أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


الرئيس قبل السفير

بقلم : ماهر ابو طير
16-04-2014 12:10 AM
أكثر من نظرية تم تداولها في عمان البارحة، حول اختطاف سفير الأردن في طرابلس المحررة، وقاها الله شر أبنائها قبل أبناء عمومتها.
علينا أن نتذكر هنا أمرين، فرئيس الحكومة الليبية السابق علي زيدان تم اختطافه، وهو الرئيس الذي يخضع لحمايات، فإذا كان رئيس الحكومة يتم اختطافه، فماذا نقول عن غيره من وزراء او اعضاء هيئات دبلوماسية؟!.
ثاني الأمرين ان الدبلوماسية الاردنية تعرضت دوما الى حوادث شبيهة من اغتيالات وتفجيرات، في اكثر من عاصمة وفي اكثر من قصة، وهذا قدر الدبلوماسي الذي يخدم في المناطق غير الآمنة، وفي الدول الهشة أمنيا.
إذا عدنا الى النظريات فهي متعددة، اولها ان يكون خلف الاختطاف مجموعة ليبية متشددة تريد المقايضة على سجناء في الاردن من ذات الاتجاه، وسواء أكان المطلوب اطلاق سراحه في الاردن ليبيا أم غير ليبي فقد يكون هناك تنظيم خلف الحادثة له هدف محدد، والمعلومات تتحدث عن ليبي شارك بمحاولة لم تنجح لتفجير المطار ونقطة ضعف هذه النظرية ان الذين تذكروه قدموا متأخرين وبعد سنوات، إلا إذا كان هناك ضعف مستجد بحماية السفير شجعت على هذه الفعلة.
النظرية الثانية تتحدث عن عمل انتقامي من الاردن على خلفية سقوط نظام القذافي واعتقاد انصاره ان الاردن شارك مع عواصم اخرى لوجستيا وفنيا بالشراكة مع الناتو في اسقاط نظام القذافي، وهذا احتمال وارد، على الرغم من كونه ضعيفا لتوقيت الانتقام المتأخر ايضاً.
ثالث النظريات تتحدث عن مجموعة ليبية قامت بالخطف على خلفية انتقام شخصي، لأي سبب كان يتعلق برد فعل على حادثة قد لا نكون نعرفها تماما تعرض لها ليبي في الاردن، بشكل او آخر.
النظرية الرابعة تأخذك الى الرغبة بمس استقرار الحكم الليبي الحالي، واثبات قدرة اي مجموعة على خرق الامن، وبث الذعر في الهيئات الدبلوماسية، وهذا يعني ان السفير الاردني لم يكن هدفا محددا بحد ذاته، بقدر وجود نقاط ضعف في حماياته او تحركاته، جعلته هدفا لهذه العملية بدلا من غيره، وهذه النظرية حساسة ايضا، وتتطابق مع ما تعرضت له هيئات دبلوماسية اخرى في ليبيا.
خامس النظريات يفترض ان هذه مجموعة تريد فدية او مبلغا من المال مقابل اطلاق سراح السفير، ورده الى اهله وبلده.
النظرية السادسة مهمة إذ تتحدث عن صراعات الامن في طرابلس وليبيا عموما، وان كل القصة تعبير عن صراعات بين اجنحة امنية في الدولة التي يشقى الليبيون لإعادة بنائها، فلم تبقَ كما كانت ولا أعيد بناؤها، وهذا يعني ان الاختطاف يراد منه تحميل مسؤولية الخطف كتقصير في الواجبات والمعلومات الى جناح محدد داخل اجهزة الامن الليبية.
النظرية السابعة، وهي صاعقة بالمناسبة، ان يكون خلف الاختطاف اتجاه تنظيمي معين، وان يكون الخاطفون من الاردنيين، للمقايضة على سجناء او قضايا محددة، وهي كارثة بحق لو ثبتت، وتبقى هذه نظرية ضعيفة جدا، ولا نريد أن نصدقها، على الرغم من اننا نعرف ان التنظيمات لا تتوقف عند اشتراطات المواطنة وحقوقها، وتقفز بأي اتجاه كان، وهذه النظرية قد تسعى السلطات الليبية لاحقا لتوظيفها لتغطية تقصيرها وفضيحة الاختطاف برد الكرة الى مرمانا المتعب من الأهداف.
العقدة في كل الجريمة، تتلخص في الغموض، فقد نسمع غدا عن تنظيم باسم وهمي، فيما هو تعبير عن صراع الأجهزة الأمنية في ليبيا، وقد نسمع عن خاطفين يريدون فدية مالية او اطلاق سراح فلان او علان، فيما هم واجهة لمخطط آخر.
هذا يعني أن انتظار الخاطفين حتى يعلنوا هويتهم إعلان غير منطقي، لأن إعلان الهوية هنا، والمطالبات قد لا تكون دقيقة، وتخفي خلفها قضايا أخرى، وأصول الفعلة القبيحة وجذورها.
ليس أدل على خطورة التقييمات في عمان، من وقف رحلة طيران الملكية الى طرابلس اليوم، وهذا يعني مخاوف عميقة من وجود تهديدات لأي مصالح اردنية، وهذا يشير إلى أن العمل قد يكون منظما، لاستهداف مؤسسات الأردن وابناء الاردن، لاعتبارات مختلفة.
في أي لحظة قد نسمع عن تحرير السفير أو إطلاق سراحه، ولحظتها علينا ان نحمد الله تعالى ونفكر مطولا في أعماق القصة، ومَنْ خلفها بالتحديد، ومخاطر تكرارها في غير بلد ومكان.
رد الله السفير من غربته الينا.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-04-2014 09:09 AM

