أضف إلى المفضلة
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 22 كانون الأول/ديسمبر 2024


عن حماس في ذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرين

16-12-2010 01:27 AM
كل الاردن -

* عريب الرنتاوي

هي مناسبة لحديث في العمق عن حماس في ذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرين ، فالظرف لا يسمح بإحياء الذكرى بالشعارات والمهرجانات والقبضات المضمومة ، فقد تميز تاريخ الحركة الوطنية والإسلامية الفلسطينية بالكثير من هذه المظاهر ، والقليل من تلك المراجعات المطلوبة.

 

حماس اليوم ، بعد 23 عاما على انطلاقتها ، وخمس سنوات على فوزها الساحق في الانتخابات ، وأربع سنوات على تفرّدها بحكم قطاع غزة ، حماس هذه تكاد تختنق بتداعيات نصرها الانتخابي ، بل وتكاد تدفع أغلى الأثمان لنتائج انتخابات ، لا يتمنى حزب سياسي الحصول على أكثر منها ، فالحركة بمجملها ، تبدو 'أسيرة' في قطاع محاصر ، يختنق بالعقوبات الدولية ، ويواجه يومياً ، كوابيس الترك والنسيان والتجاهل.

 

والحقيقة أن الحركة التي تزامن صعودها مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى ، انتفاضة الحرية والاستقلال ، نجحت في استئناف العمل الفلسطيني المقاوم بعد أن تخلى الآخرون عنه أو كادوا ، وشقت طريقاً حمل بصماتها الخاصة على هذا الصعيد ، وباتت في غضون سنوات قلائل ، لاعبا يحسب له ألف حساب ، لا على المستوى الوطني الفلسطيني فحسب ، بل وعلى المستوى الإقليمي كذلك.

 

وما أن استوت الحركة على 'عرش المقاومة' حتى بدأت التطلع للاستواء على 'عرش السلطة' ، في محاولة منها ، للجمع بين العرشين ، تلك المحاولة التي جرّبها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، ودفع حياته ثمناً لإخفاقها أو فشله في إنجازها ، لا فرق.

 

حماس اليوم في وضع صعب ، لقد مرّت بها أوقات أفضل من هذه بكثير.. فهي من جهة أولى ، تجد صعوبة في التكيّف مع مقتضيات السلطة ومندرجات عرشها ، حتى في شريط ضيق ومكتظ بساكنيه.. وهي من جهة ثانية ، تجد صعوبة أكبر في استنئاف نشاطها المقاوم ، بعد أن أصبحت 'فاتورة استئناف المقاومة' مكلفة جداً على حماس وقيادتها وبُناها ومؤسساتها ، مثلما هي مكلفة للشعب المجوّع والمحاصر في القطاع المنكوب.

 

حماس اليوم ، باتت بنك أهداف مكشوفا لسلاح الجو والطائرات من غير طيّارين والصواريخ الذكية في الأيدي الإسرائيلية العنصرية ، وهو بنك أهداف ذو احتياطات وفيرة ، ليس بحاجة لـ'ويكيليكس' جديد لكي يفضح إحداثيات مفرداته ومكوناته ، وهي - الحركة - مجبرة لهذا السبب بالذات ، ولأسباب أخرى تتصل بمدى جاهزية القطاع وقدرة أهله على العوم في بحر آخر 'الرصاص المصبوب' ، على أن تكون حارسة 'الهدنة المفتوحة' مع الاحتلال ، حتى وإن تطلب الأمر ، استخدام القوة للحفاظ على صمت المدافع والصواريخ. حتى وإن أفضى الأمر إلى 'استعارة' مفردات من قاموس السلطة وفتح القديم ، الذي كان يُستخدم ضد حماس ، ويوصّف سعيها الدؤوب للتفلت والإفلات من قيود السلطة و'هدناتها' واشتراطات أوسلو الأمنية والسياسية.

 

لذلك فإن الحديث عن 'خيار المقاومة' يبدو تبشيريا - وعظياً تعبوياً - في واقع الحال ، خصوصا بعد آلت الضفة الغربية إلى ما آلت إليه من هدوء وسكينة ، املتها 'تصفية حسابات الانقسام' و'نظرية الإنسان الفلسطيني الجديد' ومتطلبات 'التنسيق الأمني' ، الأمر الذي يشي بأن هذا 'الخيار' ، سيظل 'خياراً مع وقف التنفيذ' حتى إشعار آخر على أقل تقدير.

 

وحماس في سعيها للاطلاع بدور سياسي ، ينسجم مع 'نصر يناير '2006 ، ويتساوق مع مقتضيات الوضع القيادي الجديد للحركة في أوساط الشعب الفلسطيني ، ويلاقي ميل الحركة للإفلات من قبضة العزلة وأطواق العقوبات والحصارات و'ظلم ذوي القربى' ، تسعى في تقديم خطاب سياسي 'عقلاني' و'واقعي' ، بيد أنها في سعيها هذا لن تقدر على مجارة فتح والسلطة والمنظمة ، وهي في الأصل ، لا تريد مجاراة هذه الأطر وهي التي نشأت في مواجهتها وبالضد من أطروحاتها ، في ظني أن ليس مطلوباً منها أن تفعل ذلك ، وإلا لتحولت إلى 'فتح محجّبة' أو 'فتح بذقن ودشاش' كما يقول أنصار فتح ، لكنها مع ذلك ، لا تكف عن توجيه الرسائل ، وإظهار الرغبات في ألا ينظر العالم إليها كجزء من المشكلة ، بل كجزء من الحل.

