15-12-2010 12:13 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
بعد ويكيليكس, اتضح أن العلاقات الشفاهية, الدبلوماسية وغير الدبلوماسية, أفضل وأكثر ضماناً من العلاقات المكتوبة والموثقة, إنها أي الشفاهة الأسلوب المتبع عربياً وهو لغاية الآن لم يتسبب بخلق مشكلات كبرى, ففي الشفاهة تستطيع ان تختار الموقف الذي تريد في اللحظة التي تريد وبمرونة عالية تناسب التغيرات. لقد قيل أن أحد رؤساء الوزارات السابقين كان خلال الاجتماعات الحكومية ينزعج من الوزير الذي يقرأ من الورق ويفضل النقاش الشفاهي, وفي عهده جرت أمور مهمة ولكن من غير المتوقع أن يتمكن احد من سؤاله عن أي أمر لا اليوم ولا في المستقبل.
المسؤول العربي يتعامل مع الكتابة والتوثيق باعتبارها 'مَماسِك' يحرص على عدم الوقوع بها, والمعروف في علم السياسة والإدارة العامة العربية أنك تستطيع أن تفعل ما تريد بشرط أن لا يكون هناك أحد 'ماسِك عليك مَمْسك'.
يبدو أن المسؤولين العرب في تعاملهم مع الأمريكان أهملوا التطبيق الحرفي لمبدأ الشفاهة المتبع محلياً, لقد ظنوا أن سرهم عند الأمريكي في بئر, ولم يمانعوا من تسجيل ملاحظات. والمسؤول العربي يراها 'كبيرة' من الأمريكي عندما يسأله الأخير عن شأن من الشؤون, والسلوك 'الكبير' يستدعي 'الاندلاق', من الواضح بخصوص ما نشر انه جرى في لحظة 'اندلاق' دبلوماسي.
بعد اليوم على الدبلوماسي والسياسي العربي أن ينتبه إلى أن كل كلامه مع الأمريكان يندرج ضمن مسمى 'حكي يُوصَل'.
ahmadabukhalil@hotmail.com