أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


تداعيات خطيرة في الإخوان المسلمين

بقلم : ماهر ابو طير
21-04-2014 12:25 AM
كل اولئك الذين يتمنون لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن ان تبقى موحدة،يضعون ايديهم اليوم على قلوبهم،بعد فصل ثلاث قيادات رئيسية لا يمكن الاستهانة بها،ارحيل الغرايبة،جميل دهيسات،نبيل الكوفحي،على خلفية اطلاق مبادرة زمزم من داخل الحركة.
مساء البارحة،فوجئ جميل الدهيسات مسؤول جمعية المركز الاسلامي الخيرية بكتاب رسمي من محكمة الاخوان المسلمين يفصله من الجماعة،والغرايبة والكوفحي،سمعا من الاعلام،ولم تصلهما كتب الفصل بعد،والبريد لن يتأخر.
توقيت الفصل مثير،لان قياديا اسلاميا مثل الدكتور عبدالحميد القضاة كان يقود مبادرة للمصالحة ولطي صفحة الخلاف بين جماعة زمزم والجماعة الام،على اساس التوافق في انتخابات حزب جبهة العمل الاسلامي،على مستوى الامين ومواقع اخرى.
لماذا دوى اذن قرار الفصل في هذا التوقيت،وما اثره على الجماعة ووحدتها،خصوصا،ان هناك إلماحات سابقة،بأن فصل مثل هؤلاء قد يؤدي الى استقالات من الجماعة،على خلفيات مختلفة؟!.
الارجح ان لا مصلحة للعقلاء في هذا البلد ان تنشطر الجماعة او يتم هز اسسها وتشظيتها،لان جماعة متماسكة برؤوس واضحة،خير من اي انشطار في ظل توقيت محلي واقليمي ضاغطين على الجماعة.
اذ أسأل القيادي زكي بني ارشيد في جماعة الاخوان المسلمين،هاتفيا،عن كل القصة،يتحفظ ويلوذ بالاعتذار عن الاجابات،على غير عادته،عن الذي جرى تحديدا،ولماذا في هذا التوقيت،فاسأل صديقه اللدود الدكتور ارحيل الغرايبة فيعبر عن شعوره بمفاجأة مرة،باعتبار ان الايام اثبتت ان حركة زمزم ليست تيارا انفصاليا،كما ان المفصولين لم يتحدوا الجماعة،ولم يترشحوا مثلا للانتخابات النيابية او البلدية،معتبرا الخطوة مفاجأة خصوصا انها جاءت في ظل وساطات مكتومة لرأب الصدع داخل الجماعة.
مبادرة زمزم تحمل فكرة مختلفة عن فكر الاخوان المسلمين وخصوصا الدعوة لدولة مدنية بمرجعية قيمية اسلامية،وبيان زمزم الصادر البارحة،عبر عن أنين وشكوى،من حادثة الفصل،لكنه استثمر الحادثة لاعادة شرح افكاره ليقول ان هذه الافكار لا تؤدي الى فصل،فالقصة قصة «قلوب مليانة وليس رمانة» في عمان على ما يبدو.
في كل الاحوال الخطوة ليست سهلة،وقد يتم توظيفها لاحقا لشق صفوف الجماعة،لان للقيادات الثلاث امتدادا في غير طابق وموقع داخل طوابق القرار في الجماعة فوق القواعد.
علينا ان نتنبه الى وجود جميل دهيسات في جمعية المركز الاسلامي الخيرية،وما قد تسفر عنه صلاحياته هذه الايام من باب رد الفعل.
بطبيعة الحال فإن من يعتبرون الفصل حسما لصراع داخلي،عليهم ان يستعدوا للتداعيات،فخطوة مثل هذه ليست سهلة،خصوصا،في ظل تناقض البصمات السياسية جزئيا بين الاتجاهين،وفي ظل تداخلات معادلة الاصول والمنابت المعبر عنها،بمشروعين،احدهما وطني اسلامي،وثانيهما اسلامي ممتد،والالتباس واضح،خلف دلالة المصطلحات بين التيارين.


