أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


نقاط ضعف الحكومة

بقلم : جمانة غنيمات
07-06-2014 12:25 AM
الانتقادات التي توجه لحكومة د. عبدالله النسور كثيرة. والمطالبات برحيلها، بسبب نهجها 'الجِبائي'، متكررة من قبل نخب ومراقبين وعامة.

إلا أن هؤلاء عادة ما ينهون حديثهم بكلمة 'لكن'؛ فيختتمون قائمة النقد الطويلة للحكومة الحالية بالحديث عن البديل، وعن الفرص المتوفرة لتغيير الوضع القائم من قبل الوريث القادم، وما سيأتي به مقارنة بالموجود على علاته.

حالة عدم الرضا، وهذا وصف مخفف لحقيقة شعور الناس تجاه الحكومة الحالية، ترتبط بشكل عميق بالقرارات الاقتصادية الصعبة التي اتخذتها الحكومة، وتركيزها على هذه الجزئية المحدودة في ملف الإصلاح الذي يفترض أن يكون شاملاً. يعزز ذلك ضعف نتائج العمل الحكومي الإيجابية على حياة الناس، في وقت أدت فيه قرارات زيادة الأسعار إلى إصابة مستوى معيشة كثير من الأسر في مقتل، وهي التي قاومت كثيراً لتحافظ على مركزها المالي، وخاضت معارك ضارية في وجه الأسعار لتبقى ضمن الطبقة الوسطى.

للحكومة الحالية نقاط ضعف واضحة، تسهم أيضاً في تعميق الشعور الرافض لها، وتشجع رفع صوت المطالبين برحيلها، وهو ما يتمثل خصوصاً في غياب روح الفريق عن هذه الحكومة.

في حكومات سابقة، كنا نتحدث عن الفريق الاقتصادي، ونسعى لقراءة مدى انسجامه وامتلاكه لوصف الفريق. وكانت النتيجة، في العادة، غياب هذه الميزة، ما أدى بالضرورة إلى تراجع قدرة الحكومات على إحداث الفرق المطلوب.

الحكومة الحالية تشكلت وبدأت عملها في ظل متغير مختلف لكنه مهم، يتمثل في الأزمة السورية التي حملت معها كثيرا من الضغوطات؛ منها ما يتعلق بسوق العمل والخدمات، إضافة إلى الضغط الكبير على البنية التحتية.

هذا المتغير والتعامل مع نتائجه كان يتطلب نسيجا مختلفا من العلاقات، المعنوية وليس الشخصية حتماً، بين أعضاء الفريق الحكومي، بعد أن تشابك الأمني مع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي أيضا. إلا أن ضعف التشبيك والتنسيق أفضى إلى قناعة شعبية بضعف الأداء الحكومي.

حكومة د. النسور جاءت عقب 'الربيع العربي' والحراك الشعبي المطالب بالإصلاح، وكذلك شقيقه المطلبي؛ ما أكد الحاجة الملحة، مرة أخرى، لفريق حكومي متكامل؛ فلا يقتصر على الجانب الاقتصادي، وإنما يشمل مختلف الأطر والقطاعات. وهو ما ليس موجودا للأسف.

أهمية التجانس بين الفريق، وكذلك التشبيك في الأداء، يعدان ضرورة لتطبيق استراتيجية التشغيل، وإعادة الهيبة لامتحان 'التوجيهي'، ووقف التطاول على المياه وسرقتها.. وغيرها من مشاكل ومعضلات. وقد وعدتنا الحكومة الحالية باستعادة هيبة القانون وتطبيقه على الجميع بعدالة، فهل تحقق ذلك؟ كما وعدت بتحسين مستوى معيشة الناس والتأسيس لإنجاز تنمية مستدامة فعلاً، فأين نحن منهما؟

ضعف النتائج يرتبط بدرجة رئيسة بغياب روح الفريق، وشيوع فكرة سطوة شخصية الرئيس على الوزراء، بما عمق الانطباع بأنها حكومة الرجل الواحد.

