أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


وسط البلد!

بقلم : حلمي الاسمر
23-05-2014 12:32 AM
منذ سنوات، كتبت عن وسط البلد، قلب عمان، المهدد بالتوقف، كما قلت آنذاك، هل تغيَّر شيء...؟ هل تحققت النبوءة، وبدأ القلب يتوقف فعلا؟ لا أدري، ولكن تعالوا نراجع «دفاترنا» العتيقة!

لوقت قريب ، لم يكن يصدق أحد أن منطقة «البلد» أو «وسط البلد» كما تسمَّى على ألسنة المواطنين ، التي كانت قلب عمان النابض قبل نحو عقدين من الزمان ، يمكن أن تتوقف عن النبض ، لصالح بؤر وتجمعات وشوارع بديلة ، أخذت تدب فيها الحياة ، وتعيش حالة كرنفالية يومية ، فيما شارع سقف السيل ، تبدأ تلفه العتمة مع الغروب،.

معظم أهالي عمان ، بل الأردن كافة ، لهم ذكريات خاصة مع «وسط البلد» فقد كان هو «البلد» كما كان يُسمَّى ، وكان يتعيَّن على كل من يريد أن يتنقل بين جبلين ، أن «يتعمد» بسرفيس يتخذ من البلد نقطتي انطلاق وعودة ، وفي الأثناء تخطف أبصار المارين بين موقفي سرفيس ، بسطات صغار التجار، وعروض مختلفة الأنواع لأشياء لا تتذكر شراءها إلا إذا رأيتها ، ومحلات تتباهى بعرض منتجاتها بخلاعة تشتهي معها امتلاكها، حتى ولو لم تكن بحاجتها ، وكان نادرا على كل من يمر وسط البلد ألا يعود بمشتريات ، ربما لا لزوم لها ، لكنها تسللت إلى جيبه عنوة ، وكان وسط البلد أيضا ، يشكل مهرجانا للسلع الفاخرة ، أو على الأقل هكذا كانت تبدو في أعين عامة الناس ، حيث كان الفقراء وأصحاب التطلعات البرجوازية يتجوَّلون في الشوارع ، إن لم يكن للشراء فللتعرف على أصناف من البضائع يسرون في أعماقهم أن يوما لا بد سيأتي ويشترون منها ولو شيئا بسيطا ، بعد أن «تتحسن» أحوالهم ، وكان وسط البلد أيضا مقصدا للجوعى ، حيث يستطيع أي معدم أن يحشو بطنه بوجبة طبيخ أو فلافل بمبلغ بسيط ، وإن لم يستطع فبوسع قطعة حلوى من تلك الأنواع المعروضة بغزارة على الأرصفة ، أن تسد جوعه وتكفيه ذلك اليوم ، وإلى هذا وذاك ، كانت محلات الألبسة توفر عروضا سخية لأنواع زهيدة من الملابس ، سواء من النوع الأوروبي المستعمل ، أو من يقف على حواف الجديد الذي يسمى «الستوك» أو «المرتجع» ، كما كان وسط البلد يوفر نزهة مجانية ، قوامها «الفرجة» على معروضات وأنماط مختلفة من الناس ، حتى إذا تعب «الزبائن» ، مالوا إلى محل عصير ، فبلوا ريقهم ، واستأنفوا فرجتهم،.
وبعيدا أو قريبا من كل هذا المشهد المتنوع ، كان سوق الجمعة ، الذي يمتاز بطقوس وعادات خاصة ، تحيل وسط البلد إلى كرنفال عجائبي ، حيث يبدأ أصحاب العروض بالتوافد لاحتلال مواقعهم على الأرصفة منذ مساء الخميس ، وبعضهم كان -ولم يزل- يتخذ الرصيف منامة له ، حتى يقطف ثمرة السوق من أوله،.