من حق المفصولين هنا الاستئناف،والمحاكمة جرت قبل شهور،ونارها انطفأت في ظل مبادرة المصالحة التي اطلقها القضاة،وسنعرف على وجه التحديد قوة التيار المفصول وامتداده داخل الجماعة وهو امتداد تراه قيادة الجماعة وهماً وحملا كاذبا تتم المبالغة فيه،اذ ان كل مستقيل او مفصول،يخسر حاضنته السياسية اي الاخوان المسلمين لحظة الخروج.
لا يكون ممكنا بعدها ادامة ذات اليافطة سياسيا ولا شعبيا،اذ لن يعودوا من الاخوان المسلمين،وهذا كلام يقال في وجه من يلوحون احيانا بحزب جديد ذي روح اسلامية،قد يتم تأسيسه من باب رد الفعل.
هذا زلزال داخلي في جماعة نقدرها كثيرا،حتى لو اختلفنا معها،احيانا،وهو زلزال يأتي في توقيت تتداعى الامم على الاخوان كما تتداعى الاكلة على قصعتها،وهذه مفارقة بحق،لان الاخوان في هذا التوقيت،لم يكن ينقصهم مثل هذا القرار،الذي نريد استيعاب تداعياته وعدم اخذ الجماعة الى الانشقاق او المواجهة او الانقسام،لأي سبب كان.
وحدهم الشامتون سيرحبون بالحادثة لانها ستكون توطئة لمخطط اوسع،وهذا يعني ان الجماعة امام اختبار لتماسكها هذه الايام.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-04-2014 12:54 AM

اعتقد ان الموضوع فيه شيئا من التضخيم والتهويل ،والجماعة تعمل على طريقة الانجليز وببرود اعصاب تماما ،ففي الوقت الذي كانت فيه وساطات جارية بشكل اعلامي مبرمج ،كانوا يقومون بعملية اقناع لانصارهم لسحب البساط من تحت ارجلهم ،كي لا يكون لقرار الفصل اية تداعيات داخل الجماعة ،وهذا ما اعتقد انه سيكون .
اعتقد ان الدكتور ارحيل الغرايبة قامة فكرية اسلامية معروفة ،لكن الصعيد النظري يختلف عن الواقع العملي ،وهو الادرى باسلوب الجماعة ،وقد تم تجاوز فصل قيادات مهمة دون حدوث اية تداعيات تذكر
هميسات حوّل الجمعية لمركز لحزب الوسط ،الخصم المعروف للاخوان المسامين ،واختط خطا حكوميا جاهر به ،وهو ما لايقبله الاخوان المسلمون.
اما خي وصديقي الدكتور رحيل الغرايبة ،فهو مايزال يمسك العصا من الوسط ،ولذلك فقد كثيرا من سحره وتاثيره المعروف خلال الاعوام الماضية ،وهو فلاح من الهاشمية ،والفلاحون يقولون ،( من يمسك العصا من الوسط لا يؤلم ضربه) اما الكوفحي فهو مسكون ومتسرع بالوصول لمنصب حكومي لا بل متسرع اكثر من اللازم كمكافأة له على زمزم .
لا يزال الاردنيون يأملون بحدوث زمزم حقيقية ووطنية اردنية ،داخل الجماعة وتدفن القناعات المؤدية للوطن البديل ،والذي يجعلهم متكافئين ومتكاملين مع نظام الحكم والذي يسعى حثيثا لترسيخ مفهوم الوطن البديل وباقصى سرعة ،فالنظام يقوم بالاجراءات الفعلية لتحويل الاردن لوطن بديل وبشكل سلس وناعم تحت مبررات واهية وخادعة وناعمة الملمس ،اما الاسلاميون فيقدمون الدعم الفكري والفقهي لذلك ويحشدون المفاهيم التاريخية والفقهية لترسيخ الوطن البديل ،كقولهم الاردن ارض حشد ورباط ،وهو قول نتفق معهم به ،لكن ليس ارض حشد ورباط لجماعات فتح المتصهينة ،بل لكافة المسلمين القادمين للجهاد ،هذا امر يريح النظام واسرائيل وامريكا ،ولذا لن تتخذ اجراءات بحق الاخوان المسلمين في الاردن ،لانهم يقدمون الاساس الفكري والاجتهادي للمشروع القاضي بتحويل الاردن لوطن بديل ، وهو امر اتمنى ان اكون مخطئا تماما به ،ولكنه للاسف هو الواقع الجاري، فورقة النظام للمريكان والصهاينة ،لا تختلف كثيرا عن ورقة الجماعة ،او بشكل ادق القابضين على زمام الامور ،وعذرا ان كنت قد قسوت عليهم

2) تعليق بواسطة :
21-04-2014 07:59 AM

التيار الاصلاحي المفصول من الاخوان ارحيل والكوفحي والدهيسات وانصارهم ازيل عنه الحرج الان وسيكون تحركه اوسع بعيدا عن الاخوان نتوقع الانتشار لزمزم اكثر واكثر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012