أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


هلا معلّم

بقلم : ماهر ابو طير
11-04-2014 01:43 AM
افوز يوميا بأكثر من عشرين لقبا،وفقا لحالتي وتقلباتي النفسية،ووفقا لعين من يشاهدني،فمن سائق التاكسي الذي يكبرني عمراً فيخاطبني قائلا اهلا حجي،وصولا الى بائع الخبز الذي يقول لك هلا عمي،وهو اكبر مني بعشرين عاماً.
لا تعرف كيف يتم اختيار الالفاظ في المخاطبات،فالصبية في مكان عملها تخاطبك وانت الاربعيني قائلة «اهلين عمو» فيضطرب وجدانك،اذ تتذكر انك بدأت تشيب،على الرغم من انك مازلت تظن انك عشريني يهرب من المحاضرة في الجامعة!!
في مرات اخرى يخاطبك آخر قائلا «اهلا خال» فتجمع عدد اخوالك الذين اكتشفتهم خلال العام،فإذ بهم الف خال،فيالها من عائلة ممتدة مباركة،وذريتها تجوب بلاد الشام وكل الهلال الخصيب،وجنوب الجزيرة.
في دول عربية اخرى لا تتم مناداة اي رجل لايعرفون اسمه،الا بلقب «محمد» وهذه خير وسيلة،فكل من لا تعرفه في تلك الدولة هو «محمد» حتى تعرف اسمه،وتناديه به،باعتبار ان هذا الاسم مقبول وقاسم مشترك بين الجميع.
تذهب الى احدى الفضائيات لتشارك في برنامج صباحي فتتم مناداتك بلقب استاذ،وعند الخروج تشتري القهوة من اقرب محل فيخاطبك الشقيق الوافد بكلمة «يا معلّم» وكأنني صاحب محل للجزارة.
بعد ساعة،قد يتصل بك من يحدثك باسم ابنك،وبعد الظهر تنال حصتك،في لقب جديد،اذ تقابل من يناديك بلقب الشيخ،من باب التكريم والاعتزاز،معتبرا انك شيخ ابن شيخ.
هكذا لا يمر اليوم،الا وقد حزت على عشرين لقبا،فتنام وانت لا تعرف من تكون،فتقلب الالقاب ذات اليمين وذات الشمال،فتصحو من غيبوبتك وقد سمعت صوت الجار مبكرا يناديك بصوت مرتفع قائلا: يا جار،فتضيف اللقب الى قائمة الالقاب الممنوحة لك.
احيانا يتم صرف اللقب بناء على الانطباع،فاذا كنت مرتديا لباسا رسميا كانت حصتك في اللقب مهيبة،من طراز «هلا سيدي» فاذا كان لباسك نهاية الاسبوع متواضعا فوضويا بنطال جينز وقميص ابيض،ظنوك،شخصا آخر فيقال لك «هلا اخي».
مرات يقال لك «يارفيق» وانت خارج للتو من صلاة الجمعة،ومرات يقال لك «يا ابن عمي» والذي امامك لا يمت لك بأي صلة قربى.
القصة تنطبق على وجهك وراحتك،فمرات تبدو كبيرا في العمر فيصرفون لك القابا من باب تمني حسن الخاتمة،ومرات يرونك شابا،فيراعون لمعة العينين وومضات الصبا،ولان الانطباع هو الحاكم،فذات اللقب يتغير لو قمت بصبغ شعرك،او تركه ابيضا بشيبه،فالعيون عندنا هي التي تقرر،ولا حلول وسطى بين الناس.
كل الالقاب محتملة،الا حين تناديك الصبية قائلة «اهلين عمو» فتتلفت يمينا وشمالا،وتشتم في سرك،وتقرر البحث عن المحلات التجارية التي لا تشغل الا الرجال والنسوة،من ذات جيلك،لعلك تسمع كلمة جميلة،تبث الروح في عروقك.
عندي صديق رشق العامل الوافد في المؤسسة بالقهوة،لمجرد انه قدمه له،قائلا له «تفضل حجي» وصديقنا الغاضب سبعيني العمر،اعتبر الامر بمثابة اشهار لكونه عجوزا هرما،فيما العامل الوافد كان اكثر ذكاء اذ قال انه يتمنى له الحج فقط.
هلا معلّم،ومحل الجزارة خاصتي مفتوح ايام الجمعة،للراغبين بالحصول على اللحم البلدي

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-04-2014 10:49 AM

مقال واقعي ولطيف جدا واجمل ما فيه انني اكتشفت وجود من يشاركني الشعور نفسه تماما

2) تعليق بواسطة :
11-04-2014 02:39 PM

مقال رائع يبين بأن هناك تعدديه في الفكر والنظره في الحاله الواحده .

لكل منا رؤياه ووجهة نظره , يقدمها من خلال منظوره للحاله المعروضه أمامه , قد يصيب وقد يخطيء , قد يعطيها حقها وقد لا ينجح إستنادا لقدراته المعرفيه والتقديريه وبالتالي حسب مستواه الثقافي وإدراكه وإستيعابه .

كل مقال أو حاله وطنيه أو قضية رأي عام هي كالرسم الكاريكاتوري الذي يفتح الباب للعديد من الرؤى والقراءات والإستنتاجات التي يندفع المهتمين لبيان الرأي بها , البعض بدون ضوابط , والبعض تحكمه قواعد التروي والتريث .

الخلاصه : أننا نعيش في وطن كلنا فيه أقارب وجيران وأبناء عم وأخوال وحجاج وأساتذه ووافدين .

فلنشرب القهوه ونهديء أعصابنا ونفكر بواقعنا بموضوعيه , ولا يجوز أن نرشق بعضنا بالأكواب لمجرد خطأ في التعبير و/أو إساءه في التقدير , فجميعنا يوم الموقف العظيم سنحاسب , الكبير قبل الصغير .

ودمتم ... مع الإحترام

3) تعليق بواسطة :
11-04-2014 02:43 PM

كلام جميل وحقيقي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012