أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


هل يصبح الشارع رهينا للانعزاليين

13-12-2010 11:42 AM
كل الاردن -

فهد الخيطان

حادثة القويسمة تفضح الوجوه المقنعة وتكشف عمق مأزق الدولة .

يكاد المرء ان يفقد ايمانه بالديمقراطية وحرية التعبير وهو يتصفح بعض المدونات, وصفحات 'الفيس بوك' ومواقع الكترونية تعج بافكار الكراهية والعنصرية البغيضة.

ويتساءل في قرارة نفسه: كيف يتحول مثقفون وسياسيون واعلاميون الى دعاة حرب اهلية, ويتجرأ بعضهم على وصف شعب على انه مجموعة من العملاء لاسرائيل..?!

يعيشون معنا ونعيش معهم, شباب في مقتبل العمر حوّلهم التعصب الاعمى للفيصلي والوحدات الى اعداء كارهين لبعضهم. صفحات 'الفيس بوك' لكلا الطرفين ترسم صورة سوداء لجيل المستقبل.

لم نكن في انتظار سياج ينهار في ملعب لنعرف الحقيقة لكنها لحظة حاسمة يتكشف فيها المشهد القاتم, حيث تنبري الاصوات الانعزالية لتشعل شرارة المواجهة, في جميع البلدان التي شهدت حروبا داخلية كان التيار العريض من الناس خارج اللعبة لكنهم اصبحوا ضحايا لجرائم يرتكبها اصحاب الرؤوس الحامية من الانعزاليين.

وفي حادثة ملعب القويسمة ثمة اصرار من هؤلاء على جر المجتمع الى مواجهة دموية. وفي سبيل ذلك ليس هناك ما يمنع من تسويق تصرف احمق على انه عمل مقصود واستهداف مبرمج يقتضي ردا ينتصر لـ 'الدم المهدور'.

وفي السياق تجيء الدعوة للاصلاح ليس باعتباره حاجة وطنية ملحة بل اداة للمحاصصة وانصافا لـ 'الضحية' والرد بالطبع من الطينة نفسها, خطاب اقصائي يستكثر على نصف المجتمع حقوق المواطنة الطبيعية. وهكذا يصبح المجتمع بأسرة مشاعا مستباحا لعنصريين يتصارعون في الفضاء الالكتروني ويشحذون الهمم لنقل المعركة الى الارض.

يحدث ذلك منذ سنوات طوال والقوى النافذة في الدولة مثل النعامة تغطي رأسها في الرمل تراوغ احيانا واحيانا اخرى توظف الصراع والانقسام لإدامة معادلة السلطة والنفوذ كما هي, واستثمار ثقافة الخوف من الاخر لتعطيل عملية الاصلاح والاستئثار بالسلطة. والتقت مصالح النخب من الطرفين على هذه المعادلة فتشاركوا في الفساد والقمع والاستبداد.

وبالنسبة لقوى وأوساط سياسية اخرى تعثير عملية الاصلاح في الاردن صارت مهنة ممتازة تدر دخلا مجزيا وتستجلب تمويلا اجنبيا, ولا شك ان هذه الاوساط تأمل باستمرار التعثير والتعطيل حتى لا نفقد مصادر الدخل الاجنبي. فالاصلاح بالنسبة لهم تحول الى تجارة ازدهارها يستدعي وجود ضحايا من النساء الحالمات بالجنسية والرجال الطامحين للمساواة في الوظائف العسكرية والامنية والمزيد من جرائم الشرف ليصبح النضال من اجل 'سيداو' مجزيا.

والدولة في كل ذلك متفرج ضعيف يمد الجزرة طوال الوقت ويخشى غضب المانحين ويستجدي الدعم الخارجي ولا يعنيه قبول الداخل ورضا الشعب, المهم ان يستمر التحالف القابض على السلطة حتى لو كان الثمن هلاك الشعب في المدرجات.

fahed.khitan@alarabalyawm.net
 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-12-2010 11:59 AM

صدقت في كل ماكتبت.

2) تعليق بواسطة :
13-12-2010 01:14 PM

ما هو الحل ؟؟؟ يكفيني توصيف للمشكلة فالكل بات يعرفها ما نريد هو طرح حلول للوضع المزري الذي وصلنا اليه رفقا بالوطن و المواطن . شكرا

3) تعليق بواسطة :
13-12-2010 01:25 PM

الخبراء في الشوؤن العربية يقولون اننا بحاجة الى مئات من السنين حتى نحول الفوضى الى ديمقراطية حقيقة وخاصة في الاردن .

ربنا يسترالاردن الغالي من اولاد الحرام .

4) تعليق بواسطة :
13-12-2010 03:55 PM

الاخ فهد الخيطان المحترم

لقد اجدت وابدعت وقلت قول الحق الذي لا لبس فيه ...
المحاصصه ...خيانه لفلسطين الارض والشعب
الحقوق المنقوصه ....بدعه اسرائيليه صهيونيه
الاصلاح السياسي ...خدعة التقسيم الطائفي ...اختراع اسرائيلي

تحياتي

5) تعليق بواسطة :
13-12-2010 04:11 PM

في التعامل مع المشاكل (كما في الطب مثلا) يلجأ البعض إلى التعامل مع الأعراض وخاصة إذا لم يتمكن من تشخيص الأسباب الحقيقيىة للمرضأ أو إذا اعتقد أنه ليس بإمكانه التعامل مع هذه الأسباب لدقتها وصعوبتها وحساسيتها وكلفة التعامل معها ... فيلجأ إلى المسكنات وقاتلات الألم والتخدير والتعامل مع الأعراض بشكل بسيط وغير معمق

والوطن/الدولة/الأمة مثل هذا الجسد الذي إن كان في صحة ممتازة فالحمدلله، ولكنه إن عانى من الأمراض الاجتماعية والمعيشية والفساد بأي من أشكاله وصوره فستراه يئن تحت طائلة المرض وتظهر أعراض عديدة لهذا المرض أقلها اشتباكات الملاعب والاحتقان والعنف ,,, ولكنه يمتد أيضا ليشمل السرقة والجريمة والرشوة والمخدرات والانقسام الطبقي واضمحلال الطبقة الوسطى والاستقطاب إلى أغنياء معدودين على أصابع اليد وفقراء يعملون ليلا ونهارا وراء لقمة العيش والحياة الحرة الكريمة.

إن التعامل مع مثل هذه المشكلات يتطلب تحليلا علميا دقيقا وجريئا للأسباب الحقيقية وجذورها ، ومن ثم وضع المنهجية الشمولية والعميقة للتعامل مع هذه الأسباب واستئصالها من جذورها ليعود الصفاء والانسجام لهذا الجسد

6) تعليق بواسطة :
13-12-2010 07:56 PM

عندمانفسر الدعوة لاجراء تحقيق عادل في حادثة انهال خلالهارجال الدولة على مواطنين عزل في ملعب بالهراوات على انهادعوة للمحاصصة و الاقليمية نكون قد فقدنا انسانيتنا. وعندما نستغرب دعوة احدهم بضرورة عقاب المتجاوزين و حرمة دم المواطن نكون و قتها اضحينا غرباء حتى عن انفسنا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012