أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


.. اللاعبون في السَاح!

بقلم : طارق مصاروة
19-04-2014 02:36 AM
.. من التاريخ السري لمنطقتنا، أن مرحلة ما بعد انقلاب تموز 1958 (يسمونه ثورة) كانت مرحلة تفاهم سوفياتي - بريطاني، وكان يديرها سفير بريطانيا، وقتها، سير هنري ترفيليان، وقد وصل هذا التفاهم قمته لدى حركة الشواف بالموصل، حين غضب عبدالناصر، واتهم علناً لأول مرّة الشيوعيين العراقيين بالعمالة. واتهم عبدالكريم قاسم بالجنون. والحقيقة أن ناصر لم يكن يتصوّر وجود مثل هذا التفاهم السوفياتي - البريطاني في العراق. ولذلك يحب المتابعون لدهاليز التاريخ الحديث تذكر ما قاله وزير الداخلية بعد انقلاب 1963 واعدام قاسم.. وهو الرفيق علي السعدي: بأننا جئنا إلى الحكم بقطار أميركي. فلم يكن من المعقول أن تقبل الولايات المتحدة اللعبة البريطانية الثأرية لموقف واشنطن من العدوان الثلاثي على مصر.. وارغامها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لوقف العدوان والانسحاب من سيناء وغزة بثمن بخس هو مرابطة قوات دولية على حدود سيناء لضمان ملاحة حرّة لميناء إيلات!

وفي المرحلة ذاتها، انتقل السفير البريطاني ترفيليان من بغداد، ليكون حاكماً لمستعمرة التاج عدن، ومحمياتها، وقتها كانت «الثورة» مشتعلة في حي الشيخ عثمان بعدن، فقامت بريطانيا بالخطوة المتوقعة بلملمة السلاطين الثلاثة عشر من اليمن الجنوبي وارسلتهم بطائرة إلى السعودية, واتفقت مع الثوار - ناصريون وشيوعيون - لبناء جمهورية اليمن الجنوبي. وقد لاحظ الكثيرون بعد انقلابات كثيرة في الجمهورية التي أصبحت ماركسية، أن التأميم شمل سفن الصيد، وبعض الصناعات اليدوية، والبيوت الكبيرة.. لكن هذه الاشتراكية لم تصل إلى مصفاة النفط البريطانية.

.. ومع أن مذكرات السير ترفيليان لم تتطرق إلى تفاصيل مهمته في العراق واليمن الجنوبي، إلا أن القارئ يستطيع الاستدلال على ملامح تلك المرحلة الفريدة من التفاهم السوفياتي - البريطاني في منطقة تغلي بالأحداث، والتحالفات المتناقضة والانقلابات المتتالية التي شهدناها في اليمن الشمالي والجنوبي والعراق وسوريا. وكما نتحدث الآن عن «الربيع العربي» دون أن نحدد لاعبيه الحقيقيين، فقد كنا نتحدث عن المدّ القومي الناصري والبعثي والقومي العربي.. في نهاية الخمسينيات ومطالع الستينيات، دون الدخول في التفاصيل ودون التطرق إلى اللاعبين في ساحاته من وراء حجاب!

نحن لا نحب إلصاق كل ما جرى ويجري في وطننا بنظرية «المؤامرة» أو باستحضار الاستعمار والامبريالية، لكن لا أحد يستطيع أن يفهم هذه الكوارث، على أنها أخطاء العاملين في الحقل الوطني والقومي.. فللأخطاء، حصة من هذه الكوارث، لكن القوى الكبرى المؤثرة هي التي كانت تلعب على تناقضاتنا الصغيرة!
كان اللبناني يقول: الحق ع الطليان!!. حتى لا يأتي على سيرة الإنجليز والفرنسيين والأميركان!!. ويبدو أن: الحق ع الطليان!
(الرأي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-04-2014 02:54 PM

انه ليس "الرييع العربي" وانما "الزنبرك العربي"!! شدوه ثم افلتوه فحرق من لعب فيه!! هذا الزنبرك هو الفوضى الخلاقه التي تم نصبها الى هيك امه!! أي ربيع؟؟ هذا فقط اسم تمويهي "للزنبرك" الذي وضعوه في ايدي جهلة البلدان العربيه ليلعبوا به ومن ثم التفرج على نتائجه!!اوقفوا تسميته ربيع !!؟؟ واستعملوا الزنبرك؟؟ مع انه الكلمه الانكيزيه تحتمل الاسمين الاثنين ,سؤالي لماذا اخترتم الاول؟؟ أحقا انه ربيع مع كل هذه الويلات؟؟؟ مما حدث وما زال يحدث!من الذي سلم الزنبرك للعابثين؟ فهذا اتركه لكتابنا الافاضل عنه.مع انك وضعت التسميه بين قوسين دلالة عدم رضاك عنها

2) تعليق بواسطة :
19-04-2014 08:09 PM

تحليل لحضَي للوضع الراهن يعتقد أن كل ما يحدث مؤامره , وكأن الملايين التي خرجت في مليونيات ميدان التحرير يتحرك كل فرد منهم لأنه على علاقه بالسفاره هذه أو ذاك !!! وكأن هذه المؤامره جعلت الأسرائيليين يبذلون كل جهد لدعم مبارك للأبقاء عليه خوفا على مصالح العرب !!! ما يحدُث أن المواطن العربي يتم توريثه كقطيع من الأغنام للعائلات الحاكمه جيلا بعد جيل , وبلغ به الظنك مبلغه وتساوت حياته مع موته, وهذا ما عبرُت عنه طريق موت البوعزيزي ابلغ تأثير . أما التداعيات اللاحقه لثوره الأنسان العربي فقد تداخلت بها عوامل اخرى , فقد حاولت القوى المضاده للثورات ركوب الموجه هذا صحيح , ولكن ما يجًب ادراكه أن الأنظمه العربيه تركًت مجتمعات مهلهله دون بناء حزبي وكانت تلك الأنظمه تشتري الولاءات وتقمع المعارضه ولهذا لم تجًد المجتمعات العربيه بناءا يحمل المجتمع وفي حالات كليبيا فقد كان للعقيد الثائر الأممي القومي العروبي رأي آخر , فقد ترًك البلاد دون جيش ليبي حقيقي خوفا من الأنقلاب عليه ولهذا شاع الأنفلات الأمني .....فمن تآمر على من أيها الكاتب ؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012