 

من حق حماس أن تجري ما تشاء من حسابات ، سياسية وأمنية وعسكرية ، ومنها أن تقدم خياراً وأن ترجئ أو تجمّد آخر ، فالمقاومة ليس طريقاً مستقيما ذا اتجاه واحد ، بل هي طريق متعرج ، ودائما هناك اتجاهات أخرى ، ومن حق السائرين على هذا الطريق أن يحددوا السرعات وأماكن التوقف والانعطاف والتراجع ، وهذا ما تفعله حماس على أية حال.

 

لكن من سوء طالع الحركة ، وهي تكاد تكمل ربع القرن الأول من عمرها ، أنها تواجه ظروفا عنيدة للغاية ، وعلى كل الجبهات ، وفي ظل حالة من الانهيار والتراجع ، فلسطينياً وعربياً ، لم تفضح وثائق ويكيليكس سوى 'الجزء الطافي من جبل جليدها' ، أما الجزء الأكبر ، فما زال غاطساً تحت الماء ، ولولا أن من يحكم في إسرائيل هذه الأيام ، من مستوطنين ويمينيين متطرفين ، قد نجحوا في جعل حياة فتح والسلطة والمنظمة ، جحيما لا يطاق ، لكان وضع حماس اليوم ، أشد صعوبة مما هو عليه الآن.

 

كان الله في عون شعب فلسطين.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-12-2010 03:07 AM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
16-12-2010 06:43 AM

يا رنتاوي يبدو أننا بحاجة لويكليكس يكشف الجزء المطمور من خباياك ونواياك تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس). اللهم انصر حماس وثبتها على الحق وعلى الجهاد في سبيل الله ، اللهم آمين.

3) تعليق بواسطة :
16-12-2010 09:25 AM

مع تقديري واجلالي وكل احترامي لمباديء واهداف حركه حماس الشريفه فان الظروف التي اوصلتكم للسلطه كانت عباره عن فخ اراده لكم الاخوه والاصدقاء قبل الاعداء لتبتعدوا عن الاهداف الحقيقيه مرغمين لان السلطه لها ثمن باهظ ومن هنا تكالبت عليكم الظروف القاسيه من ذوي القربى واغلقت عليكم الحدود البريه والبحريه والرصاص المصبوب من الصهاينه والفوسفور الابيض والاشقاء في الضفه لا حول لهم ولا قوه وسلطتهم تشمت بكم وتريد الخلاص منكم ولو على ايدي منبوذي العالم
لكم الله وكم تمنينا ان تبقوا معارضه وبعيدين عن السلطه

4) تعليق بواسطة :
16-12-2010 09:49 AM

لو بقيت حماس جناح مقاومة و بعدت عن السياسة لم ألت الى ما ألت ألية الان وبقيت قوة يحسب حسابها ولكن حينما اصابها الغرور وطمع السلطة و توجت نفسها هي الامر الناهي في الشأن الفلسطيني وطبل وزمر لهاالكثيونر ممن يتمتعون بزدواجية الولائات كانت النتائج بان غزة و اهل غزة في سجن جماعي كبير لا يفك اسرة الا اللة

5) تعليق بواسطة :
16-12-2010 01:39 PM

هل هذا الكاتب المحترم من جماعة دخلان المشهور ام من جماعة ابو مازن الختيار رقم 2 ام انه من جماعة د.... ...... ؟؟؟ .

6) تعليق بواسطة :
16-12-2010 03:42 PM

كفاك أنك لا ولم ولن تقدم ما قدمه المخلصون من القابضين على الجمر بينما تقبض أنت وأمثالك على الحرير الناعم ، دعك من قوم كالجبال الرواسي والمعدن النقي الصافي ،أما غيرهم فيشعل الدنيا بانتقاداته وهو لم يسمع بما قدمه الشرفاء الذين ضحوا بأموالهم وأبنائهم وأنفسهم ، ليتنا نخجل من أنفسنا ونحن نجلدهم كما يجلدهم الأعداء وأعوانهم.....فرفقا بمن يحاصرهم كل العالم القؤيب قبل البعيد. أرجو من كل الأردن النشر

7) تعليق بواسطة :
16-12-2010 08:57 PM

الى عريب الرنتاوي
عند التحدث عن حماس ...علينا ان نقف اجلالا واكبارا لما قدموة من صور للبطوله والشهادة واعلى درجات الشرف والنزاهه وهم الشرعيون عند طرح مبداء القيادة الشرعيه ..ومن المعيب مقارنتها بفتح والسلطه واوسلو ...حماس ترفض المحاصصه والتوطين الذي دعوت له على شبكة الجزيرة ...حماس لا تطالب بنواب فلسطينيين في مجلس النواب الاردني كما طالبت انت نتيجه لأحداث مباراه ...

للاسف ...يحق لكل شخص ان يتحدث عن حماس ...اما انت فلا ...انتظر مباراة اخرى ..وعندها تحدث عن ما شئت مثلا اسعار البندوره وانعكاسها على نتيجة مباراه ..

حماش ...حركة مقاومة شريفه ..نظيفه ...طاهرة ...نقيه بظاهرها وباطنها تحاول وطننا او تموت فتعذرا

تحياتي لكل الاردن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012