أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


كم يبدو الوضع خطيرا

بقلم : فهد الخيطان
18-04-2014 12:10 AM
تذكرنا حادثة الحدود مع سورية أول من أمس، بالمدى الخطير الذي يمكن أن تبلغه الحالة الأمنية على الجبهة الشمالية. في غياب شريك فعال على الجانب الآخر من الحدود، لم يعد بوسع الأردن أن يثق بأي طرف هناك؛ فصائل عديدة إضافة إلى قوات النظام السوري، تتقاسم السيطرة على المناطق المحاذية لحدودنا، ولا يكاد فصيل من المعارضة يستقر في موقعه، حتى يأتي فصيل منافس وينتزع السيطرة منه، وهكذا.
ومن تابع تصريحات الأطراف السورية في اليومين الماضيين وهي تتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن محاولة الاختراق الأخيرة، يدرك حجم المهمة الملقاة على عاتق قوات حرس الحدود الأردنية، والتي تعمل في بيئة أمنية هشة وغير مستقرة.
كان يمكن لهذه القوات المحتشدة أن تدمر الآليات التي حاولت العبور بطرق شتى، لكنها اختارت وسيلة نوعية وغير مسبوقة في العمليات، فاعتمدت طائرات سلاح الجو لهذه الغاية، لإيصال رسالة قوية لكل أطراف الصراع السوري، بأن الأردن يملك كل خيارات الرد، ولن يتردد في استخدام أقصى درجات القوة لردع محاولات الاختراق.
من المرجح أن تكون المركبات التي حاولت دخول الأراضي الأردنية تحمل مهربين ومواد ممنوعة؛ مخدرات أو أسلحة، كما حصل من قبل. وهذه لا تقل خطورة عن تسلل الجماعات الإرهابية، وإن كانت تجربة الصراعات في مناطق عديدة تكشف عن تحالف ينشأ بين الطرفين.
الرد بهذه القوة من جانب الجيش الأردني، يؤكد الاستعداد للمضي خطوات أبعد في المستقبل، في حال تكررت مثل هذه المحاولات. وفي ضوء التوقعات باستمرار الأزمة في سورية لسنوات مقبلة، وتصاعد العمليات في المناطق الجنوبية من سورية، فإن من غير المستبعد أن نشهد حالات يضطر فيها الجيش الأردني للقيام بعمليات استباقية في العمق، وإعادة التموضع في المناطق الحدودية، بما يكفل قطع طرق التسلل، وإبعاد عصابات المهربين أو الجماعات المتشددة عن نقاط العبور الحدودية.
كما أن تردي الحالة الأمنية على الحدود سيؤثر بشكل سلبي على قدرة حرس الحدود على التعامل الآمن مع أفواج اللاجئين إلى الأراضي الأردنية، ما يعني إغلاقا تدريجيا لنقاط عبورهم. وهذا الأمر أصبح مطلبا ملحا لقوى وشخصيات سياسية أردنية، ترى أن الأردن وصل إلى مرحلة لم يعد معها قادرا على استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين.
أكد الخبراء مرارا أن الصراع المتدحرج في سورية سيفيض خارج حدودها، ويهدد استقرار دول الجوار. وها نحن نقترب من هذه المرحلة، وما تحمله من تبعات خطيرة ليس على الأردن فحسب، وإنما على جميع دول المنطقة.
لقد نجحت قوات حرس الحدود في إبطال عشرات عمليات التسلل والتهريب التي سجلت معدلات قياسية في السنتين الأخيرتين، وستبقى تصارع لمواجهة المزيد منها. لكن مهما بلغت قدرة وكفاءة الجيوش، فإن الفرصة لحدوث اختراق تبقى قائمة، خاصة على حدود طويلة ومتشعبة مثل الحدود مع سورية.
عملية سلاح الجو الأخيرة على الحدود، هي نقطة تحول في المواجهة المفتوحة هناك، تجعلنا أقرب ما يكون من ميدان الحرب المفتوحة، دفاعا عن أمننا واستقرارنا.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-04-2014 01:28 AM

اللهم اصلح حالنا وأحوالنا

2) تعليق بواسطة :
18-04-2014 02:20 AM

السؤال الاهم هو من يقف خلف هذه العمليات ؟؟؟ نخشى ان تتكرر محاولات المعارضة السورية بموضوع الكيماوي الذي الصقوه بالنظام السوري ،عنوة ،وذلك كمحاولة لاستدراج الاردن لهذا المستنقع ،مقابل دُريهمات واثمان بخسة ،يتم رميها علينا

3) تعليق بواسطة :
18-04-2014 02:07 PM

تحيه اخ فهد واراك شطحت كثير في افكارك .اولا كل عمليات عبور التي حدثت وكل التهريبات باتجاه الاردن كان الغرض منها التجاره فقط ومعظم التجار من اصحاب الخصى الكبيره(تماسيح) .ثانيا عمليات استباقيه وكاننا في حالة حرب مع الدوله السوريه او الاطراف الاخرى .الخرق الذي جرى صده وتدميره عباره عن بكمين (ابو غرفتين )وفيه لو قير وليس دبابات او مدرعات او ناقلات جند وعلى الاغلب كان التسليح بنادق كلاشنكوف والافراد مهربين او هاربين من المعارك .ثالثا ليس لدى حكومتنا المنهاره اقتصاديا واخلاقيا وتعبويا وحتى انسانيا القدره على شن حرب استباقيه بالمفهوم الصحيح لهذه الحرب .رابعا ان كان هناك من مخاطر على بلدنا فهو باقدامنا بالقيام بمغامرات قد تعود علينا بالويلات وعليه ارى ان تعاد العلاقات والتفاهمات مع الدول السوريه التي تمثل فعليا اغلب السورين وعدم الانجرار وراء وعود وعهود وتطمينات كاذبه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012