14-12-2010 07:58 PM
كل الاردن -
كل الاردن - عقدت لجنتا الحريات العامة والتوجيه الوطني اليوم الثلاثاء اجتماعا برئاسة رئيس مجلس النواب فيصل الفايز للاطلاع من نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس سعد هايل السرور على حقيقة ما حدث عقب مباراة الفيصلي والوحدات مساء الجمعة الماضية.
وقال رئيس مجلس النواب في بداية الاجتماع انه وعند وقوع اي حدث يجب على الجميع ان يتحلى بروح المسؤولية ولا يطلق اية تصريحات تسيء للوطن قبل التأكد من الظروف المحيطة بهذا الحدث.
واضاف انه وبالاشارة الى ما جرى مع جمهور الوحدات فقد سارعت الحكومة الى تشكيل لجنة تحقيق حول ما جرى، كما قام الاتحاد الاردني بتشكيل لجنة تحقيق بتوجيه من سمو الامير علي بن الحسين وطالب عدد من النواب كذلك بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، مشيرا الى انه بعد ظهور نتائج التحقيق لا بد من ان تتخذ اجراءات لمنع تكرار هذه الحوادث التي تسيء لوطننا الحبيب.
وبين الفايز انه لا بد من فهم وطني عميق لما حدث ولا بد من تعظيم قيم الحرية المسؤولة لدى الناس دونما خدش بصورة الوطن الزاهية والجميلة.
واضاف انه ولتعظيم قيم الحرية المسؤولة لا بد من ان نعرف ابجديات الولاء لهذا الوطن ولقائده جلالة الملك عبدالله الثاني، وحتى نصل الى هذا الولاء علينا الحرص بان يكون الهدف هو كرامة الناس والركيزة الاهم هو بناء شخصية المواطن الذي يستطيع ان يعطي ولاء صادقا ويدافع عن الوطن ويسمو به في اطار من الحرية التي كفلها الدستور وكفلتها القيادة الهاشمية، وهذه الحرية المصونة من الجميع لا بد وان تكون مرتبطة بالوطن ومصالحه وهمومه وهي بلا شك الحرية المسؤولة التي ندعمها ونهيئ المناخات كلها من اجل اشاعتها، مشيرا الى مبدأ ان الحرية تنتهي حينما تتجاوز حرية الاخرين.
وقال ان التوجيه والتثقيف على اساس المرجعيات الرئيسية مهم جدا والذي اساسه الوطن ومصالحه والمخاطر التي تواجهه وصون الوحدة الوطنية التي تعتبر صمام الامان والتعبئة لجهة تمتين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
واضاف ان مجلس النواب سيقوم وبالتعاون مع الجميع باخذ المبادرة في موضوع التوجيه والتثقيف والتعبئة ليكون هذا الوطن قويا بقيادته الهاشمية وبمؤسساته واجهزته الامنية وشعبه.
من جهته بين نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية سعد هايل السرور خلال الاجتماع ان الحكومة انتظرت في بداية الاحداث عدة ساعات نتيجة للتصريحات التي خرجت كي تقدم معلومات دقيقة حول ما حدث وقامت بالاتصال مع الجهات المعنية كافة.
واشار الى ان مجريات الامور في مباراة الجمعة كانت هادئة وسلسة والاحتكاك الذي جرى وقع بعد المباراة، مشيرا الى ان الترتيبات قبل المباراة بين جميع الاطراف هو خروج جمهور الفريق الخاسر اولا ومن ثم الجمهور الفائز وقد تم تنفيذ ذلك.
وقال ان ما حصل ان جزءا من جمهور الوحدات صعد الى اعلى المدرجات وبدأ افراد من جمهور الوحدات يلقي زجاجات فارغة باتجاه جمهور الفيصلي الذي بادلهم بالقاء الحجارة، ولان قوات الدرك معنية بالفصل بين الجمهورين فقد حاول افراد من قوات الدرك منع الجمهور من القاء الزجاجات فحصل تدافع من الجمهور على الحاجز الحديدى الذي انهار بسبب التدافع فاصيب عدد من الجمهور وبعض الافراد من قوات الدرك.
وقال لقد كانت مسؤولية على ادارة الفريقين وروابط المشجعين بان يتم ضبط الجمهور اكثر فاكثر، ولكن ما حدث من تدافع ادى الى اصابات لدى الجمهور والدرك على حد سواء، وفي تلك اللحظة كان جهاز الدفاع المدني موجودا وبدأ بنقل المصابين الى المستشفيات لاسعافهم وتم اسعاف144 شخصا.
