أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


"شي غريب متل العادة"!

بقلم : د.محمد ابو رمان
19-06-2014 01:10 AM
أصبح أمراً عادياً، وخبراً يومياً، أن نقرأ أو نسمع، وربما نشاهد، قصصاً غريبة؛ فثمّة تفشٍّ كبير للعنف والتمرّد والتنمّر، وانتشار لظواهر خطرة ومقلقة في مجتمعاتنا ومدننا، تؤذن بأنّنا أمام واقع اجتماعي جديد تشكّل عبر الأعوام الماضية، ونما وتراكم، بينما كنّا نغمض عيوننا ونقول: 'نحن بخير'؛ فهل نحن كذلك؟!

إذا أردتم عيّنة بسيطة على ما نتحدث عنه، فيمكن رصد بعض القصص خلال الأيام القليلة الماضية فقط. ودعونا نبدأ من الحادثة الأولى، وتتمثّل في الاعتداء بالرصاص الحيّ والضرب على موظفي المياه في الرمثا، من قبل مجموعة ضُبطت تقوم بأعمال حفر مخالف وغير مرخّص للآبار في منطقة الطرّة.

تفاصيل القصة أكثر غرابة؛ إذ تعرّض 'الونش' الذي ينقل الحفارة إلى إطلاق رصاص من سيارات على الطريق. وبالطبع، فرّ المرافقون للونش، فيما تعرّض السائق لضرب مبرّح، وتم اقتياد الشاحنة والحفارة من قبل المهاجمين إلى مكان غير معروف!

فيلم 'الكاوبوي' الأردني هذا جاء بعد أيام قليلة من تعرّض موظفين آخرين في سلطة المياه، ساعات الفجر، لاعتداء بالرصاص الحيّ، هذه المرة في عمان، من قبل أشخاص تمّ التعرف على هويتهم. وجراح أحد الموظفين تستدعي عملية في الخارج.

في الأثناء، وفي الفترة نفسها، كنا نقرأ خبراً عن تأخير مدير إحدى قاعات امتحان الثانوية العامة 'التوجيهي' توزيع الأوراق احتجاجاً منه، مع زملائه المعلمين، على تكرار حالة الاعتداء عليهم من قبل من يحاولون اقتحام القاعات والتغشيش، من دون الإمساك بالفاعلين من قبل رجال الأمن.

بالضرورة، وبالرغم من إعلان وزارة التربية والتعليم عن 1187 مخالفة في 'التوجيهي'، وعن حرمان أعداد كبيرة من الطلبة من الامتحان هذا العام بسبب المخالفات؛ وبالرغم، كذلك، من تكرار محاولات الاعتداء والاقتحام ومخالفة القانون، إلاّ أنّ الحال هذا العام تبقى أفضل من العام السابق بكثير، بفضل إصرار الوزير على إنهاء التراكمات السابقة التي أدت إلى نتائج كارثية، وكانت وبالاً على التعليم والقيم الاجتماعية، بعدما دخل الجامعات آلاف الطلبة غير المؤهلين الذين وصلوا بسبب تلك الفوضى العارمة السابقة.

بالأمس، كنت أستمع أيضاً لصديقي صاحب المقهى (في حيّ خلدا) عن قصة 'آكشن' أخرى جرت بجوار المقهى، وعلى مرأى من المواطنين؛ عندما حاول أحد المجرمين سرقة سيارة، لكنه وقع في كمين أمني، فسارع بعد كسر زجاج السيارة إلى إطلاق النار على رجلي الأمن ولاذ بالفرار.

ووفقاً لصديقنا (صاحب المقهى)، فإن ظاهرة كسر زجاج السيارات وسرقة ما فيها أصبحت 'ظاهرة عادية'، وقد سرد عدداً من القصص الشبيهة التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، فقط في المنطقة المحيطة بالمقهى، فكم هي الحالات الشبيهة، مثلاً، في مختلف المناطق؟!

هذه الصورة المصغّرة السريعة هي لأحداث وقعت فقط خلال الأيام القليلة الماضية. وبالطبع، يمكن وضعها في سياق الحالة العامة من ظواهر الاعتداء على المعلمين والأطباء وعلى الآبار، وسرقة السيارات، وانتشار المخدرات، والعنف الجامعي والاجتماعي..؛ لنتساءل بعد ذلك: ما هو حجم جهاز الأمن الذي يمكنه التعامل مع هذا المستوى اليومي غير الطبيعي بالنسبة لعدد السكان، ولأي مجتمع في العالم؟! ومهما كانت قدرات جهاز الأمن العام، فمن الواضح أنه لن يستطيع، على المدى البعيد، مواجهة ذلك بصورة مستمرة ودائمة!

أما السؤال الأكثر أهمية، والذي يحتاج إلى إجابة عميقة من الأكاديميين والسياسيين والمثقفين، فهو: لماذا وقعنا في هذا الواقع الرهيب؟! هل هي سياسات الاسترضاء والتراخي في تطبيق القانون سابقاً، أم الشروط الاقتصادية الاجتماعية من بطالة وفقر، أم الشعور بالحرمان وانعدام العدالة؟ فمعرفة الأسباب هي مقدمة التوصيف الصحيح للعلاج.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-06-2014 07:35 AM

سؤال خاطئ عمن تتكلم تتكلم عن بلد فيه 6 مليون لاجئ تتكلم عن بلد يعج بالنوادي الليليه والبارات والردائل الاخرى تتحدث عن غرباء يشترون عقار واراضي ويستخرجون رخص بناء ويتحكمون بالسوق. اول سؤال يجب طرحه لمن يوجه هدا السؤال?

