أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


سفراء في خطر

بقلم : فهد الخيطان
20-04-2014 12:27 AM
تعمل خلية أزمة داخل الدولة على مدار الساعة لمتابعة قضية السفير الأردني المختطف في ليبيا فواز العيطان. ومن غير المتوقع أن تكشف المصادر الرسمية عن تفاصيل الاتصالات الدبلوماسية والأمنية، ولا المفاوضات التي تجريها مع الأطراف الليبية بهذا الموضوع، لأن ذلك سيكون ضارا بسير الاتصالات، وقد يؤخر أو يعيق الإفراج عن السفير العيطان.
بيد أن الحادثة تبدو مناسبة عند ملف السفراء الأردنيين العاملين في مناطق الأزمات، وفحص إجراءات الأمن والسلامة الخاصة بهم.
لقد تبين من حادثة طرابلس أن السفير الأردني هناك يتنقل بسيارة عادية وليست مصفحة، وهذا حال عدد من السفراء في عدد من البلدان. بعد الذي جرى مع السفير العيطان يتعين على الحكومة مراجعة إجراءات الحماية لسفراء الأردن في بلدان تشهد حالة عدم استقرار مثل اليمن وتونس ومصر والعراق وسورية ولبنان، إذا ما اتخذ قرار بتعيين سفير جديد فيها.
تشهد تلك البلدان وربما غيرها أوضاعا أمنية غير مستقرة، وتنشط فيها جماعات مسلحة بعضها جرمي وبعضها الآخر ذات أهداف سياسية. ويعد الدبلوماسيون أهدافا مفضلة لهذه الجماعات، إما لأغراض طلب الفدية أو تصفية حسابات سياسية مع دولهم.
الأردن بشكل أو بآخر منخرط في أزمات المنطقة، ناهيك عن انخراطه في الحرب ضد الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تنشط في مناطق الأزمات ولا تتوقف عن محاولة استهداف الأردن وممثليه في الخارج.
عدد محدود من سفاراتنا في تلك الدول تتوفر لديها سيارات مصفحة على سبيل المثال، فيما سفراء آخرون لم يتمكنوا من الحصول عليها بعد، لعدم توفر المخصصات اللازمة لشرائها، وهو الأمر الذي شرعت وزارة الخارجية بمعالجته قبل حادثة اختطاف السفير العيطان.
كما ظهر من الحادثة نفسها اعتماد السفراء على حماية حرس من غير الأردنيين؛ فالسائق الذي أصيب عند اختطاف السفير العيطان يحمل الجنسية المغربية.
السفراء والدبلوماسيون العاملون في الدول المضطربة يشعرون على الدوام بالخطر على أنفسهم وعلى عائلاتهم، وقد اضطر بعضهم لتغيير نمط حياته وتحركاته لتجنب السيناريو الأسوأ.
إن اختطاف سفير أو دبلوماسي على ما ينطوي من خطورة على حياته، فهو في نفس الوقت يضع حكومته تحت ضغط كبير، قد يدفعها أحيانا إلى القبول بتسويات لا تخدم المصالح العليا مقابل إنقاذ حياته.
ينبغي على الحكومة أن تجنب نفسها هذا الإحراج، وتشرع على الفور في إجراء مراجعة شاملة لإجراءات حماية السفراء والدبلوماسيين الأردنيين في الخارج.
الولايات المتحدة الأميركية وبعد حادث مقتل سفيرها في بنغازي العام الماضي، فتحت مؤسساتها التشريعية والتنفيذية نقاشا ساخنا ومستفيضا حول أوضاع السفارات في الخارج، وتلقت إدارة الرئيس باراك أوباما نقدا شديدا من الكونغرس على ما اعتبر تقصيرا بتوفير الحماية الكافية للسفارة. وفي نهاية المناقشات اعتمدت خطة جديدة لتأمين سلامة السفراء في الخارج.
في عمان التي تتمتع بدرجة عالية من الاستقرار والأمن، يحافظ السفراء الأجانب على مستوى متقدم من اليقظة، فما بالك في عواصم تشهد كل يوم أعمال خطف وقتل وتفجيرات.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-04-2014 09:40 AM

من الملاحظ أن المطلوب زيادة ميزانية وزارة الخارجية -ميزانية جوده وعلية المدللين في الخارجية العظمى للدولة الأردنية والتي كل الوظائف فيها للمدللين كابرا عن كابر والشعب الاردني لا يحق له النظر او المرور بالقرب من وزارة جوده.
المنطق يقول أن لا يكون لنا سفارات في كل دول العالم ويجب خفض الملحقيات والسفارات التي هي بمثابة مؤسسات لأشخاص بهدف الترضية والبرطعة لعلية القوم.
يجب خفض السفارات ألى الثلث ويجب أن لا تمارس كل ملحقياتنا وسفاراتنا طقوس خدمة الخارجية الأمريكية والصهيونية كي لا نعادي شعوب العالم فيكون الثمن حياة أبنائنا ونحن أخيرا كشعب أردني من يدفع الثمن...وليس فواز العيطان إلا مواطن أردني يشاركنا بعلاقة قرابة ودم كما كل عائلات الأردن وبيوتهم.
نسأل الله أن يفك أسر العيطان ويعيده إلى أهله سالما معافا وان ترعوي الخارجية الأردنية عن ممارسة دور الدولة العظمى وعلى قد لحافك مد رجليك.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012