أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


الإسلاميون في الخيمة وداعش إلى الشارع

بقلم : فهد الخيطان
22-06-2014 01:27 AM
لم يكن لأحد من المراقبين أن يتوقع بأن يشذّ مسؤول رفيع المستوى في الدولة بوزن رئيس مجلس النواب عن سرب المقاطعة الرسمية لمؤتمر حزب جبهة العمل الإسلامي الذي عقد أمس. لكن المهندس عاطف الطراونة فعلها؛ حضر جلسة افتتاح المؤتمر، والقى كلمة متوازنة، ومسؤولة، انتقد فيها بعض مواقف الإسلاميين وسياستهم، وأشاد بمساهماتهم في الحياة السياسية الأردنية.
لقد فرضت الدولة طوقا من العزلة على مؤتمر الإسلاميين ولم تسمح لهم بعقده في مرفق عام أو خاص، مادفعهم إلى تنظيمه في خيمة نصبت في ساحة عامة.
لكن مشاركة رئيس مجلس النواب في المؤتمر تعكس في أحد وجوهها تباينا في مواقف أركان الدولة من قرار منع عقد المؤتمر، وأكثر من ذلك علاقة الدولة بالإسلاميين عموما.
ليس مؤكدا بعد ما إذا كانت مقاطعة الحكومة للمؤتمر ورفضها السماح بعقده في قاعة رسمية تعبيرا عن سياسة جديدة أكثر تشددا تجاه الإسلاميين أم لا.
المؤشرات في هذا الصدد متناقضة؛ فقبل أسابيع فقط كانت هناك لقاءات ثنائية بين وزير الشؤون السياسية والبرلمانية وممثلين لحزب جبهة العمل الإسلامي. الوزير خالد الكلالدة زار الحزب في مقره، وقادة منه حضروا اجتماعات في الوزارة. أما رئيس الوزراء، فرغم عدم تفاعله مع الإسلاميين، إلا انه لم يطلق تصريحات معادية بحقهم.
الشيء المؤكد أن هناك خلافا في وجهات النظر في أوساط المسؤولين بشأن الموقف من مؤتمر الحزب، عبّر بعضهم عنه بصوت خافت في الغرف المغلقة.
لكن من المبكر القول إن تطويق المؤتمر دليل كاف على تغير جوهري في مقاربة الدولة حيال الإسلاميين. هناك شعور بالغضب والاستفزاز من مواقف الإسلاميين إزاء بعض القضايا، وتصريحات رموز قيادية في الحركة الإسلامية، دفعت بأصحاب قرار إلى الرد عليها بنفس الطريقة. يضاف إلى ذلك أجواء إقليمية غير مواتية، تحد من هامش المناورة في العلاقة مع الإسلاميين.
هذه الاعتبارات على أهميتها هي التي تقف خلف سياسة التشدد التي تنتهجها الدولة بحق الإسلاميين. لكن ليس متوقعا ان تذهب أبعد من ذلك في المستقبل.
بيد أن المتغير التكتيكي في العلاقة مع الإسلاميين جاء في ذروة صعود التيارات الإسلامية المتطرفة في المنطقة وفي الأردن أيضا. ففي الوقت الذي تعذر فيه على تيار معتدل كحزب جبهة العمل الإسلامي أن يعقد مؤتمره في قاعة فندق، كان غلاة المتطرفين من أنصار'داعش' يتظاهرون بحرية في معان، ويرفعون شعارات ورايات تنظيم مصنف على قائمة الإرهاب في الأردن.
مثل هذه التطورات تضفي مزيدا من الغموض على سياسة الدولة تجاه تيارات الإسلام السياسي بكل تلاوينها، وتطرح أسئلة مشروعة حول توجهات تبدو للمراقب متناقضة وغير مفهومة.
تراجع بريق الإخوان المسلمين في الشارع بعد نكسة مصر، لكن سؤالا ظل يشغل بال المحللين: من يملأ الفراغ الحاصل ومن هي الجهة التي تتقدم لاحتلال المساحات الفارغة؛ الدولة أم التيارات الأكثر تشددا من أمثال 'داعش' و'لنصرة'؟
حسب المؤشرات الأولية المسجلة في أكثر من مدينة أردنية، التشدد يربح والدولة تخسر؛ تخسر المعتدلين التقليديين من جهة، وجموع الشباب المشدودين للتيارات الجهادية في سورية والعراق.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-06-2014 02:21 AM

