أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


مولانا الشيخ «يطير » في السماء..!!

بقلم : حسين الرواشدة
06-04-2014 12:25 AM
في خطبة الجمعة أمس بشرنا مولانا –ايده الله- ان العالم سيسقط قريبا تحت “اقدام” المسلمين ، وان موعد “تحرير” روما قد اقترب، ولم ينس – حفظه الله- ان يذكرنا بأن “الديمقراطيّة” بدعة شيطانيّة ، وبانها مجرد افراز للاكثرية الغوغائيّة، وأن الدين قادم وأمره وحكمه هو الواجب.
هذا بالطبع جزء من خطاب يتكرر على ألسنة دعاتنا ومن فوق “منابرنا”، وهو يعكس فهما مغشوشاً للدين، واحساساً عميقا بعقدة “النقص” واستعداداً للإجهاز على الاخر باعتباره نقيضاً لنا، كما انه يعبّر عن نمط التفكير الاختزالي الذي يعتقد ان كل ما انجزه العالم مجرد “اهواء” وضلال، وان هدفه هو “اغواؤنا” لكي نتنكب الصراط المستقيم، هذا الصراط الذي لا يعرفه الا المسلمون فقط.
لدى بعض المسلمين اعتقاد بأنهم اوصياء على هذا العالم، وبأنهم “الاخيار” الوحيدون فيه، وبالتالي فإن مهتهم هي انقاذه من الكفر الذي دمّره،حتى قبل ان ينقذوا انفسهم من “التخلف” الذي هم فيه،ووفق هذا التصور “الاستاذي”، فإن هؤلاء الذين يمثلون “صوت الحق والايمان” (وحدهم بالطبع) لا يتعاملون مع “المنجز” الانساني باعتباره “هبة” الهية وكسباً بشرياً يتوافق مع سنن وقوانين الله في الكون، وانما يتعاملون معه باعتباره “فتنة” او “بدعة” لا يليق “بالامة” الاسلامية ان تستفيد منه،ولا ان تأخذ به، بل يجب عليها ان تتعالى عليه وتسعى لانهائه، لانه برأيهم نقيض للدين،لا لسبب الاّ ان من “ابتكره” هم “الكفار” وهؤلاء ليسوا “عيال” الله وليسوا جزءاً من الخلق الذي انتدب لعمارة الارض.
الاعتزاز بالدين مسألة مطلوبة ومشروعة، والقيام بمهمة “الهداية” من منطلق التعريف بالدين وواجب الدعوة اليه بالتي هي احسن أمر مفهوم، لكن هذا الاعتزاز وتلك المهمة البشريّة لا يجوز ان تستندا الى منطق “انكار” ما في الكون من خير وما لدى الاخرين من “انجاز” كما لا يجوز ان يصدرا من دائرة “الشفقة” على الاخرين، وحشرهم في زاوية “الضلال” المبين وتوعدهم بتحريرهم من انفسهم، او الاستبشار بفتح “بلدانهم” لاخراجهم من ضنك الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة رغماً عنهم.
مشكلة بعض الذين يتصدرون “منابر” الخطاب الاسلامي، انهم يتعاملون مع نصوص فقهية وبشرية مكتوبة، وليس مع وقائع منثورة ومنظوره في هذا الكون،فهم يعتقدون ان العالم مازال مقسوماً بين دار كفر ودار إيمان، وبأن الايمان محصور في فئة دون اخرى، وبأن “الكفر” ليس واقعا بمشيئة الله، وانما بسبب تقصيرهم في هداية “البشر”، وياليت ان هذه الهداية مرتبطة بتقديم نموذج “الاسلام” الصحيح او الايمان الحقيقي وانما مرتبطة بأذهانهم في “الفتح” بالجهاد والقتال.وبإنزال احكام الله كما يفهمونها على البشر دون النظر الى واقعهم ودون الاعتراف باختلافاتهم، ودون الاعتقاد بأن الحرية تسبق الشريعة، وبأنه لا اكره في الدين ولا في الدنيا ايضاً.
يتنافس اتباع الاديان الاخرى في تقديم افضل مافي معتقداتهم من قيم انسانية، فيما يصر اخواننا الدعاة على تقديم الاسلام في صورة “الفارس”الذي يريد ان يحرر الانسانيّة من جهلها وضلالها، وتقديم المسلمين في صورة المتربص بكل ما انجزه العالم للانقضاض عليه، وهي افكار تذكي حدّه الصدام مع الآخر، وتدفعه الى “الخوف” من الاسلام ومعاداته والتوجس من دعاته،مع ان الاسلام في حقيقته خطاب للبشر وبني آدم وللمؤمنين لا للمسلمين فقط، ومع ان الحوار فيه ليس محدداً في ايّ موضوع، وانما مفتوح على كل شيء، حتى على وجود الخالق عزّ وجلّ، ولا يوجد من هو ممنوع من الحوار، حتى الشيطان نفسه، وهذا يعني ان العلاقة بين الدين والانسان – في خطاب القرأن- علاقة حوار واقناع بالحسنى والاحسن دائماً،وليست علاقة صراع وصدام وانقضاض وانكار ورفض...ومع ان المسلمين –في الواقع- هم جزء من هذا البشرية (20% من سكان الارض) وشركاء في حضارتها الانسانيّة، وبالتالي فإن مهمتهم تتعلق”بالتدافع” في الارض كشهداء عليها، والشهاده تقتضي التمايز لا التناقض، وتقديم النموذج الفاضل لا تهديم النماذج الاخرى الصالحة، والقيام بواجب العمارة لا التبشير بتدميرها لاقامة حكم الله عليها.
باختصار نحن –كمسلمين- تنعلم من العالم وقد نعلمه، ونشارك معه ولسنا اوصياء عليه، نحن جزء منه ولسنا مهيمنين عليه، وفهمنا للدين لا يخولنا ابداً بأن نرفض وننكر ما لدى غيرنا من خير وجمال وانجاز، ونحن لا نواجه العالم بسيوفينا او جراحاتنا ومظلومياتنا، وانما بما لدينا من طاقات ايمانيّة وقيم انسانيّة، تحضنا على ان نكون اقوياء واعزاء وسمحاء، وعلى ان نقدم انفسنا للعالم كتلاميذ يبحثون عن الحقيقة لا كأساتذة...وكشركاء على هذه الارض لا “كمنتدبين” عن الله تعالى فيها..فنحن جميعاً بشر ولا فضل لأحد على أحد الاّ “بالتقوى” والعمل والانجاز
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-04-2014 01:35 AM