في التفاصيل، ومن خلال اللقاءات المتكررة التي تجريها 'الغد' مع الوزراء فرادى، يكشف كل وزير عن حجم العمل الذي يؤديه، والمنجزات الإصلاحية التي يسعى إلى تحقيقها في قطاعه. والقصة تبدأ من 'البلديات' التي يسعى وزيرها إلى تنظيم العمل البلدي والارتقاء بمستوى الخدمات، مرورا بـ'التخطيط' والسعي الجاد إلى تنفيذ مشاريع المنحة الخليجية، وليس انتهاء بـ'التنمية' والجبهة المفتوحة لديها مع مؤسسات مجتمع مدني، وتوجيه إنفاقها لتحقيق أهداف مفيدة للمجتمع. ولا يتوقف الحديث عند هذا الحد، إذ ثمة عمل كثير؛ فكل وزير يعمل بجد في قطاعه، باستثناء عدد قليل أثبتت التجربة غياب الرؤية لديه.

رغم ذلك، تجد الانطباع الشعبي متمنيا رحيل الحكومة وتغيرها؛ ربما لأننا تعودنا على فكرة قصر عمر الحكومات، ولأن الحكومة الحالية فشلت في إعلان برنامج عملها، ولم تنجح كثيراً في شرح ما يقوم به الوزراء الفاعلون. ولعل أهم من ذلك أنها لم تتمكن من إنارة ضوء في آخر النفق.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-06-2014 12:36 AM

أي حكومة هاي الي بتستغل جيوب الشعب و نهب الخيرات لصالح اصحاب الذوات.
لا حكومة مندون اصلاحات و محاسبة الفاسدين و تطبيق قانون من اين لك هذا كل على حدا دون استثناء اليست هذه ديموقراطية نسعى لتبيقها أم لا ؟؟
اصبحنا حائرين في مفهوم الديموقراطية .. لانها تستخدم متى نشاء فقط و ليست دائمة.

2) تعليق بواسطة :
07-06-2014 04:18 AM

الدكتور عبدالله النسور شخصية اردنيه نظيفة قوية صبورة متزنه.. والتاريخ سينصفها ، وفعلا ليس من العدل التطرق لنقاط ضعفها دون تعرية قوي واساليب الشد العكسي من داخل النظام الحاكم ، و دون شرح ارثه الثقيل لمؤسسات الدولة المنخر بالفساد ، ودون التطرق لشبه انهيار اقتصاد الدولة والمديونيه الخرافية المسجلة عليها ، ودون شرح الاوضاع الملتهبة على المستوي الداخلي والاقليمي ودول الجوار الملازمه لحدودنا شرقا وغربا وشمالا .. ، هذه بعضا من النقاط المهمه تكفي لانسحاب اي شخصية سياسية من تولي المسؤوليه وغيره اعتذر ولازم بيته !! رغم كل ذلك قبل بها من منطلق وطني صادق مع نفسة ومع الشعب ، لو كانت شخصية مهزوزه مخادعة لبادر كغيره من السابقين بوعود تضليلية كاذبة للشعب وبادر بزيادة جزئية للرواتب او صرف جوائز ترضية او عيديات او اكراميات للموظفين والمتقاعدين !! ثم حصلها برفع الاسعار وزيادة الضرائب ورفع الدعم ..، حمل الرجل وطاقمه ثقيل وقوي الفاسدين حوله شلال يهوي فو رأسه ..، رغم ذلك كما قالت الكاتبة صبر وسجل ايجابيات وقاد المركب الهترىء بكل دقة وحذر من المنطقة السوداء لعواصف عاتية الى منطقة ضبابية لا تخلو من مفاجئات باي لحظة ان تم التفكير بالاستغناء عنه بجرة قلم لمبررات تطفوا على السطح وحقائق تغوص في القعر كما كان يحدث مع غيره . ان حدث هذا !؟، نتمني ان تبقى الاقلام كما نلاحظها حرة صادقة وواعية وملتزمة بكشف الحقائق للشعب .

3) تعليق بواسطة :
07-06-2014 11:51 AM

تتحدثين عن نفاط ضعف الحكومة -- وهي كثيرة جدا جدا جدا - ولكن لماذا لم تبحثي عن نقطة واحدة من نقاط قوتها وتتحدثين عنها ؟1 نقاط الضعف الكل يعرفها - اقتصاد ميت ، بطالة ، استجداء ، عدم استقرار امني ، فساد وفساد وفساد .......

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012