26-12-2010 11:47 PM
كل الاردن -
ماهر ابو طير
يشرب بعض السياسيين لدينا حليب السباع ، غير انهم يشربونه في التوقيت المناسب لمصالحهم ، وفي غير هذا التوقيت يكتفون بحليب الماعز ومشتقاته،.
تدب الشجاعة في قلوب سياسيين فجأة فينتقدون سياسيين آخرين ، ولا يتركون كلاماً سيئاً الا ويقال بحق آخرين ، لان لاحساب ولامعاتبة ولاسلطة تخيف ، هذا على الرغم من ان هذه الممارسات مكشوفة ، وقد كانت الشجاعة اولى ضد بعضنا وقد استوى على سرج الموقع.
لحليب السباع ، جانب آخر ، اذ لدينا ممارسة اخرى تتعلق بخروج المسؤول من موقعه وتحوله الى مفكر او منّظر ، او مدافع عن حقوق الناس ، وحياتهم ، وناقد للحكومات ، ويتفجر ذهنه عن خطط وبرامج ، ولا يقول لك اين كانت كل هذه 'العبقرية' وهو في الموقع.
الذي يشرب حليب السباع يشربه في كل الظروف ، ولا يستدعي 'قلب الأسد' الى قلبه الضعيف ، وهو يعرف ان الكلام مجاني وبلا كلف.
مابين اولئك الذين يصبحون شجعاناً باثر رجعي ، فيتطاولون هنا وهناك ، وهي شجاعة كشجاعة الارنب الذي استيقظ واذ يظن نفسه اسداً ، واولئك الذين يمتلكون الحلول السحرية لكل المشاكل بعد خروجهم من المواقع ، تتشكل لدينا ظاهرة سلبية تتعمق بكل اسف.
كل النخب قابلة للنقد والتقييم والقراءة ، غير ان هناك فرقا كبيرا بين النقد المحترم والموضوعي دون اجندات ، وشخير سياسي فوق رؤوسنا ، وتلك الشجاعة بأثر رجعي ، وشرب حليب السباع في توقيت لا اضرار فيه على الشارب،.
قبل ان تقول كلامك ، تذكر التوقيت ، والفروقات ، وتذكر ايضاً ، ان الناس تعرف الفرق بين من قال كلمته ودفع كلفتها في توقيت حساس ، وذاك الذي استوطن الخوف قلبه ، فأختبأ دهراً ، وخرج في توقيت 'آمن' ليعلن انه الشجاع الأوحد.
mtair@addustour.com.jo