أضف إلى المفضلة
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025
الخميس , 23 كانون الثاني/يناير 2025


عاصفة سياسية في النواب

بقلم : ماهر ابو طير
22-04-2014 12:12 AM
ملف حساس بين يدي النواب هذا اليوم،يتعلق بالتعديلات على قانون منع الارهاب،بعد ان انهت اللجنة القانونية،اعمالها بشأنه،الفترة الماضية،والتعديلات حظيت بعاصفة سياسية تهاجمه،فيما آخرون يرونها مهمة،ومذهب ثالث غالب يرى ان لا جديد في كل القصة.
قانون منع الارهاب ليس جديدا،اذ انه مقر منذ عام الفين وستة اثر تفجيرات عمان،والتعديلات الجديدة،جوبهت بحملة ناقدة تقول انها تعديلات يراد منها،مس الناشطين السياسيين وخفض منسوب الحريات في البلد،هذا على الرغم من ان «الطائفة المقصودة» بالقانون وتعديلاته ليست طائفة الناشطين السياسيين ولا الاعلام.
ليس ادل على ذلك من سنين الربيع العربي التي مرت على الاردن ولم تؤد الى سجن الناشطين بتهم الارهاب،برغم وجود قدرة لتوظيف نصوص قانونية موجودة اصلا بهذه الطريقة لو ارادوا فعل ذلك.
المفارقة ان النصوص الجديدة،ليست جديدة،اذ انها ذات النصوص في قوانين اخرى،مثل العقوبات،وقانون الاسلحة والمفرقعات،وقانون غسيل الاموال ومكافحة الارهاب،وقانون الجرائم الالكترونية،تم جمعها وتركيزها في قانون واحد،فلا جديد اذن.
التعديلات على قانون منع الارهاب اثارت ضجة كبيرة،والرافضون للتعديلات،باعتبارها تمس الحريات العامة،او تمنح صلاحيات اوسع للبطش بأي نشاط سياسي او اعلامي،لم يتنبهوا الى امرين مهمين للغاية.
اولهما ان بيئة التعديلات تأتي في ظل ظروف اقليمية خطيرة تحيط بالاردن،اذ يحاط الاردن بسوار من الجماعات المتشددة المقاتلة،التي يختلف بشأنها حتى الاسلاميون،ومن اتجاهات مختلفة.
هذه جماعات مقاتلة ومدربة،وارتدادها على الاردن وارد جدا،من سورية وغرب العراق وسيناء مصر ومناطق اخرى،فيما مقاومة الاحتلال ليست بحاجة الى استثناء قانوني هنا،فمقاومة الاحتلال ليست بحاجة لتغطية قانونية ولا لشرعية من احد في هذه الدنيا.
بيئة التعديلات واضحة،وبنيت على اساس الظرف الاقليمي،ومخاطره الاكتوراية،وليس على اساس حسابات الداخل ومعارضته السياسية،فالارهاب لا يختلف على مضمونه احد،ولا علاقة له هنا،بمعارضة سياسية،ولا بمقاومة احتلال.
ثانيهما ان جميع التعديلات ليست جديدة،من تعريف الارهاب،مرورا الى العقوبات،والقضايا التي يشملها هذا القانون،اذ انها تعديلات تم وضعها عبر جمعها من قوانين اخرى،وهناك عقوبات تم خفضها في التعديلات الجديدة.
الذي يطالع هذه القوانين سيكتشف ان نصوصا بحرفيتها تم نقلها الى التعديلات الجديدة،وكل القصة تتلخص عمليا،بجمعها في قانون واحد،بدلا من تناثرها هنا وهناك،وهذه مفارقة ايضا لان مهاجمة التعديلات،لم تتأسس على مقارنة نصوص التعديلات بتلك النصوص في القوانين الاخرى،بل عبر تسييس التعديلات،وافتراض سوء النوايا.
هناك قوانين اخرى تضمن الحريات،مثل قانون الاجتماعات العامة،وقوانين الصحافة والاحزاب،وغيرها من قوانين،ولايعقل ان يحدث هناك تضارب بين الحق في التعبيرعن فكرة سياسية بسلمية،وبين من ينزع لعمل تخريبي،من خلال توظيف ارضية سلمية.
حين يتم ارسال جماعات للتفجير في الاردن،وتحصل على دعم وشراكة محلية،هنا،سيصير لحظتها الملام،كل من فتح الباب لهذه الثغرات،وبين ايدينا حكايات كثيرة،آخرها الاسلحة التي يسعى كثيرون لتهريبها الى الاردن من سورية،ثم حادثة اختطاف سفير الاردن في ليبيا،وقبلها تفجير سفارة الاردن في بغداد،وقوس من القصص التي لا سند شرعيا فيها،ولا اصل وطنيا لها.
من حق كثيرين رفض التعديلات على قانون منع الارهاب،ورفض القانون،غير ان اللافت للانتباه هنا،ان بعضهم لا يقرأ ابدا،لان التعديلات على القانون،ليست جديدة،اذ انها موجودة في اكثر من خمسة قوانين اخرى،وتم ترحيلها الى قانون واحد،فلماذا كانوا يتعامون عن هذه النصوص،وتذكروها فجأة عند جمعها في قانون واحد؟!.
لا اعتقد من جهة اخرى ان قانون منع الارهاب له علاقة بالحريات السياسية والاعلامية،فقد شهدنا تعبيرات حادة جدا خرقت كل سقف،خلال السنين الفائتة،عبر المسيرات ووسائل التواصل الاجتماعي،وبقي من خلفها سالما غانما،هذا على الرغم من امكانية تجريمه بوسائل مختلفة،والبلد الذي عبر الربيع العربي بأقل كلف،ليس مضطرا الى نصوص قاسية،بعد ان بات في مناخ آمن نسبيا.
اعتقد ان التعديلات سوف تمر هذا اليوم،لهذه الاسباب،خصوصا،في ظل مخاوف الاردن مما يجري في الجوار،وفي ظل حسابات كثيرة،تقول ان روح الدولة في النهاية،ليس قائمة على البطش السياسي،وهذه الروح هي الضمانة الاكبر في جعل كل قانون ضمن حدود تفسيراته،دون توظيفات متعسفة او اوسع.
عاصفة رفض التعديلات،ستمر على الاغلب هذا اليوم،خصوصا،ان كل القصة،تنحصر فقط بدعوتنا معارضي التعديلات لقراءة القوانين الاخرى النافذة،ليتأكدوا ان رفضهم على مشروعيته،جاء دون قراءة،او تحليل او مقارنة.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2014 01:09 AM