شكراً للمقال العميق الشامل على عكس سواليف عبد الباري عطوان

2) تعليق بواسطة :
16-04-2014 10:13 AM

النظرية العاشرة- قد يكون الإختطاف ليس حقيقة والحادثة كلها برمتها كذبة وليست حقيقة بل مفتعلة داخليا ومتقاطعة مع مصالح دول المنطقة وربما بشكل منسق او غير منسق، والهدف إما دفع الوطن مرغما أو طائعا بنظامه، لمهاجمة بقايا العناوين الإسلامية والوطنية على الساحة الاردنية، إستغلالا للمزاج العام الناتج عن الخطف، وتبريرا لحزمة قوانين قمع وقوانين عرفية وامن دولة ومكافحة ارهاب وحل بعض الجماعات والإجهاز عليها بظروف مريحة للنظام والحكومة ولم نعرف بعد من اقترف جريمة تفجير الفنادق في عمان وهل هي القاعدة أم القاعدين عن الجهاد أو عيال الحرام لتبرير بعض الإنخراطات تحت راية الصهيونية والأمريكية والفساد العالمي المعولم واستغلال مسمى مكافحة الإرهاب.
اما بالنسبة لتسمية التنظيم فمسألة سهلة وكلنا يذكر ان منظمة أيلول الأسود لم تكن موجوده والأسود هو ضمير ونوايا من قتلوا وصفي التل لأجندات وسخة وإلصاقها بمنظمة التحرير وإطلاق أيدي القتلة فيما بعد.
كثيرا ما تلجأ الأنظمة إلى افتعال حدث ما للفت الإنتباه عما تقترفه الأنظمة وتطبخ لتبقى الأنظمة محصنة عن الإطاحة بها أو لومها على شأن آخر، واحيانا لتغير المزاج العام بشكل مفاجيء حينما يكون المزاج الشعبي يتحرك في اتجاه الإحتقانات التي ربما ستزعج السلطات في اللحظة أو مستقبلا.
النظرية العشرين- ربما هنالك تنظيم داخل الأردن لهم امتدادات خارجية وفي ليبيا كي يظهروا بعد حين في الداخل الأردني كحل ووساطة ومقدمي خدمة للنظام، في ليبيا طمعا في تخفيف الضغط عليهم هنا أو لحصد مكاسب أخرى.
النظرية الثلاثون- هي العملية مفتعلة ليقوم النظام والحكومة باستعراض عضلات وقد بدأ ذلك في الأمم المتحدة والبطل ناصر جوده وخارجيته في بطولة دنكوشوتية في مجلس الأمن لا تغني ولا تسمن من جوع، وربما يأتي لاحقا بعض الإستعراضات سواء سياسية أو عملياتية أو بوليسية "سوات وأخواتها" كوننا نهوى الأفلام وهوليود.
القاعدة وما أدراك ما القاعدة وهنالك قواعد وليس قاعدة واحدة ومعظم القواعد هي إن لم تكن متحالفة مع النظام فهي صنيعة حلفائه الخلايجه والأمريكان والكل في تحالف واحد في سوريا وفي العراق وحتى في ليبيا نفسها وشكل دولتنا كمن يأتي بالنيص لحقل الذرة الخاص به....و"اللي بلاعب القط يصبر على مخاميشه"!.
تبقى كلها نظريات وقد تصل لعدد ماية وتسعين وهي فقط إحتمالات ولكن الأهم من كل التجديف هذاأن يعود العيطان وزملاءه لأهليهم سالمين إن الله على كل شيء قدير.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012