وسط عمان مجمَّد الآن ، لصالح مجتمع «المول» والشوارع الجديدة التي خطفت التجار والزبائن، وبوسع أي عابر أن يستمع لشكوى مريرة من صاحب محل لم يزل متمسكا بموقعه وسط البلد ، نتيجة ضعف أو عزوف الناس عن ارتياد ذلك القاع الأثير وبالتالي انشغال معظم أصحاب المحلات الذين لم يزالوا يعمرِّون البلد بما يسمونه «كش الذباب»،.

جميل أن تتضخم عمان ، وتتوسع وتصبح مترامية الأطراف ، لكن الأجمل ، أن يتحول وسطها أو قلبها، كما هو شأن «الداون تاون» في معظم المدن العريقة ، إلى قبلة لأنظار المواطنين والسياح أيضا ، عبر سلسلة مشاريع وأفكار خلاقة تعيد إحياء «البلد ،»، أو تحُول دون توقف القلب عن النبض!
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-05-2014 01:09 AM

يعني يااستاذ حلمي غير عاجبك الشوارع التي اصبحت نظيفة ومحررة من البسطات وتجمع الزعران والارصفة التي اصبحت تجد الاقدام مكان للسير عليها وتود ان تعود الفوضى والبسطات والمعروضات تحتل الشوارع وفي الشتاء يوقد الحطب في التنك في نصف العاصمة ويتصاعد منه الدخان الاسود وألسنة اللهب الحمراء المخلوطة بالشحار الاسود والمثقبة من الجوانب وتصبح السيارات الماشية واقفة وتشتري الاثاث الملوث بإدخنة السيارات والغبار وبؤر لولادة القطط والفئران ولايعجبك ان تشتري مستلزماتك من عمان من اثاث وغير من داخل محلات نظيفة ومرتبة ومهواه وأثاث نظيف غير ملوث بدخان السيارات والغبار مع رائحة عبق الاسفلت وأثار ولادة القطط والفئران وتود ان يكون شارع سقف السيل مكان لتجمع الزعران والسكارى ومتعاطي ومروجي المخدرات والمتحرشين بإعراض الناس عجيب هذا الزمن الشيء الحسن ينتقد والشيء السيء ينتقد ايضاً لعلمك اليوم كنت في عمان وسرني التغيير الذي شاهدته من نظافة شوارع وأختفاء ولو بنسب ما من البسطات والمعروضات والاثاث البالي التي كان يحتل كل الارصفة ويجبر المشاة السير مع السيارات ومن مقالك يبدو ان تعاطفك مع التجار ونادراً من يتعاطف مع التجار الفجار في هذا الزمن مصاصي دماء الشعب فقد دخلت على محل صغير يشبه الزريبه اشتريت منه غرض ما وأجزم ان اجرة ذلك المحل لايزيد عن الخمسين ديناراً او اكثر بقليل فأصر التاجر في ذلك المحل على بيعي السلعة التي كنت مضطراً لشرائها الا بخمسة عشرة ديناراً وقال هذا استفتاحي اليوم ان صدق اتعلم انني موظف منذ ثمانية وعشرين سنة لم تصل يوميتي عشرة دنانير فلا تخاف على التجار وبارك لشوارع عمان وأرصفتها بتحررها وأبرق لأمين عمان ان كان هو حقاً من فعل بالشكر والعرفان لأعادة عمان جميلة بشوارعها وساحاتها ؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
23-05-2014 11:03 AM

اﻻستاذ حلمي عمان ووسطها لها من الذكريات الجميلة في قلوب اﻻرادنة لقد اوجزت فابدعت واول ضربة موجعة لوسط البلد كانت نقل مجمع رغدان بحجة استبداله بمجممع سياحي وهو مثال حي للمشاريع الفاشلة ومن يومها بدةا وسط البلد بالذبول وما كانت مشاريع تطوير وسط البلد السياحي اﻻ وهم سامح الله من كان سببا لذلك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012