وبين نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية انه استمع من الاطباء حول اوضاع جميع الاصابات وافادوا ان جميع الاصابات هي نتيجة تدافع الجمهور، لافتا الى ان لجنة التحقيق التي شكلها ستحقق كذلك بالتقارير الطبية.
واوضح ان بعض افراد الدرك والدفاع المدني اصيبوا وتم ادخالهم الى المستشفيات للعلاج، كما لحق الاذى ببعض آليات الدرك والامن العام، موضحا ان عدد الاصابات في الدرك بلغت16.
وقال ان مثل هذه الاحداث حصل سابقا وهذه مسؤوليتنا جميعا، لافتا الى انه بسبب كثرة اللغط حول ما حدث فقد تم تشكيل لجنة تحقيق من رجال القانون برئاسة امين عام وزارة الداخلية.
وتعهد السرور بان تصل اول نسخة من تقريراللجنة الى رئيس مجلس النواب، وقال انني وجهت اللجنة بكتاب رسمي لانجاز عملها باسرع وقت ممكن ولن يكون هناك شيء سري وسنبلغكم بالنتائج.
واضاف اعتقد ان اللجنة ستخرج بتوصيات حول ما سنفعله في المستقبل من اجراءات لمنع تكرار ما حدث حتى لا تتكرر هذه الظاهرة من جديد، مؤكدا ان الاجراءات التي سنتخذها ستكون سليمة ومن خلال الاطر القانونية.
واشار السرور الى ان هذه القضية رافقها حملة تحريضية من بعض وسائل الاعلام التي حملت القضية اكبر مما تحتمل، واستغل بعض الناس هذه القضية وبدأوا يتحدثون عن قضايا لا علاقة لها بالرياضة والشباب واسقطوا اراءهم على هذه الحادثة، مبينا ان البعض اصبحوا يتحدثون عن الاصلاح السياسي والعلاقة الاردنية الفلسطينية.
واكد السرور اعتزازه بقوات الدرك قائلا ولولا وجودها لحصل اكثر مما حصل، فهم صمام امان يدافعون عن سلامة الوطن والمواطنين.
واضاف السرور خلال الاجتماع انه صدرت تصريحات مسيئة للوطن، مشيرا الى ان الاحداث انتقلت عقب المباراة الى اماكن اخرى وتم التشابك في منطقة المقابلين بين بعض مشجعي الفيصلي والوحدات وتدخلت قوات الدرك لفض التشابك وحماية الناس.
وقال ان الحكومة لن ولن تتهاون في اتخاذ اي اجراء حتى لانسمح بان يتكرر مثل هذا الحدث وان جميع الاجراءات ستكون قانونية ولن يكون هناك اجحاف بحق احد.
واشار الى انه تم رصد الكثير من التداعيات والتصريحات التى اعقبت الحدث لكننا نعرض عن ذكرها والخوض فيها حتى لا نسهم في التحريض، مبينا انه ورغم حملات التحريض التى مورست من البعض الا انه كان هناك اناس كثر ومنهم مجلس النواب عملوا على تقديم المساعدة والتهدئة وكانوا حريصين على حصر الامور في مكانها الطبيعي.
من جهته قال رئيس لجنة التوجيه الوطني النيابية النائب جميل النمري ان ما حدث كان يمكن ان يبقى في اطار شغب الملاعب ولكنه اخذ ابعادا سياسية مسيئة بفعل ركوب الموجة واعطائه بعدا مسيئا للوحدة الوطنية والبعد الوطني، مشيرا الى ان الحادثة الاخيرة كان يمكن اعتبارها حالة استثنائية وجزءا من شغب الملاعب لولا التصريحات التي صدرت واعطتها ابعادا سياسية ساهمت بعض وسائل الاعلام الخارجية في اضفاء هذا البعد عليها.
وقال رئيس لجنة الحريات العامة النائب احمد هميسات اننا نجتمع اليوم لمناقشة قضايا لها مساس مباشر على حاضر ومستقبل الاردن من حيث حقوق الانسان التي كفلها الدستور، لافتا الى ان ما حصل من احداث امر مؤسف ولا يعبر عن خلق الاردنيين وهي لحظة انفعال عابرة والمطلوب من الجميع الابتعاد عن التصريحات غير العقلانية.
واكد اننا جميعا نرفض المساس بالوحدة الوطنية التي هي خط احمر ونقدر عاليا الدور الذي تقوم به الاجهزة الامنية ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين ونطالب الحكومة بتطبيق القانون لان لا احد فوقه.