2) تعليق بواسطة :
19-06-2014 08:01 AM

هيبة الدولة أوأي مؤسسة او موقع وهيئة تتشكل من قدرة صاحب الامر على فرض قوته الامنية بالتخويف والرعب وشراء الذمم وقد تنجح هذه الاساليب ولكن لفترة. فيفقد صاحب الامر هيبته ويبدأ بالتدريج فقدان السطوة والاحترام او المهابة حتى تتاكل هيبة المؤسسة فتنهار. بينما يستطيع صاحب الامر في المؤسسة او الوزارة او الهيئة ان يفرض سلطته بالقدوة أي ان يمارس ما يطلب من الاخرين وان يلاحظ الناس حكمته وقدرته على معالجة الامور بذكاء ويقدرات فكرة وانسانية وبالعدل ايضا الذي هو اساس الحكم والادارة السليمة. عندها يقبل به المرؤوسون ويقدروه ويقبلوا سلطته وقراراته . الادارة ليست بالامر الهين. ولك ان تنظر وتتفحص كيف تقوم هذه الدولة او تلك بفرض سلطتها ستعرف هل انها تكسب هيبة او تفقدها بل وتقدر ان تتنبأ بمستقبلها. دولتنا اعطت كل المبررات لتفسير او توقع وبشكل مسبق ان اوضاعنا ستسير نحو هذا الاتجاه الذي يشير له الكاتب في مقاله التحذيري من مغبة الانهيار. حتى القوة التي تمارسها الاجهزة وهي مطلوبة في احيان معروفة لا تمارس في مكانها الصحيح او بالشدة الضرورية التي تتلائم مع الحالة، تذكروا كيف عملت القوى الامنية في قاعة المدينة. بالاضافة ان القانون ليس سيد الجميع فمبدا سيادة القانون مكتوب فقط بالدستور ولا يمارس. وما اقوله ليس مجرد انشاء انه اساس تماسك الدولة او المؤسسة بل وحتى القبيلة والعشيرة إن شئتم ، مما يؤدى الى البحث عن طرق غير قانونية للحصول على الحق والعدالة. الفاسدون يمرحون بمقدرات الوطن ولانهم من السادة الكبار وهم من يديرون الدولة والمواقع الهامة ويتم تدويرهم عليها يصبحون القدوة او ما يسمى التمثل ليحصل الناس على ما يسد حاجيتهم في ظل غياب الدولة التام عن رعايتهم فتقتدي بهم العامة دون انتظار العقاب القانوني اما اجتماعيا يجري رفع قيمتهم. اما مهزلة المهازل. ان الدولة ساهمت في انقاص هيبتها في تطبيق الديمقراطية المهزلة ابتنداء بالتزوير واللعب بقوانين الانتخابات لتحصل على نتائج مرضية لمن يستسيد دون حق على وضع وحياة الانسان فيها والمصيبة الاعظم ان كل مواطن يشاركها في هذه الجريمة لانها تجنده بهذا الشكل او ذاك لتمرير مواقف بل ونجاح اشخاص بعينهم وبعضهم من البلطجية الذين تعاونوا مع النخب المتسيدة على تمرير الالاعيب المشار اليها وهم يطلبون في لحظة ما بعض الامتيازات بحكم معاونتهم في الاحتيال والتزوير والتدليس والسحج الفاسدون افسدوا المجتمع والناس ودمروا القيم الاجتماعية. ولهذا ليس غريبا ان تجد ان معظم من يمارس الاجرام والجنايات المختلفة كانوا ممن تبلطجوا او سحّجوا او شاركوا بقمع المطالبين بحقوقهم ودافعوا عن الدولة والمجتع من المصير الذي آلت اليه الاوضاع . واصبح في النهاية طبيعيا ان يقتل وترتكب الجرائم ما دام يستطيع النائب ان يطلق النار في المجلس او ان يعتدي على زميله لانه يختلف معه بالرأي او ان يرسل مسؤول كبير بلطجية لمعاقبة صحافي او كاتب لتاديبه ويبقى هذا المتنفذ في موقعه. لا بل اختفت مليارات ولا احد يعرف مصيرها في اي حساب او بنك والمواطن يعرف كل ذلك فكيف سيحترم الدولة والقانون والمجتع الذي لم يقف معه. واخيرا يدرك المواطن ان الدولة محترفة صناعة التوترات والازمات لتخيف الناس وتضمن خضوعهم وصمتهم

3) تعليق بواسطة :
19-06-2014 09:19 AM

الاسباب هي التي دكرتها واضيف اليها عندما يسند الامر الئ غير اهله ويتولئ الرويبضه والفاسد والسارق الكبير المسوليه يصبح الامركما وصفت وادا استمر الامر فان القادم اعطم واكبر

4) تعليق بواسطة :
19-06-2014 12:58 PM

في عام الرماده( عام المجاعة ) اوقف سيدناعمر بن الخطاب حد قطع اليد للسارق , وهكذ على حكوماتنا اولا ان تقضي على البطالة وان تعاقب الفاسدين وان تتخلى عن سياسة الامن الناعم ثم تلجأ بعد ذلك الى مطالبة المجتمع بالمثالية التي تلمح اليها ايها الكاتب المحترم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012