مقال في قمة ما يمكن ان يقال في واقعنا المؤلم
للأسف فان كثيرا منا لا يكلف نفسه عناء الفهم والتبصير لما يدور من حولنا
شكرا للكاتب الكبير حسين الرواشدة

2) تعليق بواسطة :
06-04-2014 11:22 AM

طيب شو رأيك بترهات العلمانيين واكاذيبهم ؟ ودجلهم ؟ وخياناتهم ؟ ونخلفهم ؟
نصوص فقهية بشريه مكتوبه ؟! وانت حضرتك مش بشر ؟ يعني نصوصك هي المنزله ؟!
بعدين الله عز وجل هو الذي قسم الناس مؤمن وكافر . ولا انت عندك اعتراض ؟!
بعدين انت ارحم بالعباد من خالقهم ؟
هذه اسمها فلسفه فارغه وعلاك مصدي على راي اخوانا السوريين .
بعدين تنتقد الوصايه على الناس !! وفي ذات الوقت انت نصبت نفسك وصي على الدين والناس والكفار !!
مش تسكت احسن الك والنا .

3) تعليق بواسطة :
06-04-2014 02:03 PM

Nice article about an important subject. Thanks to Mr. Rawashdah for his courage addressing this important issue

4) تعليق بواسطة :
06-04-2014 03:59 PM

اعتقد ان المقال فيه نوع من المبالغة والغلو وايضا نوع من الوصاية - كالتي يتحدث عنها الكاتب نفسه - والانتقاد لافكار الاخرين ...
ما المشكلة في المحاولة ان تكون وصيا على الناس جميعا ...؟؟؟ ما المشكله بالشعور بالتميز والرغبة بالريادة وقيادة العالم ...؟؟؟ هل الطموح اصبح عيبا او حراما ...؟؟ ثم ان تقافة الشعور بالتفرد والادعاء سبقنا اليها العالم اجمع ، الم يدّعي اليهود - ولا يوزالون - انهم شعب الله المختار ...؟؟؟ الا يعتز الامريكي بحضارة الكابوي - التي ظهرت قبل اسبوعين - ويحاول السيطرة وفرض ثقافتة على العالم ...؟؟؟

5) تعليق بواسطة :
06-04-2014 08:26 PM

مقال روعه

6) تعليق بواسطة :
25-05-2014 11:36 PM

مقالة روعة و منطقية و التزمت و التعصب و انكار الاخر هم اللي و صلونا الى ان نكون ارهابيين في نظر العالم
حتى القرآن الكريم ما انكر الديانات و الكفر لما قال سبحانه و تعالى "لكم دينكم ولي دين" صدق الله العظيم
الديانات و الثقافات الاخرى موجودة و من حقها و حقنا العيش و التعايش

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012