وقالت النائب وفاء بني مصطفى ان شغب الملاعب ظاهرة موجودة في كل الدول وان الخطأ فيما حدث هو تسييسس للواقعة واعطائها ابعادا اكثر من حجمها الطبيعي، مطالبة بمحاسبة المسؤولين الذين سيسوا الحادثة، وقدمت تحية اجلال واكبار لقوات الدرك والاجهزة الامنية.
واشارت النائب ميسر السردية الى ان الاحرى كان تواجد رئيسي الفيصلي والوحدات بيننا اليوم، مطالبة بمؤتمر وطني لمناقشة الظاهرة.
وانتقد النائب عبدالجليل السليمات التصريحات التي صدرت عقب المباراة معتبرا انها مسيئة.
وقال لا يجوز ان ينقلب المواطن من ابيض الى اسود بمجرد هبة ريح، مطالبا بحل ناديي الفيصلي والوحدات موجها تحية لقوات الدرك والامن العام وتفعيل قانون منع الجرائم.
وانتقد النائب سمير العرابي غياب الاعلام الرسمي عن الحدث ونقل الرواية الصحيحة للمواطن الامر الذي ادى الى قيام فضائيات بتضخيم ما حصل، واشارالى انه يجب منع اي مشجع من ادخال اي زجاجات فارغة او ادوات حادة داخل الملعب، لافتا الى ان التصريحات النارية التي اعقبت المباراة كانت نتيجة للوضع المتوتر لدى الناس داخل المستشفى.
وقال النائب يحيى السعود ان قوات الدرك محط اعتزاز وفخر لكل الاردنيين ولا نقبل الاساءة لهم، لكن وبالمقابل كل من اساء يجب ان يحاسب، معبرا عن رفضه للتصريحات التي صدرت من البعض واستخدام الفاظ مرفوضة وغير لائقة.
وقال النائب صلاح محارمة ان الحدث رياضي بحت ولا يجوز تسيسه، وان النواب تدخلوا في الامر لتهدأة الخواطر والوقوف على تبعات القضية.
وقال النائب خليل عطية انني اشكر تجاوب الحكومة لتشكيل لجنة تحقيق والايعاز بمعالجة المصابين على نفقة الحكومة، منتقدا من اطلق تصريحات تسيء للوحدة الوطنية، داعيا الى محاسبة مثل هؤلاء وطالب الاسراع بالكشف عن وقائع القضية.
واشار النائب محمد الحلايقة الى ان المشكلة كان يمكن تفاديها بشيء من الحكمة والتعقل وعدم تحميلها اكثر مما تحتمل.
وقال النائب جعفر العبد اللات ان الوحدة الوطنية هي السياج والحصن المنيع، مطالبا بتوفير بيئة مناسبة للشباب وبنية تحتية ودعم الاندية.
اما النائب محمد الكوز فقال ان القضية انتهت والحكومة شكلت لجنة تحقيق ولكن يجب معالجة المشكلة من جذورها.
وقالت النائب سامية عليمات ان القضية نفخ فيها وهي لا تتعدى سوى شغب ملاعب والهوية الاردنية ليست عباءة يلبسها البعض وقت يشاء.
من جانبه قال النائب محمد الحجوج ان المشكلة ليست بين الوحدات والفيصلي وعندما نتحدث يجب ان نضع يدنا على الجرح لان ما حصل نتج عن سوء تصرف في الملعب.
وطالب النائب برجس الازايدة بالحفاظ على هيبة الدولة، فيما طالب النائب عبدالله جبران بالعودة الى تقارير حكام المبارة، محملا مسؤولية ما حدث الى مجالس ادارة كلا الناديين وليس الدرك.
وطالب النائب محمد الظهراوي بالفصل بين التصريحات التي اعقبت ما جرى وما جرى داخل الملعب .
ودعا النائب حمد الحجايا الى ان نكبر فوق الجراح لاننا شعب واحد وهذا الوطن بجميع شرائحه يؤمن بالوحدة الوطنية.
ورد وزير الداخلية على مداخلات واستفسارت النواب بالقول ان اللجنة ستسرع في عملها وتنجز اعمالها بالسرعة المطلوبة، وعبر عن رفض الحكومة بان يتعرض اي نائب للاساءة.
وعبرالسرور عن دعمه لقوات الدرك وقال ان واجبنا جميعا ان نقدم لهم كل الدعم.