنة وعن دور مؤسساتنا في اعادة الوعي للشعوب وبعث ارادة التغيير فيها يكشف جانباً من الحقيقة المرة التي أشرنا اليها، فقد تحول “الفاعلون”-معظمهم ان شئت الدقة - في حقولنا الدينية الى ادوات طيعة لثني الناس عن الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم، واختار بعضهم ان يرفع “فزاعة” الفتنة باسم الدين لتخويف الناس من الاصلاح، ونجح آخرون دخلوا على خط “التدين” المغلوط في تشويه صورة الدين والاصلاح معاً.
ولم يتوقف الامر - للأسف - عند هذا الحد، فقد انشغل آخرون بالجدل حول “الدولة” في الاسلام: مدنية أم دينية، اسلامية أم علمانية، فيما غابت قضية الحرية والديمقراطية عن الواجهة، وفيما استبدل الانسان (بحقوقه وكرامته) كموضوع مفترض للنقاش، بشكل الدولة وطبيعة نظامها، وكان بناء العمران مقدم في الاسلام على بناء الانسان.
لو كان الدين حاضراً في حياتنا فعلاً، ولو كان الدعاة اليه حقيقيين ومخلصين، ولو كانت مؤسساته قائمة على “التقوى” لما وصلت مجتمعاتنا ودولنا الى هذا الدرك من الفساد والظلم والعدوان، ولما اضطر الانسان في بلادنا الى الخروج للشارع للمطالبة بحقوقه، ولما اضطرت الحكومات الى التنازل تحت ضغط هذه الاصوات، هذه التي خرجت من الشوارع ولم تخرج للأسف من حناجرالدعاة ولا من فوق درجات المنابر او من دروس الوعظ والارشاد.
(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012