هل مقاومة الإحتلال إرهاب ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
22-04-2014 08:52 AM

على كل الأردنيين ومنهم المهتمون باشأن الداخلي بصدق وحرص على الوطن أن يقرأوا هذا المقال بالصر والبصيرة
ومع ذلك يخرج علينا " الباسل " بتعليقه !!!!!

3) تعليق بواسطة :
22-04-2014 10:23 AM

مقاومة الاحتلال ستكون ثغرة قانونية للإرهابيين ومحامي الدفاع عنهم بأن غايتهم مقاومة الاحتلال وتسهيل دخول الإرهاب الى الاردن

4) تعليق بواسطة :
22-04-2014 10:54 AM

إلى الأخ محمد المهند
بأي حق تطالب الأردنيين أن يقرأوا مقال أبو طير بالصبر والبصيرة وأنت تستكثر أن يقوم الأخ الباسل بعد قراءة المقال بالتعليق بأربع كلمات وهي كما تعلم عنوان مقالة الدكتور حسين توقه هل مقاومة الإحتلال مقاومة وهو سؤال مشروع يطرح عربي مسلم لديه ذرة من الضمير وبقايا إيمان
ومن الذي وكلك كي تطالب الناس بما يقرأوا أو لا يقرأوا فإذا قرأوا تسلط السيف على رقابهم
حين يقوم الإنسان بالتعليق فهو دليل واضح على إهتمامه بالشأن الداخلي والخارجي ومن المؤلم والمؤسف فإن الباسل قد اهتم بالشأن الداخلي والخارجي وكان أول من عبر عن رأيه وكنت أنت أول من تصدى له فإما أن تلتزم بما تنادي أو لا تصرف أوامر على الشعب فهم أردنيون شرفاء ولا أظن أن أحدا قد وكلك بالحكم على آراء الناس ولكن لديك الحق أن تناقشهم بالحجة والعلم والمنطق لا أن تملأ فمك ماء لا تعرف ما أنت فاعل به هل تشربه أم تقذفه على الناس

5) تعليق بواسطة :
22-04-2014 11:25 AM

الأخ عبد الله العموش المحترم
أرجو المعذرة لأنني لم أفهم تعليقك
إن مقاومة الإحتلال المقصود فيها مقاومة إسرائيل وليس المقصود فيها مقاومة الأردن لأن الأردن لم يحتل أي دولة
فإذا كنا نؤمن بأن من حق الفلسطينيين مقاومة الإحتلال الصهيوني فكيف نسمح لأنفسنا بأن نصف المقاومين الفلسطينيين بأنهم إرهابيون

6) تعليق بواسطة :
22-04-2014 05:10 PM

اشكر الكاتب على الاضاءه وتفسير ما جاء في القانون وتلخيصه.. اما مقاومة الاحتلال فلا يختلف اثنان على انه مشروع وواجب, لكن مقاومة الاحتلال في عمان او على اي شبر من الارض الاردنيه ليس مقبولا ولا مبرراً,, فهو مدخل لاثارة الفوضى والعوده الى مربع بداية السبعينيات,, اعتقد اننا نرفض ان تؤول الأمور الى ذلك..فلربما عودة الاف ممن مارسوا القتل والتقتيل في فضاء الارهاب في العراق وسوريا الى الاردن لن يمر بسلام ,لا الدوله تقبل ولا الشعب ايضاً,,الاحتلال الاسرائيلي موجود منذ مطلع القرن الماضي وحتى تاريخه وما مورس من مقاومه للاحتلال لم ترقى يوماً الى تحقيق نصر,,هذه الفئه التي تسعى الى انتقال الارهاب والفوضى الى البلد الآمن هي بعيده عن الدين واقرب الى التطرف,,يجب قراءة القانون جيداً اذا ما اردنا ان ينعم ابنائنا بالأمن والآمان..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012