أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
إدارة ترامب تقبل استقالة سفيري واشنطن في الأردن والسعودية ولي العهد يلتقي رئيس وفد البحرين في المنتدى الاقتصادي الصفدي: أمن الأردن يحميه الأردنيون وتفجر أوضاع الضفة يؤثر على المنطقة وزير الدفاع السوري: بناء القوات المسلحة لا يستقيم بعقلية الثورة والفصائل سويسرا تدرس شكاوى ضد الرئيس الإسرائيلي وزارة الصناعة: عدم استيراد الشعير يعود لارتفاع سعره عالميا ابو صعيليك : مقابلات توظيف حكومية مسجلة بالصوت والصورة .. ووظائف خارج جدول التشكيلات المقاومة تكشف أدوات تجسس زرعها الاحتلال في غزة ولي العهد يلتقي رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مندوبا عن الملك .. ولي العهد يشارك بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي - صور رئيس هيئة الأركان المشتركة: القوات الخاصة ركيزة أساسية في الحفاظ على أمن الوطن الملك يزور دار الدواء بمناسبة 50 عاما على تأسيسها - صور بالتفاصيل ... قرارات مجلس الوزراء النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز
بحث
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


أغداً ألقاك؟

بقلم : احمد حسن الزعبي
14-04-2014 12:00 AM
أدهشني اللحن وأسرني الكلام تماماَ، عندما سمعت الأغنية للمرة الأولى في بداية الثمانينات .
وقت الغروب كان ينسكب اللحن من كافتيريا الشاب المصري «يوسف» وهو يشطف المحل ، ويحضر عجنة الفلافل المسائية..للأمانة كان «ألولد» ذواقاً بكل شيء إلا في صناعة الفلافل..وقد كتبت عنه أكثر من مرة في مقالات سابقة ،فقد كان يختار أغانيه بعناية فائقة لتنسجم مع الموسم والتوقيت والمكان والجو العام..ليته كان مدير إذاعة في ذلك الوقت..
المهم رائحة الزيت العتيق في «التنك» والفول المسلوق والفليفلة الحلوة المسجّاة في النصف الداخلي من المخزن كانت ترميك بين نفور وانجذاب الى المكان في آن معاً .. المسجل ذو السماعة الواحدة مسنود على الواجهة الزجاجية قرب الخبز المشروح المقطّع على شكل مثلثات / وبجانب المسجل علب بلاستيكية نادراً ما يطلبها أهل الحي وأشرطة كثيرة لعبد الحليم وام كلثوم وفريد الأطرش وميادة ونجاة الصغيرة ووردة .من الكافتيريا لا من «هنا القاهرة» سمعت لكل هؤلاء العمالقة وصرت أميّز بين اصواتهم وطريقة غنائهم .. كان يوسف مسالماً ، وحيداً،وربما عاشقاً وذلك لاعتنائه الشديد بالطرب كامل الدسم، وباقتطاع جزء من الربح اليومي لصالح شراء الأشرطة..
المهم عشقت الأغنية ، وبقيت أدندن بأول كلمتين منها «أغدا ألقاك» فقط..فلم أحفظ مقطعاً ثانياً لأن الوقت المتاح لشراء الفلافل ينتهي عند ذلك الحد بعد سماع مقدمة موسيقية طويلة..
بعد سنوات غادر يوسف الحي ..ولم تغادر الأغنية أذني..وبقي هاجس اقتناء «الكاسيت» معي طوال الوقت لكن خوفاً من أن اتّهم بالمجون من قبل التيار اليميني في البيت اكتفيت بسماعها على الريحة هنا وهناك، إلى أن صادفت ذات يوم أحد الباعة يضع بسطة أشرطة مستعملة قرب الجامع العمري، وقفت أمام البسطة بخجل..فبادرني صاحب البسطة «الأربعة بليرة يابا» فطلبت منه شريط أغداً ألقاك..نبّش عليه ووجده بعد بحث مضني ، صحيح ان الشريط كان يقطر «دبقاً» من الميرندا التي بيد البائع، لكني فرحت به بحجم الدنيا، ثم اخترت شريطاً ثانياً لفريد الأطرش وثالثاً للشيخ كشك «لزوم التمويه» ورابعا البائع نفسه لم يعرف محتواه... فلا يوجد أي إشارة او غلاف عليه ، لأكتشف لاحقاً ان الوجه الأول من الشريط الرابع «أغاني عرس» وكل الوصلات المسجلة عليه لعريسين شقيقين عدّي ونايف..مين عدي ونايف لا أدري؟؟ وعلى الوجه الثاني كانت أغنية لسميرة سعيد بعنوان «بنلف ..انلف ..انلف..والسنين بتلفّ» مكررة ست مرات..
المهم ما ان وضعت شريط أم كلثوم أغداً ألقاك؟ في الباناسونيك القديم ..وما انتهت الموسيقى..وقالت الستّ: «أغدا ألقاك..» حتى غلظ صوتها واخشوشنت طبقاتها..وصار يموج الصوت ارتفاعاً وانخفاضاَ..فتعكر المزاج تماماً، أخرجت الشريط من مكانه وضربته بركبتي ، ووضعته ثانية..الصوت غليظ وبشع ..ليس نفس الأغنية التي سحرتني عندما سمعتها من كافتيريا «يوسف المصري»...ضربت المسجل على ظهره وأدخلت الشريط للمرة الثالثة ..ويبدو ان المسجل انتقم مني تماماً عندما «علك الشريط» عند جملة «يا لشوقي واحتراقي بانتظار الموعد»..خلّصت شريط البسطة من مسننات المسجل ، وقررت ان اشتري شريطاً جديداً من محل تسجيلات محترم حتى لو كلفني ذلك ديناراً كاملاً ...في اليوم التالي اشتريت شريطاً جديداً ، وعليه صورة ام كلثوم ومكتوب بخط الثلث كوكب الشرق «أغدا ألقاك».. أغلقت علي غرفتي ووضعت الشريط في المسجل..هناك هبوط وصعود في الموسيقى لكنه مقبول نوعاً ما...وما ان وصلت الست ام كلثوم عند شطر: «هكذا نحتمل العمر نعيماً» حتى سكت...نظرت إلى غطاء الشريط من الداخل فوجدت المسجل قد ابتلع البكرتين البنيّتين و»شلبك» خيطان التسجيل الناعم كلها ببعضها...أخذت الشريط «المبروط» كما هو الى صاحب التسجيلات ..فبرر ان «الراس خربان» في المسجل وهو سبب علك الشريط..قلت له : عجب شريط الشيخ كشك ما بيعلكه؟.فلم يجد الرجل جواباً واستمر في تسجيل أغنية «كتاب حياتي يا عين» لشقيق وافد..فعدت الى البيت وأرجعت الشريط بواسطة قلم «بيك» الى البكرة اليمنى على أمل أن أسمع الأغنية كاملة دون منغصات في يوم من الأيام ...
***
قصتنا ممتدة ومنسوخة من العشق الى السياسة...فكلما وضعنا شريط : «أغداً نلقاك» في مسجل «التطبيق الحقيقي»..نتفاجأ أنه تالف !!...
(الراي)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012