اعتقد أن المواطن يريد اجوبه على المشاكل الحقيقيه والعمليه . فهل هناك ايه خطه لأجلاء طلاب الجامعه من معان اذا ساءت الأوضاع وسيطرت داعش على المدينه ؟؟ الا يحتمل ان يكون هناك احتجاز لرهائن من الطلاب من قبل الداعشيين المعانيين ؟؟

2) تعليق بواسطة :
22-06-2014 10:11 AM

يا اخ فهد ..هل اختفت كل مشاكل البلد الا اين يعقد مؤتمر حزب ؟ استغرب فعلا كيف يركب الخاص على العام في عز الظهر ,حتى الاخوان لا يرون في هذا الحدث مشكلة ابدا , ثم ماذا بعد المؤتمر ؟ بالكركي وبدون نفاق ..تمثيل الشعب الاردني مخطوف وهنالك من تصدر المشهد برافعه مزيفة اولهم هذا الحزب ...وهم يعلمون الحقيقة بان الشعب الاردني لا يمكن ان يرقص خلف شعارات حزبية كما في مصر او تنظيمات اسلامية كما في سوريا ..الشعب الاردني مهما تعرض للضغوط لا يثق بالاحزاب ولا بالتنظيمات ولو دق الكوز بالجرة ستجد ان الشعب الاردني بكل اطيافة ملكي حتى العظم من جهة حرصه على الامن ,واي ظواهر سلبية تخالف ذلك هي فشل اداري او لعب سياسي محسوب ...يا فهد هل تصدق ان تعامل الاجهزة الامنية الاردنية مثل الاجهزة في الدول العربية ..لا والله بل ان الاردن يبقى الدولة رقم واحد مهما قيل او مهما حدث ..والمقارنة بحد ذاتها ظالمة , اذا كان في فمكم كلمة طيبة حرضوا على تثبيت اركان الامن ,حرضوا على منع تسرب اللاجئين خارج المخيمات , حرضوا على دعم الاجهزة ,حرضوا على دعم السلم الاهلي , حرضوا على ضبط الاداء الحكومي ,حرضوا لاعادة الثقة بين المواطن والمؤسسات الدستورية وبلاش احلام العصافير فالاخوان فشلوا في مصر وفي العراق وليبيا وبقي لهم واحة صغيره عي الاردن وعليهم ان يراعوا شروط العيش فيها ولولا الدعم والرعاية الرسمية التاريخية لما وصلوا الى هذا الحجم ولا ننكر عليهم ما انجزوه من حل حالة (تلبس ) على رأي الشيوخ قبل عقود وقد وفروا جهود كبيرة على الحكومات باعتبارها تتحدث مع قوى سياسية اردنية وكلا الطرفين يعلم ان الاخر يكذب بل هما (في محطات كثيرة)يبدوان كلصين وجدا نفسيهما وجه لوجه في بيت اهله نيام ..هل يختلفا!! مثلا وقعوا معاهدة السلام وما ان اختلفوا مع حكومة حتى تنصلوا منها ,مرروا اوسلوا وانقلبوا على منظمة التحرير ,مرروا احتلال العراق ,قفزوا الى السلطة في مصر على ظهور الغلابا وخربوا ليبيا واختطفوا تونس ولطشوا فلوس قطر واكلوا سلطة تركيا وشواء اردوغان..وين ما في مصاري تجدهم!! وحرضوا وكفلوا كل السوريين الذين تم تهريبهم خارج اسوار مخيمات الامم المتحدة والهدف واضح جلي ..اسألهم ان اجابوك ما موقفهم من كل ذلك ؟؟ انت تعلم الاجابة فلماذا تجاملهم على حساب وطنك يا فهد اترك هذه المهمة لغيرك !!

3) تعليق بواسطة :
22-06-2014 05:10 PM

أحسنت يا فهد. منذ الإنقلاب على الإخوان المسلمين في مصر ونحن نقول إن تغييب الإسلام السياسي المعتل لا يصب إلا في صالح التشدد. أنظروا من ينشط الآن في مصر. الحال كذلك في الأردن، وفي كل بلد يحارب فيه الإسلام السياسي المعتدل.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012