أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


العمل العسكري داخل الدولة

بقلم : سميح المعايطة
23-06-2014 01:20 AM
كل نماذج وتجارب الخروج على الدولة باستخدام السلاح في عالمنا العربي كان أصلها فكرا ينزع الشرعية عن الدولة ويعطي لحامل البندقية حق إطلاق النار والقتل وإشعال النيران للوصول إلى أهدافه، وحتى الممارسات الفردية التي تجعل فرداً أو عصابة تطلق النار على رجل أمن فإنها تنطلق من قناعة بالخروج على القانون، فاستخدام السلاح يعني إعلان الحرب على القانون والدولة والخروج عليهما سواء كانت القناعة من فهم خاص لنص شرعي أو مصلحة، لكنها في النهاية عدم إيمان بالقانون والدولة.

وحتى الفكر التكفيري الذي بدأ لدى المعتقلين في سجون مصر في الستينات فإن المنطلق كان سلسلة التكفير التي بدأت بالحاكم ووصلت حتى الموظف الصغير، أي تكفير الدولة ثم إستخدام نص ديني يعطي لمن أستخدمه حق الخروج والقتل والقتال.

ولهذا فعندما نذهب لتقييم استقرار أي دولة فإن من أهم المعايير دراسة الفكر الذي تحمله القوى العاملة على تلك الساحة حيث الإيمان بحمل السلاح والقتل، فإذا كانت أي ساحة خالية من أي فكر من هذا النوع فإن الاستقرار الداخلي قوي، ونتحدث هنا أيضاً عن تنظيمات تمارس إزدواجية الخطاب حيث الفكر السلمي في حالة ضعفها وقوة الدولة، والخطاب الانقلابي في حالات قوتها وشعورها بضف الدولة، وهذه التنظيمات يتم كشفها في المراحل غير العادية التي تمر بها الدولة.

وحين يكون التسامح نهج الدولة فإن لغة العنف والسلاح لا يمكن أن تجد لها من يناصرها، مع أن العنف وحمل السلاح يعني الفوضى، ومع الفوضى يفقد كل مواطن القدرة على حماية نفسه وبيته، ولا يحمل السلاح أصحاب فكر القتل والعنف فحسب بل كل مواطن، أو يكون خيار الناس الهروب واللجوء والنزوح.

لكن التجارب الأخيرة أثبتت أن نقاء أي ساحة من فكر حمل السلاح لا يكفي، لأن أي دولة تضعف لأي سبب وتصل إلى إنفلات أمني ستجد من ( فاعلي الخير !!) من الدول ( الصديقة والشقيقة ) من يستثمر أي نقص مناعة في الدولة لإدخال أسلحة ومقاتلين، فضلاً عن شراء في طبقة الانتهازيين في داخل كل دولة لنجد أمامنا فجأة معارضة مسلحة تلبس لباساً عسكرياً ومدربة ولها فضائيات وناشطون، وكأنها كانت تستعد منذ سنوات لهذه اللحظة.

وإذا كان فكر الإيمان بالدولة واستقرارها هو ضمان لاستمرار الدولة فإن فكر الخروج على الدولة وحمل السلاح، أو إستهداف هيبة الدولة هو المدخل للتفكيك وإدخالها في دوامة العنف وتحويل مواطنيها إلى ( زبائن ) لشاحنات المساعدات ( ومتلقين ) لخدمة الخيم والكرفانات.

في زحمة النار التي حولنا فإن العيون يجب أن تبقى مركزة على كل بؤرة فكر تؤمن بغير العمل السلمي مهما كانت صغيرة، وأيضاً على كل شخص أو تجمع يمكن أن يكون وكيلاً للعبث الخارجي، فلا مجال للتجربة لأن تجار التفكيك وصناعة العبث ومقاولي معسكرات التدريب جاهزون.
(الرأي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-06-2014 09:04 AM

جميل ماكتبته عن ان المواطنين ان يلتفو حول الدولة ودرء المفاسد والفوظى والاردنيين لايحتاجو الى من يعلمهم ماهو الوطن لكن الاردنيين من عشر سنوات يعانون ومن 4 سنوات يطالبون بالاصلاح بطرق المدنية السلمية ومحاولة تصحيح المسار ولكن الحكومة تسير كمن يمشي خلال النوم لاتسمع ولا تعي لهولاء . وما اضر هذة الحراكات همن يعتبرون ؟؟ انفسهم النخبة لكن النخبة الحقيقية ازالتها الدولة بالتهميش والتطنيش وجمعة مجموعة من السحيجة من والذين يسبحون بحمدها والثناء عليها حتى لوضرط المسؤل قالوا له يرحمك الله ومجموعة من الكتاب الذين لديهم تايمر او مؤشر حين يعلم ان هناك شاغر له في وزارة او هيئة عليا زاد تسحيجة واصبح ينشر كل يوم مقالين وانت واحد منهم مع احترامي لشخصك .
السيد الكاتب هناك كلمات لسيدنا عمر الفاروق اعجبتني جدا وهي تجيب بشكل شافي عما يحصل في واقعنا الان .

حين قدم القبطي يشتكي الى الخليفة الفاروق من بطش ابن عمرو بن العاص حين سبق القبطي ابن عمرو بن العاص في سباق الخيل وطلب الفاروق من عمرو بن العاص ما ان يصل كتابي هذا حتى توافيني انت وولدك واقتص المصري بيده من ابن الامير عمرو بن العاص وقال له اجلها رأ س عمرو فقال القبطي استوفيت حقي من الذي ضربني واشتفيت فقال والله لولا سلطان ابية ما تجراء عليك وقال كلمتة المشهورة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرار ) وحين خرج الناس قال عمرو بن العاص للفاروق يا امير المؤمنين قد اغلضت لي يا امير المؤمنين الاتخشى ان يجرؤ الناس على امرائهم قال له الفارق اذا كانت جرئه بالحق ذلك مانريد يا عمرو ليس هيبة الحكم بترويع الناس ولكن بتامينهم وكف الظالم واخذ الحق للضعيف فيرتدع القوي ويأمن الضعيف ويعتصم الناس بالدولة بدل ان يعتصموا منها ويحفظون اميرهم القوي العادل بحفظ انفسهم به وليس وراء ذلك الا ضياع الحاكم والمحكوم معا.

2) تعليق بواسطة :
23-06-2014 11:44 AM

عاشت الوحده الوطنيه

3) تعليق بواسطة :
23-06-2014 08:27 PM

يا سميح الفساد والنهب والبيع وعدم الحكم بكتاب الله والاقصاء والتهميش والتنسيق مع اليهود والامريكان هو سبب الغضب الشعبي -والنظام هو الذي يطخطخ على المواطنين ويقتلهم بالمطارده ويقتل معهم بالخطا ابرياء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012